تدمير الآثار الذى يقوم به تنظيم "داعش" ومن قبله تنظيم "القاعدة" و"طالبان"، لا يمكن أن يطلق عليه "رد الفعل" كما يدعى البعض بأن داعش قام بتدمير متحف الموصل وما به من آثار آشورية نادرة ردا على ما قام به الجيش العراقى من قتل 20 فردا من التنظيم، حيث يؤكد التاريخ أن تدمير الآثار "عقيدة سلفية". ففى عام 2010 قام الشيخ محمد حسان، فى برنامجه الأسبوعى "فتاوى الرحمة" والذى كان يذاع على قناة "الرحمة" الفضائية، ردا على سؤال حول حكم بيع الآثار" أن هذه الآثار إن كانت فى أرض تملكها أو فى بيت لك فهذا حقك ورزق ساقه الله، ولا إثم عليك فى ذلك ولا حرج، وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أى أحد أن يسلبك هذا الحق، وهذا الرزق الذى رزقك الله إياه، فهذا حقك إن كان فى ملكك". وأضاف حسان فى فتواه: "إن كانت هذه الآثار تجسد أشخاصا فعليك أن تطمسها لأن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الأثر المجسم، وما حرم بيعه حرم ثمنه، وإذا كانت هذه الآثار فى أرض عامة أو مال عام تمتلكه الدولة فليس من حقك أبدا أن تأخذه أو تهربه أو تسرقه أو تبيعه وإن فعلت ذلك فقد فعلت حراما والمال الذى أخذته حرام". ورغم أن محمد حسان تراجع عن فتواه وأقر بأنها «قديمة وأسىء فهمها، وهناك من استغلها»، وأنه تجاوزها بعد مراجعة أسانيدها، لكن هذه الفتوى ظلت تلقى بظلالها على كثير من السلفيين ومن يسير على هواهم، حتى أن تنظيم داعش أصبح ينفذها فهو يبيع الكنوز والذهب ويحطم التماثيل المجسمة، كما أنها تكشف بنية التفكير السلفى، حيث أنه فى مجموع فتاوى ابن باز (ج 17 / ص 139) عن الآثار: "لا يجوزُ بيعُها، لكِنْ إذا كسَّرَها صاحبُها، فلا بأسَ ببيعِ الصنمِ مُكسَّرًا، أمَّا أن يبيعَهُ على حالِهِ، فلا يجوزُ، لكِنْ إذا كسَّرَهُ فإنه تحوَّلَ من كونِهِ صنَمًا؛ فيجوزُ. وذهب الشيخ مصطفى العدوى، إلى أنه لا يعرف قوانين الحكومة، لكن فى الركاز الخمس يخرج صدقة والمقصود ب"الركاز" هو كل مال عُلِم أنه من دفن أهل الجاهلية، وفيه الخُمُس إذا وجدت عليه علامة تدل عليهم كأسماء بعض ملوكهم مثلاً، فإن وٌجد عليه ما يدل على أهل الإسلام فله حكم اللقطة وأربعة أخماسه لواجده والخمس الباقى يصرف فيما يصرف فيه خمس غنيمة الكفار.