فجر يوم جديد

يا من تجالس الليل حزينًا أأنت لحديثى سامع
أراك عصى الدمع وعن الحديث أنت مانع
بل وهنا من مقلتيك تصب كئوسًا وتملؤها بالمدامع
فقلت لى ما أنا إلا ببشر وبنصيبى وقسمتى قانع
ولكننى فى صور الماضى دوما أراجع
فقد صرت وحيدًا ولا تسرى حياتى مثلما كنت أطالع
وأعطتنى الدنيا ظهرها وسقتنى من لهيب نارها اللاذع
وبات خبر فشلى على المسامع أمر ذائع
لا أدرى لم وقد كنت اجتهد وأكد دومًا وما سرت يوما وراء المطامع
وأوصدت جميع الأبواب فى وجهى فأصابنى الضيق وبت شخصًا ضائع
فأصبحت أهيم فى صحراء خلف سراب وما يحتوينى أى شارع
فنظرت إليك بابتسام وقلت لك ولم أنت للماضى بخاضع!
فهذا اختبار من الله للمؤمنين فلا تحزن وارض بالأمر الواقع
واعلم أنه كلما طال الليل الملىء بآلام سيأتى نهارًا وينقشع معه الظلام
وستسمع فيه هديل الحمام يسعى خلف رزقه ويريك أية للسلام
فارض بقضاء ربك واعلم أن اختبار المؤمن أمر حتام
فلا تبك على حظك العاثر وانظر إلى رزقك بكل اهتمام
وألقى الماضى خلفك وتقدم دومًا ومعك الله فهو خير حافظ للأنام