نفى الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة فى جامعة الدول العربية السفير محمد صبيح ما ادعاه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو حول تاريخ القدس وهوية من بنى هذه المدينة، مدللا على ذلك بنصوص من التوراة نفسها. وقال السفير صبيح، على هامش التحضير للقمة العربية فى مدينة سرت الليبية، إن نتانياهو دائما يعيش فى خيالات وخداع للذات، فهو عندما يدعى بأن أجداده قد بنوا القدس منذ ثلاثة آلاف عام فهو يتنكر للتاريخ، ويثبت بأنه لا يفهم التاريخ، لأن به شواهد قاطعة حول تاريخ وحضارة وتراث مدينة القدس والتى لا دخل لليهود بها. وأوضح أن علماء الآثار الإسرائيليين قالوا: لا توجد آثار أو هيكل بنى فى هذا المكان، موضحا أن عالم الآثار اليهودى البارز "أشر" الذى كان مكلفا من منظمة (العاد) المتطرفة بالحفريات فى القدس اكتشف حائطا ضخما بارتفاع 8 أمتار وبعرض ثلاثة أمتار، ومبنى بطريقة هندسية متميزة، وأن اليهود بعدما فرحوا و"هللوا" بأنها آثار لهم، قال هذا العالم كلمته الفصل: للأسف هذا الجدار بناه الكنعانيون قبل أربعة آلاف عام، وكانت فى حينه حضارة مزدهرة ومتقدمة. ولفت الانتباه إلى أن كل الحفريات التى نفذتها إسرائيل لم تفض إلى وجود حجر يخص اليهود، وقال: ولو عاد للتوراة نتانياهو لوجد كلاما واضحا حول القدس، ومن بنى هذه المدينة. وأضاف: نرد على خزعبلات نتانياهو بما ورد فى التوراة، حيث ورد فى هذا الكتاب "أورشليم معدنك ومولدك من أرض الكنعانيين، وأبوك عمورى وأمك حصية"، وهذا ورد فى سفر حزقيال، "وقال الغلام لمولاه مل بنا لمدينة اليبوسيين (الاسم القديم للقدس) لنبيت فيها ليلتنا، فقال له: مولاه لا نميل إلى مدينة غريبة ليس فيها أحد من بنى إسرائيل"، وهذا ورد فى سفر خضاة. وتابع: بما أن هذا الكلام ورد فى التوراة، فمن أين يأتى نتانياهو بكلامه بأن اليهود قد بنوا القدس، أما داود هو بالنسبة لنا نبى، وبالنسبة لهم ملك، وعندما حاصر القدس قبل ألف سنة من ميلاد عيسى عليه السلام كانت هنالك حضارة كنعانية متكاملة، ووجد فيها نبينا داود مبان وآثارا وسجلات وإداريات كاملة. وقال السفير صبيح كل الشواهد تؤكد زيف وكذب كلام رئيس حكومة إسرائيل، وإنكار الآخر كلام خطير للغاية، وعلى نتانياهو العلم بأن الإنكار والقوة لا تمنح حقا لأحد.