سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد حملة اليوم السابع.. الحكومة تقتنع بفكرة إنشاء أسواق الباعة الجائلين بجوار محطات المترو والقطارات..وزارتا النقل والتطوير الحضرى تدرسان بناء محال وأسواق بجوار المحطات للقضاء على التجمعات العشوائية
نقلا عن العدد اليومى نجحت الحملة الصحفية التى قادها موقع «اليوم السابع» منذ شهر ديسمبر الماضى فى إقناع الحكومة بتنفيذ مشروع المحال التجارية للباعة الجائلين تحت الأرض قرب محطات المترو بالقاهرة والجيزة. وكشفت مصادر حكومية إنه تم عرض المقترحات التى تبناها الموقع فى مذكرة على المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء من خلال تصور قدمته الشركة القابضة للتشييد والتعمير التابعة لوزارة الاستثمار وهو تصور يتضمن إمكانية تنفيذ أسواق تحت الأرض للباعة ويتكلف السوق نحو 6 ملايين جنيه ويستوعب مئات الباعة على مساحة 1500 متر بجوار أرصفة المحطات أسوة بتجارب دول أوروبية وغربية. كما كشفت المصادر أن المهندس محمود حجازى رئيس الشركة القابضة للتشييد والتعمير كان من أشد المتحمسين للفكرة خاصة أنه لدى الشركات من الخبرات ما يؤهلها لتنفيذ المشروعات تلافيا لإنفاق مئات الملايين على مشروعات تحت الأرض لا تفى بغرضها لبعدها عن محطات المترو وحركة الأهالى. وصرح المهندس محمود حجازى ل«اليوم السابع» أنه على سبيل المثال فإن بناء سوق للباعة بمنطقة واوبور الثلج كان سيتكلف نحو 850 مليون جنيه تكلفة البناء وقيمة الأرض فى حين أنه بنصف المبلغ يمكن بناء 40 سوقا للباعة تحت الأرض بجوار محطات المترو والسوق الواحد على مساحة 1500 متر ويسع ل200 بائع. وقال إن دول كثيرة نجحت فى ذلك مثل تركيا وفرنسا واليابان ودول أخرى، وحال تنفيذ الأسواق يحل بالفعل أزمة الباعة. وأشاد رئيس القابضة للتشييد والتعمير بالحملة الصحفية التى تبناها موقع «اليوم السابع» مؤخرا بغرض تنفيذ الأسواق تحت الأرض. وكان المهندس هانى ضاحى وزير النقل والمواصلات، قال فى تصريحات له إن الوزارة ستساهم فى وضع حلول هندسية لإقامة أماكن حضارية وأسواق للباعة الجائلين للمساهمة بشكل فعال فى حل أزمة المرور، حيث تساهم الوزارة فى هذه الأعمال من خلال اختيار أماكن مناسبة بمحطات المترو وعلى جانبى السكك الحديدية لإقامة تلك الأسواق، مع التأكيد على مراعاة العوامل والمعايير الأمنية والمسافات البينية لتأمين تلك الأسواق. وأضاف المهندس هانى ضاحى وزير النقل، فى تصريحات صحفية أنه تم تكليف هيئة السكة الحديد وإدارة تشغيل المترو لاقتراح مواقع مناسبة لإقامتها، وأن وزارة النقل قدمت خلال اجتماع عقده المهندس هانى ضاحى وزير النقل مع الدكتورة ليلى إسكندر وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات، تصورا مبدئيا لتطوير منطقة الترجمان، الذى تضمن توفير أماكن للباعة الجائلين، وتوفير عدد من الخدمات الحكومية لجذب المواطنين. وكان عدد من خبراء الاقتصاد أكدوا خلال حملة «اليوم السابع» الصحفية لعرض الفكرة أهمية تنفيذ الأسواق بجوار محطات المترو بما يضمن القضاء على انتشار الباعة وأكدوا ل«اليوم السابع»، إن هذا الأسلوب فى حل مشاكل الباعة يتم تطبيقه بعدد من الدول منها اليابان وألمانيا وفرنسا وتركيا والدنمارك ودول أخرى. وقال الدكتور أحمد