إن انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى المصرى وما قد يترتب عليه من نتائج والهادف لإنقاذ وإنعاش الاقتصاد المصرى من الأزمة الاقتصادية الخانقة والقاتلة التى تمر بها مصر وشعبها حالياً وخاصة فى أعقاب نكبات ونكسات نتائج ثورات الربيع العربى التى باءت جميعها بالفشل والتى عكست وأفرزت كوارث اقتصادية واجتماعية وعربية مدمرة، وكذا فى ظل تتابع موجات متعاقبة من تفكك وتدمير وانهيار وسقوط العديد من الدول العربية الواحدة تلو الأخرى ومنها العراق وسورية واليمن وليبيا وغيرها، فقد تشابه انعقاد هذا المؤتمر فى التوقيت والزمان والظروف والحيثيات إطلاق خطة مشروع مارشال الأمريكية عام 1947 م الهادف لإنقاذ وإنعاش الاقتصاد الأوربى فى أعقاب الحرب العالمية الثانية من عام 1939 - 1945 م ومشروع مارشال هو نسبة إلى من اقترحه وهو جورج مارشال وزير الخارجية الأمريكى آنذاك، علماً بأن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى هو كوبرى النجاة الحقيقى الذى تسعى مصر لتشييده وبنائه وذلك عن طريق تحويل مسارها التنموى والنهضوى من الاقتصاد القائم على المعونات والقروض من الدول العربية والبنوك والصناديق المالية الدولية وغيرها إلى الاقتصاد الوطنى الحر القائم على الاستثمارات والمساهمات والشراكات المؤسسية والوطنية والعربية والأجنبية والمجتمعية والبشرية الهادفة لبناء المؤسسات والأمة والوطن المصرى، كما أن مؤتمر شرم الشيخ هو فرصة حقيقية لمصر والعالم لإعادة استدعاء واستحضار تاريخ وحضارة وموقع مصر الجغرافى والإستراتيجى بين القارات ليحاكى ويخاطب العالم بعبقرية المكان والزمان والإنسان على أرض الحضارات والمقدسات والأديان السماوية وفى طليعتها الدين الإسلامى الوسطى الحنيف والمعتدل. إن نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى هو نوع من شهادة ثقة فى أسس وقواعد ومقومات وآليات بناء هياكل الاقتصاد المصرى تسعى مصر جاهدة للحصول عليها من المنظمات والهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية، كما أن نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى هو نوع من المراهنات الداخلية والعربية والإقليمية والدولية على مدى قدرة مصر على إمكانية استعادة مكانتها التاريخية والحضارية والعربية والإسلامية والأفريقية والشرق أوسطية والعالمية من جديد، علماً بأن المواطن المصرى البسيط لديه اليقين والثقة والقناعة والإيمان الدائم والتام بقدرة شعبه ووطنه وأرضه وتاريخه على البقاء والإستمرار والصمود فى مواجهة جميع الصعاب، كما أن مؤتمر شرم الشيخ هو نقطة فارقة فى تاريخ مصر المعاصرة يتوجب معها ضرورة وحتمية وحدة وترابط وتماسك طوائف وتيارات المجتمع والشعب المصرى، ويجب أن يكون بداية الانطلاقة العظمى لمصر الحديثة إذا ما أسفرت نتائجه عن بداية بناء قواعد وأسس الاقتصاد المصرى الناهض والمزدهر القائم على الاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية التى تساهم لوجستياً فى حماية الأمن الإستراتيجى لمصر وشعبها وأرضها ومقدراتها وثرواتها كما تحمى وتصون حقوق وأموال المستثمرين الوطنيين والعرب والأجانب دون المساس بالسيادة الوطنية للدولة المصرية، لقد جعلت مصر قد جعلت من مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى الجارى هو أهم نافذة للتعريف بمصر الماضى والحاضر والمستقبل أمام العالم، كما اتخذت من مؤتمر شرم الشيخ قاعدة اقتصادية وثقافية وعلمية وهندسية وتقنية وترويجية وسياحية وإعلامية وتجارية وجيوسياسية وإستراتيجية وغيرها للوصول إلى العالمية، وكذا علماً بأن حجم ونوع الاتفاقيات التى وقعت وكذا عشرات المليارات من الدولارات التى تتدفق من المصريين والعرب والأجانب المشاركين والمساهمين فى برامج ومشاريع الاستثمارات المصرية هى برهان ناصع على نجاح مؤتمر شرم الشيخ اامقتصادى كما أنها تبعث برسائل سياسية واقتصادية وأمنية وإستراتيجية إلى جميع دول العالم بأن مصر هى الدولة العربية الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط القادرة بترابط وتماسك شعبها وجندها وأمنها على صون وحماية الهوية العربية من الفناء والتعويم كما أنها قادرة على الدفاع عن مقدرات ومقدسات الشعوب والأمة العربية والإسلامية كما أنها قادرة على حماية السلم والأمن العربى والإقليمى والدولى، فاللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء .