شنت معظم الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، هجومًا وانتقادات شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى أعقاب نشر مراقب الدولة أمس تقريره حول مصروفات منازل نتنياهو المبالغ فيها، حيث جاءت الانتقادات الأشد فى صحيفة "يديعوت أحرونوت" التى وصفت نتنياهو وزوجته بأنهما فقدا الإحساس بالخجل. وشن المعلق السياسى فى "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، هجومًا عنيفًا على نتنياهو وزوجته، قائلا: "صغير ومربك ومخجل، هذا هو الشعور الذى ينتاب كل من يطلع على التقرير، نتنياهو وزوجته فقدا الخجل منذ مدة طويلة". وشبه برنياع نتنياهو بالطفل الذى يسرق من حقيبة والدته، مضيفا أنه فى هذه الحالة ارتكب الطفل مخالفة، لكن العار على والديه، وهذا صحيح حينما يكون الطفل عمره 66 عامًا، مضيفا أن نتائج التقرير تعتبر: "عارا كبيرا مثيرا للاشمئزاز، لكن للأسف على مثل هذه الأمور لا يطيحون برئيس حكومة". وأضاف المحلل السياسى الإسرائيلى، أن فضائح نتنياهو كثيرة ومتكررة ويجند لها كل مرة فريقا من المحامين ومستشارى الدعاية والمستشارين السياسيين، موضحا أن سلوك نتنياهو وزوجته بات معروفا منذ سنوات، فهما بخيلان على المستوى الشخصى ومبذران فى المصروفات التى على حساب الدولة، لكن هذه المرة يدور الحديث عن حقائق موقعة من مراقب الدولة. وفى السياق نفسه، وصف المحلل السياسى بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، يوسى فارتر، دفاع نتنياهو عن نفسه بأنه "استعراض مخجل"، قائلا: "عوضا عن مواجهة نتائج التقرير، دفع رئيس الحكومة بوزراء الليكود لتوجيه أصابع الاتهام لآخرين، إن رد فعل نتنياهو على التقرير هو استعراض مخجل لنقل المسئولية إلى الآخرين". فيما وصف محلل سياسى آخر بالصحيفة نفسها، يدعى جيدى فايتس، نتنياهو بأنه صغير يلهث خلف الصغائر، وقارن فايس نتنياهو بسابقيه، أرئيل شارون فى قضية ملايين الدولارات فى حساب مزرعة "هشكميم"، مضيفا أنه بحسب الشبهات، من مارتن شلاف، وإيهود أولمرت فى قضيتى طلانسكى وهوليلاند، لافتا إلى أن أحدا منهما لن يضبط بتهمة محاولة إلزام الدولة بدفع خدمات تنظيف بمبالغ تزيد عن 8 آلاف شيكل شهرى لمنزل فى قيسارية لا تمكث فيه العائلة إلا نادرا وفى نهاية الأسبوع، كما أن أحدا منهما لم يحاول الطلب ممن يعملون تحت إمرتهما شراء منتجات شخصية على حسابهم دون تسديدها، وما كان أحد منهما يطلب وجبات من المطاعم والمنتجات الغذائية بمبالغ تصل إلى عشرات آلاف الشواكل شهريا، كما أن أيا منهما لم يوقع اتفاقا مع كهربائى مقرب ليحصل على مبالغ مالية مقابل خدمات لم تضح طبيعتها. ويخلص إلى نتيجة أن نتنياهو فقط يضع نفسه فى موضع مخز له ولمكانته مقابل بضعة آلاف من الشواكل. وبحسبه فإن ذلك منغرس عميقا فى طابعه ويستحوذ عليه. وأشار فايتس إلى أنه فى السنوات العشرين الأخيرة، وبشكل دائم، تنكشف قصص محرجة عن نتنياهو وزوجته ذات مقام مشتركة يشير إلى صعوبة نفسية كبيرة لديهم فى دفع أموال من جيوبهما، وإلى ميل واضح لوضع المصاريف الخاصة على حساب الدولة. ولفت المحلل السياسى إلى أنه عندما أشغل منصب رئيس المعارضة، كان كثيرون من العمال فى المطاعم فى القدس، يعرفون أنه أول من يقوم عن الطاولة دون أن يدفع الحساب، وعندما أشغل منصب رئيس الحكومة فى المرة الأولى، سعى إلى شراء السيجار على حساب دافعى الضرائب، وعندما أنهى ولايته الأولى تورط فى قضية مقاول الإرساليات الذى قدم لهم خدمات شخصية بمئات آلاف الشواكل على حساب دافعى الضرائب. وأضاف فايتس أنه فى تلك الفترة تورط نتنياهو وزوجته فى قضية تلقى مئات الهدايا أثناء توليه مهام منصبه، وفى حينه اتهم نتنياهو محققى الشرطة بأنهم "يساريون"، مضيفا أن نتنياهو سيكون مصيره الإقالة أو ضرب قوته الانتخابية فى دولة سوية وطبيعية، لافتا فى هذا السياق إلى أن وزيرة الثقافة السويدية، سسيليا تشيلو، استقالت من الحكومة بعد أن تبين أنها تهربت من دفع ضريبة التلفزيون لعدة سنوات، قائلا: 'إسرائيل ليست السويد ولا بريطانيا، فقط فى إسرائيل فإن قصصا كهذه تستخدم للحصول على مقاعد أكبر فى الكنيست". وكان قد نشر المراقب العام الإسرائيلى يوسف شابيرا، أمس الثلاثاء، التحقيق الذى أجراه مؤخرا حول الشبهات التى حامت حول نتنياهو للرأى العام الإسرائيلى، حيث أكد أن حجم الأموال العامة التى أنفقت من أجل رئيس الوزراء الإسرائيلى وزوجته وعائلته وضيوفه فى منزله الرسمى بالقدسالمحتلة ومنزله الخاص فى مدينة "قيسارية" ما بين عام 2009 وعام 2013 كانت مبالغ فيها. كما أنه تم توجيه اتهام لنتنياهو بتشغيل كهربائى يدعى آبى فحيمة، ناشط فى حزب "الليكود" وأحد المقربين من نتنياهو، حيث تبين من التقرير أن فحيمة استدعى مرارا فى أواخر الأسبوع وأيام السبت، وحتى فى "يوم الغفران"، إلى منزل عائلة نتنياهو فى قيسارية، للقيام بأعمال كهربائية "عاجلة"، وذلك على الرغم من منع تشغيله بتاتا من قبل لجنة فى ديوان رئيس الحكومة، وأوضح المراقب أن التعاقد مع فحيمة تم "من خلال عرض مضلل يدعى أن التعاقد تم مع مقاول آخر"، وتم فى عدة حالات دفع مبالغ له تفوق حتى ما طلبه.