عبد الحافظ أستاذ الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر إن بناء أسواق تحت الأرض بجوار محطات المترو يطبق فى عدد من دول العالم وهو أسلوب مناسب لحل مشاكل الباعة المنتشرين قرب محطات المترو بمصر حيث يتنشر الباعة فى عشرات المحطات. أضاف أن أهمية إنشاء الأسواق بالقرب من المحطات، وتحت الأرض يمكن تطبيقه فى مصر بجوار سلالم المحطات وبعيدا عن الأرصفة نفسها، وأضاف أن تطبيق التجربة يمكن أن يوفر %500 من الأموال بدلا من بناء أسواق فوق الأرض بعيدة عن المحطات ولا تحقق العائد للباعة مما يدفعهم للعودة للمحطات مرة أخرى وبالتالى نهدر أموالا فقط. وقال الخبير الاقتصادى الدكتور إبراهيم الغريب إن تكلفة بناء السوق الواحد تتراوح من 4 إلى 6 ملايين جنيه وهى أقل خمسين مرة من بناء سوق لهم بالخارج، بل إن بناء 50 سوقًا قرب محطات المترو تحت الأرض أقل من تكلفة بناء سوق واحد بالخارج بحساب قيمة الأرض وسعر البناء. وقال: من الطبيعى أن تكون الأسواق تحت الأرض قريبة من محطات المترو حتى تؤتى ثمارها، وتقضى على ظاهرة الباعة الجائلين وتدر فى الوقت نفسه دخلا للدولة. وقال الغريب ل«اليوم السابع»، إنه يجب على محافظة القاهرة بحث هذا الأسلوب لبناء الأسواق تحت الأرض، حيث تمتلك مصر خبرات هندسية واستشارية يمكنها من تصميم وبناء الأسواق تحت الأرض بالقرب من المحطات، وتكون مساحتها محدودة. وأكد عدد من خبراء الاستثمار على أهمية توجه الدولة لبناء أسواق تحت الأرض قرب المرافق العامة خاصة محطات المترو. وكشف الخبراء أن بناء أسواق تحت الأرض هو تقليد لتجارب عالمية فى هذا المجال ويوفر %500 من أموال الدولة مقارنة ببناء أسواق فوق الأرض. وقال أيمن طه خبير التسويق عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، أن فكرة بناء أسواق تحت الأرض لابد أن تتزامن مع فكرة الأسواق المتنقلة وهى فكرة قد تكون الحل الأمثل لانتشار الباعة. فكرة السوق الأسبوعى بمعنى يتم نقل الأكشاك المحمولة إلى مكان فضاء فى القاهرة قريب من الحركة، ويظل السوق فى المكان لمدة أسبوع كامل ثم يتم النقل لمكان آخر فى منطقة أخرى وهكذا طوال العام. وطالب عدد من خبراء الاقتصاد بتطبيق نموذج بناء أسواق تحت الأرض بجوار محطات المترو للقضاء على الباعة المنتشرين أو تنفيذ أسواق أسبوعية لهم. وكانت مصادر مسؤولة بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو كشفت، أن تنفيذ المحطات الجديدة يتضمن إنشاء محال تجارية ومولات بالقرب من أرصفة المحطات ويتم طرحها لأغراض تجارية. وأضافت المصادر ل«اليوم السابع» أن المحطات القديمة بها محال تجارية فى بعض المحطات أيضا، وأن مسألة بناء أسواق تجارية كبيرة يحتاج لدراسة وبيان مدى ملائمة بناء الأسواق لحالة المحطات. فيما طالب عدد من الباعة الجائلين بتخفيض القيمة الإيجارية لمحال مترو الأنفاق والتوسع فيها، حتى يتسنى للجميع حجز مساحات لأغراض تجارية ويتم حل مشكلة تكدس الباعة أعلى المحطات بوسط البلد. وعلمت «اليوم السابع» أن بعض الجهات المسؤولة تدرس مقترح بناء أسواق تحت الأرض ببعض المحطات على مساحة تتراوح من 1000 إلى 1500 متر نظرا لضعف تكلفة الأسواق مقارنة ببنائها فوق الأرض، حيث يتكلف السوق تحت الأرض مبلغا يتراوح من 4 إلى 6 ملايين جنيه.