محكمة فرنسية تقضى بتعويض مليون يورو بقضية تبديل طفلتين مصادفة بمستشفى

قضت محكمة بمدينة جراس بالجنوب الفرنسى اليوم الثلاثاء، بأن تحصل أسرتا فتاتين تم تبديل إحداهما بالأخرى مصادفة فور ولادتها بالمستشفى على 1.88 مليون يورو(13،2 مليون دولار).
وذكرت تقارير إعلامية فرنسية أن الأسرتين طلبتا أصلا الحصول على تعويض قدره 12 مليون يورو، غير أن القاضى أمر المستشفى الخاص الذى وقعت فيه عملية التبديل بدفع 400 ألف يورو لكل فتاة منهما، على أن يذهب باقى المبلغ للآباء والأشقاء.
وكان الأطباء قد شخصوا إصابة كل من الطفلتين ماتيلدا ومانون بمرض اليرقان (الصفراء)، بعد وقت قصير من ولادتهما عام 1994، وتم علاجهما بمستشفى بمدينة كان.
وتشاركت الرضيعتان حضانة بسبب عدم توفر مكان يسع لعدد كبير من الحضانات بالمستشفى، وتم تبادل أسمائهما مصادفة بعد تلقيهما جلسة علاج بالأشعة الضوئية.
وفى البداية أصر آباء الطفلتين على أن الطفلة التى سيصطحبانها إلى المنزل ليست هى الطفلة الحقيقية، غير أنهم - وفقا للمقابلة التى أجراها إعلاميون فرنسيون مع إحدى الأسرتين - أذعنوا بعد ذلك، وأرجعوا السبب فى البلبلة التى تعرضوا لها لمتاعب وإرهاق ما بعد الولادة.
ولكن والد الطفلة مانون سيرانو أصبح متشككا بشكل متزايد بشأن حقيقة ابنته، وبعد ذلك بعشر سنوات أصر على إجراء اختبار للحمض النووى.
وكشف الاختبار عن أن مانون لا تشترك فى الحمض النووى للأب أو الأم اللذين تعيش معهما.
وقالت صوفى سيرانو أم مانون لوسائل الإعلام الفرنسية "إذا كان هذا يمكن أن يحدث لنا، فيمكن أيضا أن يتعرض له أى شخص آخر ".
وأصر المسئولون بالمستشفى فى كان على أنهم اتبعوا اللوائح، وقال أحد محامى المستشفى لمحطة (بى.إم.إى.تى.فى) التليفزيونية، أن الخطأ تسبب فيه أحد العاملين بالمستشفى والذى لم يلتزم بقواعد السلوك.
وبعد الكشف عن هذا الأمر التقت ماتيلدا ومانون آبائهما الحقيقيين، غير أنهما لا يزالان يعيشان مع أسرتيهما اللتين تربيا معهما، وفى مقابلات إعلامية شرحت مانون إن لم شملها مع أمها الحقيقية كانت تجربة مربكة.
وقالت: "لقد كان الأمر مربكا لأنك تقابل سيدة لا تعرفها تماما".