يبدو أن حياة الوحدة التى عاشها الفنان أحمد زكى فى طفولته جعلته يقرر قضاء حياته فى الفنادق ليكون وسط كثير من البشر الذين جمعته بهم صداقة امتدت لأكثر من 20 عاماً. داخل فندق هيلتون رمسيس - الذى أقام به أحمد زكى 15 عاماً متواصلة- سمحت لنا مها القاضى مديرة العلاقات العامة، بتصوير بعض الأماكن ومقابلة بعض الشخصيات من العاملين الذين ربطتهم بالفنان الراحل علاقة قوية. "اليوم السابع" أجرت هذا الحوار مع حازم إبراهيم مدير قسم الأغذية والمشروبات والمشرف العام على طعام العملاق الراحل: - متى بدأ التعارف بينك وبين أحمد زكى؟ منذ 15 عاماً حيث كنت وقتها جرسون صغير أراه من بعيد مع مرور الوقت بدأت علاقتنا تتطور وهو أول من تنبأ لى بأننى سأصبح مديراً. - ما الأكلة المفضلة لدى الفنان الراحل؟ الملوخية لازم كل يوم تبقى موجودة على الغداء وبجانبها البصل وكان يحب يحلى بالبطيخ لكن كان يطلب على مدار يومه مجموعة من عصائر الكوكتيل المحتوية على الألبان بسبب إصابته بقرحة فى المعدة. تابع حازم قائلاً: اسمح لى أن أحدثك أنا عن أحمد زكى، لا أستطيع أن أصف لك كمية التواضع التى كان يتميز بها فى تعامله مع جميع العاملين بالفندق، ودائماً ماكان يحضر لنا دعاوى لحضور أفلامه لدرجة أن مرة شافه عامل بسيط وطلب منه دعوة لمشاهدة فيلمه "معالى الوزير" ولم يكن معه تذاكر فأعطى له 100 جنيه لكى يذهب هو وأسرته إلى الفيلم. ولم يكن أحمد زكى كريماً فى هذه الأمور فقط، فعندما كان يجلس فى المطعم ويريد أحد السائحين العرب أن يدفع له الحساب يرفض ويدفع حسابه هو والسائح إضافة إلى إكرامه لجميع العاملين ليس فى المعاملات المادية فقط ولكن فى طريقة تعامله معهم فأثناء تحضيره لفيلم السادات كان يأخذ آراءنا جميعاً عندما كان يأتى بالصور من "لوكيشن" التصوير كما كان يسمح لنا بالتحدث معه فى أدواره وانتقاده، وكنت دائماً ما أجمع له المقالات التى تنتقده والتى تثنى عليه. اللقاء الأخير بينى وبين أحمد زكى كان فى التراس ولم أصدق نفسى عندما رأيته نظراً لتضخم بسبب إعيائه الشديد ومنذ هذه اللحظة تأكدت أن أيامه فى الحياة معدودة وبالفعل فوجئت بوفاته بعدها بأسبوعين. تحدثنا مع محمود منسق الملابس الخاص بأحمد زكى الذى لم يستطيع تمالك نفسه من البكاء حتى أنه رفض الحديث فى البداية إلى أن تم إقناعه وبحسرة ودموع تملأ عينيه قال: تعرفت بأحمد زكى منذ 15 عاماً داخل الفندق وبدأت علاقتى به تقوى مع الأيام حيث إنه لم يكن يأمن لأى شخص بسهولة وبعد خمس سنوات أصبح يعتمد على كلياً فى تجهيز ملابسه حتى فى التصوير كنت أحصل على أجازة من أجل الذهاب معه إلى الوكيشن. أكثر الألوان المفضلة لديه كانت الأبيض والكحلى، وكان يميل إلى البساطة ولايحب التقيد بلبس البدلة والكرافت فدائماً ما كان يطلب منى شراء التيشيرتات القطنية والبنطلونات الجينز بجميع أنواعها، وكان يفضل أن يكون أغلب لبسه ماركات. وفجأة انهار محمود فى البكاء ولم يستطيع استكمال حديثه وقال: معلش أنا آسف مش قادر اتكلم أكثر من كده.