لاادرى لماذا ولكنى وجدت نفسى اشغل عقل ووجدان ابنى زياد وهو المولود هنا فى امريكا بقضايانا العربيه والمصريه ومنذ طفولته وحتى اليوم وهو صبى فى الثالثه عشر لم اتوقف عن شرح اسباب الافراح والاتراح التى مرت وتمر بها امتنا ومصر منذ عهد الفراعنه مرورا بالصلييبين والحمله الفرنسيه والاحتلال الانجليزى حتى اغتصاب الارض العربيه منذ 1948 وشاهد زياد معى معظم تاريخ مصر السينمائى ووجدت نفسى اقحم عليه –كما هى عادتى- غرامى بعالم السينما والمجد الذى كان للسينما المصريه , ورقرقت عينا زياد بالدموع على مصير ابوسويلم فى "الارض" كما انه تمنى الموت فى مصر على العيشه فى فرنسا كما اختار ابراهيم حمدى فى فيلم "فى بيتنا رجل" ونما عشق زياد لموسيقانا العربيه ويذوب عشقا فى محمد منير ويتوه مع مرسيل خليفه وكذلك شعر بالفخر حين ظهر فى التليفزيون المحلى هنا فى استضافه سريعه لى تعليقا على مشاركه فيملى الدائره الابديه فى مهرجان ولايه ميرلاند.. وهكذا تشبع زياد بما يمكن ان اعتبره تاريخ المنطقه وتاريخ مصر الحديث حتى جاء يوم السادس من ابريل يوم الاضراب العام فى مصر والذى كنت قد شحنته له منذ اسبوع فائت ووجدتنى ارقب الحدث بشغف واسع وكذلك ارقب رد فعل زياد عليه وكنت قد لاحظت فى كل مره اتحدث فيها لزياد عن الظلم الواقع على المنطقه مثلا من اسرائيل او غيرها بانه كان يسالنى سوال منطقى ولكنه كان يلجمنى فى كل مره يساله وهو "لماذا لا يتجمع العرب جميعا وينقضون على اسرائيل تلك ويضربوها ضربه رجل واحد " وبهذا يتفرق دمها بين القبائل اقصد الدول العربيه ويتنهى الامر .. يبدو السوال بسيطا ولكن الاجابه عليه تقطر الما. تابع معى زياد تغطيه احداث الاضراب العالم ليس فقط على القنوات العربيه ولكن ايضا بعض قنوات التليفزيون الامريكى تعرضت للرواتب فى مصر وهو مااصاب زياد بمزيج من الدهشه والحسره معا.. واذا به يحسبها بالمصرى ويذكرنى بان خروجنا انا وهو وذهابنا الى السينما والعشاء البسيط بالامس كان يعادل اكثر من ثلث مرتب الفرد العادى فى مصر... وهكذا وجدت انى غزلت زياد فى نسيج حال بلدنا المرير الان واصبح مثلى تتزامن دقات قلبه فرحا او حزنا مع مايحدث لمصر ولاادرى ان كنت قد اهديته نعمه ام جلبت عليه نقمه بفعلتى تلك... وجاءت مشاهد التغطيه الاخباريه بمشاهد العربات المصفحه والقنابل المسيله للدموع وناس يرتدون القليل وحفاه ولكنهم يرمون العربات المصفحه بالحجاره وكان زياد قد تبرمج على ان تلك المشاهد خاصه بفلسطين وكم كانت دهشته حين أخبرته انها مصر " مصر نو واى" كما قال واذا به مره اخرى يرمينى بالسوال المرير "لماذا لا يتجمع كل الناس الذين هم ضد الحكومه ويسقطونها " رمانى بسواله وتركنى غارقا فى همى وصعد الى غرفته ولم افق الا على صوته يسالنى ان كان "عمو" نادر قد شارك فى الاضراب العام ام لا ... وحتى هذا السوال لم استطع الاجابه عليه لانى لا اعرف ان كان نادر قد "تجمع " مع اخرين ام ان الجميع قد استمرئ معيشه الجزر المنعزله....