قد يعتبر مقالى هذا سباحة ضد التيار فى زمن سادت فيه ثقافة القطيع وإرهاب كل صاحب رأى ولكن ما باليد حيلة فلم أستطع جبح نفسى من التعقيب على ما يجرى حاليا على الساحة فقد اطمأن الشعب المصرى بجميع طوائفة على صحة الرئيس مبارك وتعافيه بحمد الله تعالى من العملية الجراحة التى كان قد أجراها بنجاح وعاد إلى أحضان وطنه وأهله كما عاد لنا الأمل فى عهد جديد من الإصلاحات بجميع شئون الدولة كنا فى أشد الحاجة للاطمئنان على صحة السيد الرئيس لما يحمله له فى طياته كثير من الاستقرار والأمان والأمل.. من المحقق أن الرئيس مبارك يمثل للمواطن البسيط صورة الأمن والأمان والاطمئنان ومن أجل هذا يلقى فخامته كل هذا الحب وكل هذا التقدير وكل هذا الدعاء من الموطن المصرى.. ومن أجل هذا أيضا تلمس قلق المواطن المصرى عليه فى كل مكان وحرصه الشديد عليه بالدعاء له وطلب الرجاء من الله تعالى بأن يتم شفاؤه على خير سيادة الرئيس تلك رسالة مفتوحة أتمنى قراءتها.. مصر تعيش فى حالة الإحباط والأسى "الشعب نفسه يفرح" بعيشة حلوة شعبنا شايل الهم وساكت ما باليد حيلة حد شاف شعب على طول مش راضى ودايما معترض على كل أقوال وأفعال حكومته شعب ناقم ومعترض.. الكلمات تعجز عن تحديد وصف دقيق لأحساسنا ماذا يحدث لمصر؟ ولماذا تغير المصريون؟ لعل تغير سلوك المواطن المصرى نابع من الظلم والقهر الذى يعانيه والذى يعد انعكاس للفساد والقمع الذى شكل ضغط أدى للاعتصامات والدعاء على الحكومة وجعل الكراهية والحقد والغل وسائل للتعبير والتنفيس عن الكبت، صار الشعب يعيش فى ذل وفقر ومهانة وخسر آدميته وأهدرت كرامته؟! حالة الاحتقان فى الشارع المصرى والتربص بالآخر ما هى إلا نوع من أنواع تفريغ الكبت، فإذا كانت الحكومة أفسدت وبلطجت ونهبت وقمعت وتسلطت والفقر والجهل والبطالة وتهميش المواطن فماذا ننتظر من أفراد الشعب؟ سيادة الرئيس نخلص من هذا إلى أن التغيرات السلوكية والمشكلات المجتمعية فى حياة المواطن المصرى وحتى الصغيرة منها جذورها كبيرة ومتشابكة وأن الحل بيدك مش عاوز مسكنات عاوزين إصلاح حقيقى وشامل وهو الأمر الذى لا يتحقق سوى بالتخلص من قمم الفساد ورموزه وأنصاره والمنتفعين منه والمرتبطين به والمطبلين له مهما كان حتى يستطيع المواطن المصرى أن يتخلص من الضغوط ويتمتع بحياة طبيعية سيادة الرئيس كنت مدفوعا من وازع وطنى وحبى لبلدى فقد أصبحت حكومتنا العدو الأول لجموع الشعب فأصبحنا نعيش على صفيح ساخن على الدوام أين حق المصريين فى أصول هذا البلد الذى بات يأن تحت أقدام الديون الداخلية والخارجية أم الضرائب التى تفرض على الغلابة والمساكين فقط والتى تذكرنا بفرض الضرائب والإتاوات وجباية الأموال إبان عهد محمد على وعاشور الناجى.. أين رغيف الخبز الذى تدهسك الأقدام حتى تحصل عليه، وإذا حصلت عليه تجد أنه قد صنع من دقيق يشبه الطين لا يسد الرمق ونحن بلد النيل والقمح. أم أنبوبة الغاز التى باتت حلم بعيد المنال بالنسبة لأى مواطن والغاز يصدر لإسرائيل بأبخس الأثمان ولا ندرى لمصلحة من هذا أم البطالة التى طالت كل بيت من بيوت مصر على الرغم من استحالة خلو بيت من بيوت مصر من شاب جامعى زى الورد يبحث له عن وظيفة فى بلد أصبح مثل عزبة الباشا وأصبحنا نحن الشعب عبيد العزبة. أم الهم الأزلى الذى بات يحاصر المواطن ويفرض عليه مصاريف مدارس وكتب للعيال وملابس ومتطلبات لا يستطيع أن يكفيها مرتبه هذا بالإضافة إلى الواجب الذى تعمله الدولة مع المواطن من فرض ضرائب وغلاء فى الأسعار وتكبيده ما لا يطيق. ولا كيلو اللحمة أقولك أيه ولا أيه يا ريس مش عاوز اتعبك وأنت فى فترة النقاهة. وأخيراً بعدما أعيتنى السبل فى إيجاد أية إجابة على أسئلتى وبعدما تعبت من عد مشاكلنا ولم أنته بعد لا يسعنى إلا أن أقول للسيد الرئيس عدت وعاد الأمل للبسطاء والمعدومين من جديد "سيادة الرئيس عاوزين نعيش زى البشر".