أفتى مجمع الفقه الإسلامى الدولى التابع لمنظمة التعاون الإسلامى بحرمة حرق جثة الميت المسلم لأى سبب ومنها ضحايا مرض الحمى النزفية "إيبولا" الذى ضرب دولا معظمها أعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى. وأسقط المجمع فى فتوى نشرتها وكالة الأنباء الإسلامية الدولية "إينا" اليوم الإثنين، الغسل للميت ضحية الوباء، والصلاة الحاضرة واكتفى بالإشارة "بالصلاة عليه بعد دفنه أو أداء صلاة الغائب عليه". وقال المجمع ردا على طلب إصدار فتوى فى كيفية التعامل مع ضحايا الوباء إن "جمهور الفقهاء اتفق على أن حكم غسل الميت واجب على الكفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين". وأردف " عند الخشية من انتقال المرض إلى من يتولى الغسل أو من تلوث البيئة بفيروسات المرض، يتوجب اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الاحترازية للعدوى، كاستعمال المطهرات والمعقمات، وعزل الميت بالوسائل اللازمة، والتخلص من ماء الغسيل بالطرق المناسبة بمعزل عن المجارى الصحية لئلا يتسبب فى نشر الأمراض والأوبئة " . وقال إن "جمهور الفقهاء يرون سقوط الغسل مع الدلك فيصار إلى صب الماء على الميت من غير دلك، وإن كان يخشى الضرر من صب الماء أيضا، فيجوز الانتقال إلى التيمم ، وفى حال قرر الأطباء خطورة الغسل والتيمم على الغاسل وعلى القائم بالتيمم تجوز الصلاة على الميت من غير غسل ولا تيمم". وعن تكفين موتى ايبولا، قال المجمع بحسب وكالة الأنباء الإسلامية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامى إن "جمهور الفقهاء يرون أن الميت المسلم يكفن فى الأكفان الوارد وصفها فى السنة النبوية الشريفة ما أمكن، ويكون قماش الكفن أبيضا، ولا مانع من إضافة بعض المواد المعقمة أو الأدوية المناسبة إلى كفنه، ولا يمنع من تغليفه بعد تكفينه بغلاف أو كيس ملائم كإجراء احترازى". وعن الصلاة على من مات بوباء الإيبولا، أوضح المجمع "إذا كانت تكمنها خطورة العدوى فإنه يصلى عليه فى مكان خاص، وإن لم يكن ذلك ممكنا خشية العدوى فيصلى على قبره بعد دفنه، وإلا فيصلى عليه صلاة الغائب". وتنتشر الحمى النزفية "ايبولا" فى بلدان غرب إفريقيا، وقد بلغ عدد ضحايا الفيروس فيها 8107 أشخاص و21171 إصابة، حيث تحتل سيراليون المرتبة الأولى، تليها غينيا -عضوتين فى منظمة التعاون الإسلامى- وبعدها ليبيريا. كما سجلت حالات من إيبولا فى نيجيريا ومالى والسنغال -أعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى- وفى بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن حمى "إيبولا" النزفية مستمرة فى حصد أرواح البشر، رغم الإجراءات التى تتخذ للوقاية منها ومنع انتشارها. ويتوقع أن تسهم فتوى مجمع الفقه فى كيفية غسل وتكفين ودفن المتوفين المسلمين بفيروس ايبولا، وكيفية الصلاة عليهم، فى تجنب نقل العدوى من الأموات إلى الأحياء.