اتهم وزير الدولة اللبنانى لشئون البرلمان ميشال فرعون رئيس مجلس النواب نبيه برى بمخالفة وعوده فى الوقت الذى تلتزم الموالاة بكل وعودها. فرعون قال "إن برى أثبت فى كل المراحل السابقة من الصراع السياسى أنه طرف فى الأزمة ولم يتصرف كرئيس للبرلمان، وأنه يطبق المصلحة السورية على حساب المصلحة اللبنانية". واعتبر أن جميع مواقف برى وقراراته تصب فى إطار التعطيل المستمر، وطالبه بإثبات ثقة ومصداقية لكى يرعى الحوار، وأشار إلى أن الموالاة تحتفظ بخيار (النصف + 1 ) فى الانتخاب الرئاسى على أنه قرار احتياطى ولن تستعمله فى الوقت الحاضر إلا عندما تستنفد كل الحلول وعندما يبدى البطريرك المارونى نصر الله صفير إصراراً على استخدامه، وعندما يوافق المجتمع العربى والأوروبى الذى يشارك فى حل الأزمة الرئاسية فى لبنان على دعم هذا الطرح. ولفت فرعون إلى أن قرارا آخر تحتفظ به الموالاة بتوسيع الحكومة محذراً من أن الأزمة قد تطول لأنها معقدة ومتشابكة، واعتبر أن الحل فى لبنان يقوم على تحييده عن المشاكل الكبيرة التى تواجه المنطقة وبتنفيذ المبادرة العربية والإسراع فى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية والوصول إلى استراتيجية دفاعية وطنية تضبط السلاح ليكون سلاحاً لبنانياً وليس سلاحاً استراتيجياً لحسابات إقليمية. وبدوره اعتبر النائب جورج عدوان عضو "كتلة القوات اللبنانية" فى تصريحات له السبت أن برى انتقل من رئيس مجلس نيابى إلى زعيم فى المعارضة، بحيث لم تعد الموالاة تستطيع التعاطى معه على أنه الحكم الذى يدعو إلى حوار لأنه تخلّى عن دوره بعدما أقفل مجلس النواب، ووصف عدوان الحوار الذى دعا إليه برى بأنه مضيعة للوقت مؤكداً أن الموالاة لن تدخل فى أى حوار لأن الأولوية لديها تكمن فى انتخاب رئيس للجمهورية. ومن جانبه قال نجيب ميقاتى رئيس الوزراء اللبنانى السابق إن إعادة مؤتمر القمة العربية الأخير تأكيد الالتزام بالمبادرة العربية يأتى لمساعدة لبنان على تجاوز محنته. واعتبر أن المبادرة لا تزال تشكل مقاربة واقعية ومناسبة لحل الأزمة القائمة فى لبنان .. محذرا من أن أى خيار آخر ستكون له انعكاسات سلبية على الواقع برمته. ورأى ميقاتى أنه طالما أن الثقة مفقودة بين مختلف الأطراف اللبنانية فإن المبادرة العربية لن تؤدى إلى نتيجة، وربط حل أزمة بلاده بإعادة الثقة وترسيخها واقتناع اللبنانيين بالحل والقبول به طوعا وقناعة. وحذر ميقاتى من أن أى حل يأتى نتيجة توافق إرادات غير لبنانية فقط لن يكون حلا للأزمة اللبنانية بل مخرج مؤقت أو تسوية أو ثمن لخلافات الآخرين الذين استخدموا ويستخدمون الساحة اللبنانية لتحقيق مشاريعهم ومخططاتهم وإدارة صراعاتهم وخلافاتهم. ونبه الساسة اللبنانيين لإدراك أن استمرارهم فى "سياسة العناد" والمكابرة تبادل الاتهامات سيؤدى إلى خسارة لبنان، داعيا إلى العمل الجدى الصادق ولتفهم كل فريق لهواجس وأفكار الفريق الآخر من خلال الصراحة والحوار البناء سواء تحت قبة البرلمان أو من خلال الرعاية العربية. وأبدى ميقاتى تخوفه من أنه دون التوجه السريع نحو هذه المبادئ، فإن بقاء لبنان ووجوده سيكون فى خطر داهم ، ولن يعرف أحد حقيقة المستقبل الذى ينتظره. وأكد أهمية الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة والإسراع فى انتخاب رئيس جديد للبلاد وبدء مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع فى مقدمة برامجها إقرار قانون جديد لإجراء الانتخابات النيابية.