رصد "اليوم السابع" الفرحة التى عمت قرية برج مغيزل بكفر الشيخ، احتفالاً بعودة 7 من أبنائها الصيادين الذين احتجزوا فى ليبيا منذ أكثر من أربعة أشهر، وهم يعانون الاضطهاد وسوء المعاملة، فى ظل القتل والتخريب الذى أصاب أجزاء متعددة من ليبيا التى يسطر عليها عدد من الجماعات المسلحة، وكل جماعة تسيطر على بقعة منها، وكان أكثرها شراسة جماعة فجر ليبيا التى تضمر الشر بالمصريين وعناصر داعش الإرهابية. وتبدل حال القرية التى عمها الحزن وفقد الأهالى الأمل فى عودة الصيادين، ولكن رحمة الله كانت أكبر من كل شىء والصيادون العائدون "محمد صبحى داود، محمد محمود أحمد محمود، أسامة جوهر الكناف، نجيب أحمد حمادة، عبد القادر أحمد بريش، وشقيقه أسامة، وأحمد جابر فراج". لم يصدق العائدون ما حدث، وبمجرد أن وطأت أقدامهم أرض قرية برج مغزل رفعوا وجوههم للسماء شاكرين الله مكبرين مهللين، ومنهم من سجد لله شكرًا وتحول استقبالهم من عناق لتظاهرة ضد الإرهاب والإرهابيين وتأييد للرئيس عبد الفتاح السيسى فى موقف لم يتكرر كثيراً بالقرية. يقول محمد صبحى داود، أحد الصيادين العائدين: "ألقى القبض علينا منذ أربعة أشهر خلال رحلة صيد، وفوجئنا بحرس السواحل الليبية بميناء زوارة يطلق علينا النيران بكثافة، فهربنا لداخل ثلاجة المركب خوفًا من إصابة أحدنا بطلق نارى والوحيد الذى صعد ليوقف ماتور المركب محمد محمود فأصيب بطلق نارى، وتم إلقاء القبض علينا واحتجزونا لمدة 15 يومًا ووجدنا معاملة طيبة فى بداية الأمر، وتم استخراج وثائق سفر لنا لنعود لمصر، وفى الطريق فوجئنا بجماعة فجر ليبيا فى مصراتة يلقون القبض علينا ويرفضون عودتنا لمصر، ومزقوا الوثائق التى بحوزتنا وتم احتجازنا بمدرسة الكراراى التابعة لإدارة الهجرة غير الشرعية، وجلسنا بها أكثر من شهر ونصف الشهر منعزلين عن العالم". من جانبه أوضح صبحى داود والد محمد، والذى عاد لتوه من جلسة الغسيل الكلوى قبيل وصول ابنه بدقائق قليلة من مستشفى رشيد، عن حياتهم فى البحر، قائلاً: "لى ابن أخر فى البحر حاليًا يقوم بالصيد، وكل ما أقوله إننى أوجه الشكر للرئيس السيسى الذى أعاد لى ابنى"، وقاطعته والدة محمد صبحى "يحيا السيسى رافع رأسنا الله ينصره.. أمانة تشكروه وتقولوا له أنا بحبه وبشكرك.. ربنا يخليك لينا". فيما قال محمد محمود، المصاب برصاصة فى كتفه: "كنا نصطاد الأسماك فى المياه الدولية، واضطررنا إلى اللجوء للمياه الإقليمية الليبية عقب تعرضنا لنوه ورياح شديدة، وفور دخولنا المياه الليبية ولم نكن نصطاد بها فأطلق علينا حرس الحدود الليبى النيران، وقام "ريس" المركب بإنزال الصيادين إلى الثلاجة بقاع مركب الصيد لحمايتهم، وكان لابد من أن يضحى أحدنا بنفسه حتى يوقف ماتور المركب فكررت الشهادة وصعدت على ظهر المركب أنا وريس المركب لنتحكم بها، فأصبت بطلق نارى فى الذراع اليسرى، ولم أدرِ ما حدث لى وألقى القبض علينا، وتم اقتيادنا لميناء زوارة، وبدأت معاناتنا فى ظل غياب الاتصالات الدبلوماسية مع الجانب الليبى، وتعددت الجهات المسيطرة على المناطق الليبية فكل منطقة يسيطر عليها مجموعة، ولا يوجد تنسيق بينهم ومن يهرب من مجموعة يقع أسيرًا لمجموعة أخرى". وأشار محمد، إلى أن المعاملة تحسنت تجاه المصريين منذ قيام القوات المصرية بضرب معاقل جماعة داعش الإرهابية، مضيفاً: "تم تحويلى لمستشفى وأخرجونى دون إكمال علاجى، ووجدت سوء معاملة، وبعد استخراج وثائق السفر لنا وفى طريقنا إلى القاهرة ألقت جماعة فجر ليبيا القبض علينا وأجلسونا فى مدرسة الكراراى، وقالوا يوم الأحد القادم سنطلق سراحكم