مكة المكرمة تقيم مؤتمرا عالميا حول الإسلام الأحد القادم

تنطلق يوم الأحد المقبل بمكة المكرمة فعاليات المؤتمر الإسلامى العالمى "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، الذى تنظمه رابطة العالم الإسلامى بمشاركة نخبة من أصحاب الفضيلة والعلماء والمختصين من داخل المملكة وخارجها ويستمر ثلاثة أيام برعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقال الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى - خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده اليوم "الأربعاء" بهذه المناسبة - "إن المؤتمر يأتى نظرا لما تواجهه الأمة الإسلامية اليوم من تحديات كبيرة تستهدف دينها وتشوه حضارتها وتصد عن هدى شرعها القويم، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس بجديد عليها فمازال التاريخ القريب والبعيد يحدثنا عن الكثير من الكيد والافتراء، الذى دس على الإسلام بقصد النيل منه".
وأضاف أن الجديد فى واقعنا أن بين ظهرانينا ومن أبنائنا من يقدم النموذج الأسوأ الذى بحث عنه كثيرا الطاعنون فى الإسلام حين كانوا يرمون الإسلام بأبشع التهم من غير أن يجدوا دليلا على دعواهم، لافتا إلى أن ما أحدثه سفهاء الأحلام تكفلوا للطاعنين بما يريدون وزادوهم ما لم يحلموا به بأفعالهم الرعناء واستطالتهم على دماء الناس وما ارتكبوه من ترويع للآمنين وإرهاب للمسلمين وغيرهم تحت راياتهم الموشحة زورا بشهادة التوحيد وصيحاتهم بالتكبير والتهليل، الذى لا يجاوز تراقيهم.
وأشار التركى إلى أن هذا الإفساد العريض يحدث باسم الإسلام وهو منه براء، مؤكدا أن الغيورين على الإسلام ومستقبله جادون فى التصدى لهذه الحملة، التى ارتكبت الموبقات متسترة بلبوس الإسلام وراياته، وأنه قد آن للعلماء والدعاة وأهل الرأى أن تكون لهم صولة ماضية البيان فى التحذير من هذا البلاء والبراءة منه ووضع الحلول الناجعة فى تخليص شباب الأمة من براثنه بكشف عواره وتزييف دعواه وتقديم التصور الإسلامى الصحيح فيما يعرض هنا وهناك من مقولات وتصرفات لم تعد خافية على متابع.
ونوه بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان قد وجه بعقد هذا المؤتمر عن "الإرهاب" برعايته، حيث أوكل إلى رابطة العالم الإسلامى استنفار جهود المخلصين من العلماء والدعاة والمعنيين بالشأن الإسلامى حول العالم للتصدى لخطر هذه الظاهرة ووأدها قبل أن يتطاير شررها فى المزيد من بلاد المسلمين.
وسيناقش المؤتمر ستة محاور منها محاور تتعلق بمفهوم الإرهاب من خلال الرؤية الشرعية وتعريف الإرهاب فى المنظور الدولى واستخدام الدين مظلة للإرهاب "نماذج من الهندوسية، البوذية، اليهودية، المسيحية، الإسلام"، وكذلك الأسباب الدينية للإرهاب من حيث الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها والتعصب المذهبى والتحزب الطائفى والخطأ فى ضبط المفاهيم الشرعية "الجهاد، الولاء والبراء، التكفير، التأصيل والتنزيل".
كما سيشهد المؤتمر عقد ست ورش عمل تتناول تطبيق الشريعة والحكم الإسلامى الرشيد والدولة فى الرؤية الإسلامية المعاصرة ومفهوم الجهاد فى الشريعة الإسلامية "ضوابطه، أحكامه، آدابه"، وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب "برامج عملية لمكافحته" تجارب مكافحة الإرهاب "جهود المملكة العربية السعودية نموذجا" ودور الإعلام فى مواجهة الإرهاب.
وفى سياق متصل، استنكرت رابطة العالم الإسلامى جريمة القتل التى وقعت مؤخرا فى "تشابل هيل" بولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأودت بحياة ثلاثة شبان مسلمين أبرياء.
جاء ذلك فى بيان أصدره الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى، قال فيه "إن رابطة العالم الإسلامى تعرب عن عميق قلقها إزاء تنامى مشاعر العداء والكراهية ضد الدين الإسلامى والمسلمين وتصاعد الإسلاموفوبيا فى الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، وفى الغرب عامة.
وطالب الشيخ التركى الأجهزة والمؤسسات المسئولة باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المسلمين الموجودين هناك، وضمان أمنهم والجدية فى ملاحقة كل التحركات التى تستهدفهم، والتحقيق فى الجرائم المرتكبة ومعاقبة مرتكبيها.
وأوضح أن تزايد خطاب الكراهية فى الآونة الأخيرة ضد المسلمين مبعث قلق متزايد يدل على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن بل هو آفة خطيرة يسعى أصحابها إلى دق أسافين الشقاق والصدام بين الأمم والشعوب الإنسانية، فضلا عن بث الرعب والخوف والكراهية فى قلب الإنسان من القتل والعنف وأنواع جرائم الإرهاب.
ودعا المجتمع الدولى إلى التعاون فى محاربة الإرهاب، واتخاذ الإجراءات التى تحول دون وقوعه، مشيدا بجهود المملكة فى مكافحة الإرهاب الذى حرمه الإسلام ونبذ التطرف والغلو.