قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، ردا على اعتزام صحيفة شارلى إبدو نشر رسوم للرسول فى العدد المقبل وتوزيع مليون نسخة، بالإضافة إلى ترجمتها إلى 16 لغة: "علينا تجاهل هذه الأخبار وهذه الأفعال المستفزة، والعمل على الأرض، بما يدحض هذه المزاعم دون الإشارة إليها، بمعنى أن هذه الرسوم فى الغالب الأعم تدور حول أفكار محددة، أبرزها إظهار الإسلام ورسوله فى صورة إرهابية". وأضاف شومان، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أفضل رد بعد تجاهل الحديث عن هذه الرسومات هو إظهار سماحة الإسلام ونبذه للعنف، ودعوته إلى احترام ثقافة الآخر، وإذا نجحنا فى هذا تجاهل الناس هذه الأفعال المسيئة ولم يلتفتوا إليها فتموت من تلقاء نفسها، أما الاهتمام بشأنها فهو يستفز بعض المسطحين فكريا، وبعض المتربصين بالإسلام والمسلمين لتنفيذ عمليات إرهابية تغذى مزاعم هذه الصحيفة وغيرها أكثر وأكثر، وخير دليل ما حدث فى فرنسا، مع عدم تيقن أن من قام بهذا العمل الإجرامى كان للرد على ما تقوم به الصحيفة من رسومات مسيئة، حيث نفى الرئيس الفرنسى نفسه صلة الفاعلين بالإسلام، وما تناقلته الأخبار من قتل أحد المنفذين وهو فى صحبة صديقة له، وأن أحد المنفذين ليس مسلما أصلا، ومع ذلك فسوف يضر هذا العمل بالمسلمين لاسيما فى الغرب كثيرا، ويكفى أن الصحيفة أصبحت أشهر من النار على العلم. فليتنا نتعلم الدرس. وتابع: تعاليم ديننا تدعونا إلى الإعراض عن سب غير المسلمين، فضلا عن قتلهم، وتدعونا لجدالهم بالحسنى (وجادلهم بالتى هى أحسن) بهذا نثبت للعالم بأننا شعب متحضر، وليس كما يصورننا. وكان قد صرح محامى صحيفة شارلى إبدو، الاثنين، بأن عدد الصحيفة، الأسبوعى الذى أعده الناجون من المجزرة التى تعرضت لها الأسبوعية الساخرة سيتضمن بالتأكيد رسوما كاريكاتورية للنبى محمد. وقال "باتريك بيلو" أحد كتاب الصحيفة، إن العدد الخاص الذى سيصدر الأربعاء، سيتوفر كذلك "ب16 لغة" للقراء من جميع أنحاء العالم. وذكر ريشار مالكا، محامى الصحيفة للإذاعة الفرنسية، أن العدد القادم سيسخر "بالتأكيد" من النبى محمد وعدد من الشخصيات الأخرى ليظهر أن العاملين ب"شارلى إبدو" "لن يتنازلوا بشىء للمتطرفين الذين يسعون إلى إسكاتهم". وسيتم نشر مليون نسخة من عدد هذا الأسبوع الخاص الذى ستتوفر أعداد منه خارج فرنسا. وقال المدير المالى للصحيفة إريك بورتو لوكالة فرانس برس، إن العدد لن يشارك فى إنتاجه "سوى موظفين من شارلى إبدو"، حيث رفضت الصحيفة مساهمات عرضها عدد من كبار رسامى الكاريكاتير فى فرنسا ودول أخرى.