ويمر كل يوم أحد دون أن يحققوا وعودهم، لدرجة أننى كرهت يوم الأحد وتمنيت أن يمحوه من الأسبوع". وتابع محمد: "ذقت الموت حتى شفانى الله سبحانه وتعالى، ومنعوا عنا الاتصال بالمحمول، حتى التليفزيون حرمونا منه، وأصبحنا منقطعين عن العالم ولا نعرف ماذا يحدث، وكانوا يهددوننا بداعش بتسليمنا لهم، ليأخذوا فدية من مصر وعرفنا بالمصريين الذين ذبحهم عناصر داعش الإرهابى فزاد رعب المحتجزين، وبعد عذاب ومعاناة تم ترحيلنا لطرابلس، وطرابلس ليست بأفضل من مصراتة وكنا 200 مصرى صيادين وغير صيادين، كنا محتجزين بمصراتة وبطرابلس تجردنا من ممتلكاتنا فسرقوا منا كل شىء، أموالنا واحتياجاتنا، ومن المصريين من خسر كل مدخراته خلال 3 سنوات حتى أنقذنا الله من خلال المفاوضات، وتم ترحيلنا إلى تونس التى وجدنا فيها حسن معاملة من الإخوة التونسيين، ولكن أخشى من حديثنا فى الصحافة من أن ينعكس ذلك بالسلب على إخواننا المحتجزين وتهدر دمائهم، كما أننى أخشى أن تبدأ عمليات الهجوم على الأحواش التى يسكنها المصريون، وينالهم ما نال 21 مصريًا". وقاطعت الحاجة سعيدة والدة محمد كلمات نجلها قائلة: "أحمد ربنا يا أبنى أنك رجعت لينا، وقول يا رب أنصر السيسى اللى رجعك لينا وأحذ بتار كل المصريين من عديمى الدين". وأكدت الحاجة سعيدة: "لن أسمح لمحمد بالصيد مرة أخرى بعيدًا عن السواحل المصرية، خاصة أنه ابنى الوحيد ولا يوجد عائل لى ولأسرته الصغيرة غيره، والحمد لله عاد لابنتيه، ويكفينا ما عانيناه خلال أكثر من أربعة أشهر من القلق والحزن والرعب". وأشار أسامة جوهر الكناف، إلى أنهم كانوا على متن مركب "أبو ندى" فى رحلة صيد بالمياه الدولية، إلا أن النوة الشديدة دفعتهم إلى دخول المياه الإقليمية الليبية، وفوجئوا بحرس الحدود الليبى يطلق النار عليهم، فأصيب "محمد محمود"، لافتًا أن بعض الصيادين تمكنوا من الهرب والباقين نقلوا إلى مصراتة. وأضاف: "تعرضنا للضرب والتعذيب، وكنا نستنجد بأهالينا لكى يضغطوا من أجل إرسال مندوب مصرى يستلمنا". وأوضح نجيب أحمد حمادة، أحد الصيادين العائدين، أنه أُفرج عنهم منذ 5 أيام من مدرسة الكراراى التابعة لإدارة الهجرة غير الشرعية بمصراتة، بعد إخبارهم من قبل المسئولين هناك، بانتظار حضور مندوب من السفارة المصرية لاستلامهم، بالإضافة لوجود طرق وممرات آمنة لنقلهم. وقال: "إن تأخر وصول المندوب المصرى دفع قوات فجر ليبيا إلى إطلاق سراحنا، ونقلونا بأتوبيسات وحراسة مسلحة لطرابلس التى تعرضنا فيها للسرقة ثم لمنطقة جربة التونسية، ومكثنا هناك لمدة يومين، حتى عادنا على نفقة الحكومة المصرية بواسطة شركة مصر للطيران، والتى قامت بنقلهم لمطار القاهرة". وطالب عبد القادر أحمد بريش، بالكشف عن مصير زملائهم ال14 المحتجزين بسجن الدفينة نظرًا لانقطاع أخبارهم منذ شهور، بالإضافة للعمل على إجلاء كل المصريين فى ليبيا، لأن الوضع هناك أشبه بالجحيم، والمصريين مستهدفون". وأكد أحمد عبده نصار، نقيب الصيادين، أن الثروة السمكية المصرية برئاسة الدكتور خالد الحسنى، نجحت فى حل مشكلة الصيادين وعودتهم بعد التنسيق مع الثروة السمكية الليبية، برئاسة الدكتور إبراهيم بنباش، وتأمين الطريق لهم إلى الحدود التونسية. وأضاف نصار، أنه جارٍ تأمين الطريق لباقى المحتجزين لتوصيلهم إلى الحدود التونسية، خلال ال48 ساعة المقبلة. والد ووالدة والد ووالدة محمد صبحى يحتضنان نجلهما شقيقتا محمد صبحى ودموع الفرح محمد محمود ووالدته ونجلته آثار الرصاص بجسد محمد محمود استقبال حافل بأحد الصيادين الأحضان كانت تعبير عن الفرحة بعودة الصيادين