عادت للظهور من جديد هذه الأيام طوابير المواطنين أمام مستودعات أنابيب البوتاجاز فى القاهرة الكبرى وفى المحافظات، وذلك رغم اختفائها الفترة الماضية، وتزامنت عودتها مع موجة البرد الشديدة التى تشهدها مصر هذه الأيام، التى أدت لارتفاع الاستهلاك 20%. وتشهد منطقة "حدائق حلوان"، أزمة طاحنة منذ أكثر من 10 أيام، رغم وعود الحكومة بحلها وتعهد الدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية، بتكليف مفتشى التموين بكل مستودع لتوزيع الأسطوانات على المواطنين بالسعر الرسمى، والتأكد من توصيلها إلى مستحقيها. وقال شادى محمد، أحد المواطنين ل"اليوم السابع" إنه ظل واقفا فى الطابور فى انتظار سيارة التموين لشراء أسطوانة بوتاجاز يوم الأحد، منذ الساعة ال12 ظهرا حتى الساعة ال8 مساء دون نتيجة، واضطر للعودة لبيته بعد أن فقد الأمل. وقالت إحدى السيدات: "إنها ظلت منتظرة لأكثر من 6 ساعات، وانتظرت دورها وأمامها نحو 150 سيدة للحصول على أسطوانة واحدة دون فائدة، فيما قال آخر إنه ظل 3 أيام على التوالى يذهب إلى المستودع للحصول على أسطوانة، لكن فى كل مرة كان يفشل"، مضيفا أنه فى إحدى المرات ظل منتظرا من الصباح الباكر حتى الساعة الثامنة والنصف مساءً وأنه عقب وصول سيارة التموين نشبت "خناقة" بالأسلحة البيضاء بين أصحاب عربات الكارو للحصول على الأنابيب أولا، ما اضطره للفرار من المكان دون شراء الأنبوبة. يأتى ذلك وسط اتهامات ببيعها بالسوق السوداء، حيث قال شهود عيان إن سيارات التموين تأتى ليلا لتفريغ حمولاتها بعد عودة المواطنين مرة أخرى لبيوتهم دون الحصول على "الأنبوبة" بعد انتظارهم لساعات، ثم تأتى "عربات الكارو" لتحميل أسطونات البوتجاز لبيعها فى السوق السوداء، وأكد شهود عيان أن "العربجية" أصحاب "عربات الكارو" يسجلون أسماءهم لدى صاحب المستودع حتى يأخذوا حصتهم من الأنابيب فور وصول سيارة التموين. الأزمة تضرب أيضا محافظة مطروح، حيث تحاول الأجهزة المعنية بالمحافظة محاصرة الأزمة، إلا أن مستودعات أنابيب البوتوجاز تشهد يوميا زحاما شديدا والوقوف فى طوابير طويلة انتظارا لوصول سيارات "الأنابيب" لساعات، وذلك وسط المشاحنات اللفظية والمشاجرات والاشتباك بالأيدى بين المواطنين وسط غياب أمنى وتلاعب أصحاب المستودعات وسيارات نقل "الأنابيب". يأتى ذلك فى ظل طقس سيئ جدا وأمطار غزيرة مصحوبة ببرودة شديدة لم تمنع المواطنين من حمل أسطوانات الغاز والتنقل بها من مستودع إلى آخر ومحاولة ملاحقة سيارات نقل وتوزيع الأسطوانات من شارع لآخر ومن منطقة لأخرى لساعات، وأحيانا لأيام من أجل الحصول على أسطوانة غاز، حيث تجاوز سعر "الأنبوبة" 50 جنيها. ورغم إعلان محافظ مطروح اللواء بدر طنطاوى عن طرح حلول للأزمة، ووصول حصة إضافية يوميا بواقع 2000 أسطوانة بوتاجاز لتوزيعها على الأهالى، إلا أن معاناة الأهالى لازالت مستمرة. الجدير بالذكر، أن مسئولين بالإدارة العامة لمباحث التموين، كانوا قد أكدوا تشكيل مجموعات عمل لتأمين وصول أسطوانات البوتاجاز إلى المحافظات إضافة إلى المرور على منافذ التوزيع والمستودعات لضمان وصول البوتاجاز إلى المواطنين بالسعر الرسمى، مع مراقبة السيارات المحملة بالأسطوانات منذ خروجها من محطات التعبئة حتى وصولها للمستودعات. وأدى انخفاض درجة الحرارة، خلال الأيام الماضية، إلى زيادة معدل استهلاك المواطنين من البوتاجاز، فى ظل محاولة البعض تهريب الأسطوانات لبيعها بأسعار مرتفعة لأصحاب مزارع الدواجن وكمائن الطوب، حيث يرفع انخفاض الحرارة معدلات استهلاك البوتاجاز 20%. وقامت الحكومة بزيادة معدلات ضخ الكميات إلى مليون و200 إلف أسطوانة يوميا لتفادى حدوث أى أزمات، إضافة إلى مخاطبة وزارة التموين والتجارة الداخلية جميع المديريات بالمحافظات لإرسال تقارير يومية عن معدلات الاستهلاك للمواطنين، وكذلك الكميات التى يتم ضخها. وقال المهدنس محمود عبد العزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين والتجارة الداخلية فى تصريحات ل"اليوم السابع"، إن انخفاض دراجات الحرارة خلال هذه الأيام أدى إلى زيادة معدلات استهلاك البوتاجاز بنسبة 20%، وأنه يتم حاليا التنسيق مع وزارة البترول بشأن استمرار زيادة معدلات الضخ إلى مليون و200 ألف أسطوانة يوميا فى مختلف المناطق. وأضاف رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أنه تم الدفع بكميات إضافية من أسطوانات البوتاجاز فى محافظاتالشرقية والمنوفية والقليوبية ودمياط، إضافة إلى سيارات شباب الخريجين المحملة بالبوتاجاز، لتلبية احتياجات المواطنين فى الميادين العامة، ومواجهة أى عجز فى الكميات، لافتا إلى أنه يتم تكليف مفتش بكل مستودع رئيسى لضمان وصول الأسطوانات إلى منافذ التوزيع وتسليمها للمواطنين بالسعر الرسمى، ومنع أى تلاعب من قبل البعض. وأوضح المهندس محمود عبد العزيز، أن الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية، أصدر تعليمات لجميع مديرى المديريات بمختلف المحافظات بشأن إرسال تقارير يومية عن معدلات ضخ البوتاجاز، وكذلك معدلات استهلاك المواطنين، للدفع بأى كميات فى المناطق التى تحتاج للبوتاجاز، إضافة إلى تكثيف الرقابة على المستودعات ومنافذ التوزيع لعدم تهريب الأسطوانات إلى مزارع الدواجن وكمائن الطوب، وبيعها بأسعار مرتفعة. فيما قال الدكتور خالد حنفى وزير التموين، إن الأزمة الخاصة بأسطوانات الغاز تم حلها والقضاء عليها، حيث ستصل نسبة الإمداد من وزارة البترول للمواطنين بنسبة 100%، قائلاً: "اعتبارًا من بكرة ما فيش طوابير غاز تانى". وأضاف خالد حنفى عبر مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار" مع الكاتب الصحفى خالد صلاح، على فضائية "النهار"، مساء أمس الاثنين، أن سبب الأزمة التى وقعت اليوم، كانت بسبب نقص فى الإمداد من وزارة البترول، وهذا ما أدى إلى التلاعب بالأسعار من خلال السوق السوداء، لكن تم تخطى هذه الأزمة من خلال لقائه مع وزير البترول أمس لعودة الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى. وأشار وزير التموين، إلى أنه يفكر فى عمل منظومة للغاز مثل منظومة الخبر للقضاء على الأزمة، وعدم تكرارها نهائيا، حيث تم تشكيل فريق عمل من وزارتى التموين والبترول، لدراسة هذه المنظومة الجديدة وكيفية تفعيلها خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أنه سيتم ضخ مليون أسطوانة يوميا، فيما تراقب كل الأجهزة القضايا التى تواجه المواطنين وتعكف على حلها، قائلاً: "إحنا بنراقب أى حاجة بتضايق الناس، وكذلك فى خطة من وزارة البترول للتوسع فى توصيل الغاز للمواطنين بالمنازل". موضوعات متعلقة.. بالصور.. عودة "الطوابير الثعبانية" مجددًا بسبب أزمة أنابيب البوتاجاز.. مواطنون ب"حدائق حلوان" ينتظرون أكثر من 8 ساعات دون فائدة.. وشهود: سيارات التموين تأتى ليلا وبيع الأسطوانات فى السوق السوداء موجة البرد القارص ترفع سعر أسطوانة البوتاجاز إلى 45 جنيهًا فى السوق السوداء.. الحكومة تدفع كميات إضافية فى أسيوط ودمياط والمنوفية لمواجهة الأزمة.. وجهاز حماية المستهلك يخصص خطًا ساخنًا لتلقى الشكاوى بالصور.. فشل السيطرة على تفاقم أزمة نقص اسطوانات الغاز بمطروح.. معاناة المواطنين تستغرق أياما للحصول على"أمبوبة".. وعمليات التوزيع تتم فى ظل غياب أمنى وتشهد مشاجرات والأهالى يتهمون المسئولين بالتقصير موجة البرد القارص ترفع معدلات زيادة استهلاك البوتاجاز 20%.. والحكومة تضخ مليون و200 ألف أسطوانة يوميا لتفادى الأزمات.. "التموين": مفتش بالمستودعات الرئيسية للتأكد من وصول البوتاجاز للمواطنين "التموين": انخفاض درجات الحرارة أدى لزيادة استهلاك "البوتجاز" 20% بالصور.. فشل السيطرة على تفاقم أزمة نقص اسطوانات الغاز بمطروح.. معاناة المواطنين تستغرق أياما للحصول على"أمبوبة".. وعمليات التوزيع تتم فى ظل غياب أمنى وتشهد مشاجرات والأهالى يتهمون المسئولين بالتقصير
