هو: مالك؟ هى: مافيش حاجة. هو: كدابة . هى: كدابة ليه؟ هو: إنتى فاكرة إنى مش حاسس بيكى؟ أنا صحيح مش شايف الدموع اللى فى عيونك دلوقتى، ولا شايف إيدك إلى بتلفيها فى حضنك لما بتحسى إنك لوحدك.. بس حاسس بوجعك . هى اتنهدت وماتكلمتش . هو: حتى تنهيدتك دى كلها وجع من قلب بيتقطع ومش بيقول . هى من بين دموعها: إنت إزاى كدة؟ هو بغضب: إنتى اللى إزاى كدة؟ إزاى قادرة تتحملى كل ده لوحدك؟ إزاى بتضحكى وتسمعى للكل وإنتى بتموتى من جواكى. إزاى قادرة تسمعى صوتى لسه وإنتى موجوعه منى؟ هو بحزن: إنتى فاكرة إنى مش عارف إنى السبب فى كل ده؟ هى: اسكت إنت ماتعرفش حاجة . هو بغضب: لأ أنا عارف كل حاجة، عارف إنك حبتينى زمان وأنا بكل بساطة سبتك لوحدك مع إنى كنت حاسس بحبك، عارف إنك رغم كل ألم إتألمتيه إلا إنك فضلتى أحن إنسانة عليا فى الوجود . إتحملتى منى إللى أنا مقدرش أتحمله . هى: لأ إنت ماسبتنيش ولا حاجة.. إنت كنت جوايا طول الوقت.. كنت بتقوى بيك وقت ضعفى، ولما أحس إنى لوحدى ودموعى بتحرقنى كنت أروح لصورتك ألمسها قلبى يطمن . يمكن تكون سبتنى بس حبك عمره ماسابنى. عارف حبك ده اللى مقوينى لغاية دلوقتى.. وبكرة نفسى قوى لما أحس بضعفى قصاد حزنك، ببقى نفسى أضمك وأطبطب عليك زى ابنى إلى عمره ماهيجى. هو لأول مرة تنزل دموعه منه بغزارة ماحسش بنفسه إلا وهو بيقول: بحبك.. أنا آسف، والله العظيم آسف على كل وجع وجعتهولك وكل دمعة نزلت منك بسببى. أنا عارف إنى أستحق وجع قلبى ده.. بس ماقدرش مقولكيش إنى بحبك.. بحبك قوى.. اوعى تسبينى أنا مش قوى زيك ولا هقدر أتحمل بعدك عنى. هى بتبكى: مبقاش ينفع.. بس عارف كلمة بحبك دى ردت فيا الحياة حسستنى إنى عشت عمر كامل معاك، خلى بالك من نفسك علشان ممكن مقدرش أخلى بالى منك يا قلبى. هو: إنتى بتقولى إيه؟ يعنى إيه الكلام ده؟ هى بتبكى بحرقة: مافيش يا حبيبى.. أنا لازم أقفل دلوقتى. مع السلامة. ثم أغلقت الهاتف بعدها بساعات وصله خبر رحيلها للأبد، فهو لم يكن يعلم أنها تحدثه وهى فى حجرتها بالمستشفى تصارع مرضها وحيدة كما صارعت ألمها فى بعده وحدها . جنّ جنونه "إزاى.. دى كانت لسه معايا، هى عارفة إنى مش بتقوى إلا بيها.. طب ليه؟ ليه سبتينى؟ أنا عارف إنى وجعتك ولازم أدفع تمن وجعك بس مش بإنك تموتى ارجعى علشان خاطرى".. لحظتها فقط علِم معنى كلماتها وأنه ابنها الوحيد الذى لم تنجبه يوماً ما. رحلت وتركته كالأموات بعدها..