لأنك تجعلنى أعظم حماقاتك وبخيوط الدقيق ترسم الطريق لعشنا الهادئ.. كان يجب أن أبحث عن رفيق.. يرشدنى إلى بلاد يحكمها شخص غيرك.. يوم أن دخلت إلى معبدك.. تركت كل شئ خلفى.. وضاعت رأسى بقلب وعودك الكاذبة.. وحضنك الدافئ المزعوم.. وتركت قلبى رهينة لتمثال قابع ببلاد الغش والكذب.. ذكرتنى ابتسامتك بلحظة تمنيتها بجزيرة حلمت يوما أنى وجدت بها السلام.. لازلت أذكر ذلك اليوم.. يومها قررت أن أفعل شيئا مختلفا.. كانت أشعة الشمس فى كل مكان.. شعرت بحرارتها فى رأسى.. شجعنى ذلك على اختراق أحد الحصون التى لا يدخلها غير المبهورين.. دخلت وأنا أبحث عن ذاتى وسط أكوام من الحجارة.. ألمس ذلك الحجر الرمادى وأطلب "أريد إرادة مثل إرادة صانعك أيها الحجر.. وقلب فى قوتك وقسوتك".. كانت قدماى تدور هنا وهناك تبحث عن الهام شئ أكتب عنه.. قصة ترجعنى إلى عالم نسيت أنى انتمى إليه.. وجدت حولى نظرات تتعجب من ضخامة الأحجار ودقة تفاصيلها.. المكان يمتلئ بالتماثيل شبه العارية التى دائما يمتعنى النظر إليها.. وأتساءل ماقيمة هذه الأجساد المنحوتة.. ما سر هذا الخلود؟ هل كان العشق أم القهر؟ وأجدنى حائرة حتى وجدت قدمى تقودنى إلى غرفة الأموات.. وبها رأيت الأجساد المحنطة.. والوجوه التى تفتقد الراحة.. وجوه أكلتها نظرات البشر عبر سنوات.. كنت أبحث عن إجابة لحيرتى.. ولكن ضعف إرادتى جعلنى تائهة فى بحر من علامات الاستفهام.. تعبت وساعتها قررت أن أخرج من هذا المكان الغريب.. واستراحت قدماى أمام ساحة واسعة امتلأت بزوار مثلى.. كانت عيناى تدور حولى تتفحص المكان لا أعرف لماذا؟.. وجدتنى أشعر بضيق جعلنى أدخل فى حوارات تافهة حول تلك الأحجار.. حتى جئت أنت واخترقت صمت السنوات.. واخترقت كل الحواجز.. لتصحح لى أفكارى الخاطئة حول مقدساتك.. وسبيل حياتك فى هذه الدنيا.. انتهت الكلمات وغابت الشمس.. وعدت إلى واقعى من جديد.. سرير فاضٍ به الكيل من ذلك الجسد الذى تركت به السنوات ندبات لا يراها سوى سماء الليل المظلمة وضوء القمر الخافت كل ليلة.. وأوجاع لا يسمع بها غير حائط تغير لونه من كثرة البكاء عليه.. فى الصباح عندما استيقظت من نومى ونظرت فى المرآة رأيت وجهك.. وسمعت ندائك.. وأجبت عليك.. نعم الباب مفتوح.. لك.. تفضل.. مالسبب ؟ لماذا أنت ؟ كيف وجدتنى ؟ هل أصدقك ؟ لا أعرف.. فى عصر الزيف والكلمات الناعمة اللزجة.. هل ستصمد كلماتى المبعثرة ؟ومشاعرى المتوهجة ؟ هل ستصمد أحلامى الرومانسية الجامحة أمام واقعيتك المجحفة؟ هل سأظل أنا بكبريائى وأجنحتى التى أضناها التحليق بعالم لوثته رغبات جردت من المشاعر؟ هل سأبقى العاجزة التى تريد ودوما لا تستطيع؟ أم ستجذبنى يدك التى ظهرت أعلى الجبل المنهار لتنقذنى وفى النهاية أفلتها لتثبت لى أنك مثلهم.. مجرد طفل صغير يلهو ويشاهد الناس من برجه العالى.. هل أشعر بالأمان؟ هل تشعر أنت بالأمان؟.. لا أعرف. * معيدة بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة الزقازيق