سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بطاقات التموين الذكية تقضى على كابوس المصريين فى انتظار طابور الخبز وتنهى تجارة الدقيق فى السوق السوداء.. ووزير التموين: طبقنا المنظومة فى 17 محافظة وعقدت مئات الاجتماعات مع أصحاب المخابز للتعاون معنا
يشكل التطبيق الناجح حتى الآن لنظام "البطاقات الذكية" لتوزيع الخبز المدعوم إنجازًا رئيسيًا للحكومة المصرية سيوفر لها المال وسيمنحها فى الوقت نفسه الثناء من الأسر التى لم تعد بحاجة إلى الاستيقاظ مبكرًا والكفاح من أجل الحصول على الخبز المدعم. ورغم أنه ما زال أمام الحكومة شوط طويل لتطبيق النظام الجديد فى أنحاء البلاد فإن النجاح المحقق حتى الآن يشكل إنجازًا مهمًا للسيسى، وقالت بخيتة إبراهيم أمام مخبز فى حى السيدة زينب بالقاهرة: "أيام مبارك ومرسى لم يكن هناك نظام عند المخابز. كان الناس يتقاتلون. أما الآن فكل واحد يحصل على ما يحتاجه ويوجد خبز للجميع". ولم يرض هذا النظام الناس أيضًا. فقد كان الخبز يباع على أساس "أسبقية الحضور" وهو ما كان يجبر المواطنين على الوقوف فى طوابير لساعات فى الصباح للحصول عليه قبل نفاده وأدى فى بعض الأحيان إلى حدوث عنف، وكان بعض من يصلون مبكرًا إلى المخابز يشترون كميات إضافية لتقديمها طعامًا لماشيتهم بينما لا يحصل من يأتون متأخرين على شىء. واتهم أصحاب المخابز على نطاق واسع بتهريب الدقيق لبيعه فى السوق السوداء من أجل التربح بينما ترتفع الفواتير على الحكومة، وفى النظام الجديد تحصل الأسر على بطاقات ذكية تسمح لها بشراء خمسة أرغفة للفرد يوميًا. ولم يعد المواطنون بحاجة إلى الوقوف فى طوابير. وتحصل المخابز على مقابل الخبز المدعوم الذى تبيعه بدلاً من أن تحصل على حصة ثابتة من الدقيق الرخيص وهو ما يجعل من الصعب ذهاب الدعم إلى غير مستحقيه. وقال وزير التموين خالد حنفى إن نظام البطاقات الذكية طبق حتى الآن فى 17 من محافظات مصر التسعة والعشرين وإن الاستهلاك فى تلك المناطق انخفض بالفعل ما بين 15 و35%. ويتوقع حنفى أنه فور تطبيق النظام فى أنحاء البلاد فإن الإصلاحات ستقضى على ما يكفى من الهدر لتمكين مصر من خفض الواردات بنسبة 20 إلى 30% دون حرمان المحتاجين من الخبز. ويقر حنفى بأنه كان هناك "منتفعون" من النظام القديم. وقال إنه عقد مئات الاجتماعات مع أصحاب المخابز لإقناعهم بالتعاون بشأن التغيرات كان على أن أقنعهم لتقديم تنازلات للوصول إلى هذه النقطة. كان هذا كابوسًا للمصريين لمدة 40 أو 50 عامًا". ويقول حمدى عيد وهو صاحب مخبز فى مدينة السويس إن الإصلاحات جعلته "أكثر قابلية للمحاسبة". واصطف المشترون فى هدوء حيث كان كل واحد يبرز بطاقته لموظف يمررها عبر قارئ البطاقات الذكية، وفى الماضى كانوا يتهموننا نحن أصحاب المخابز بالسرقة وبالمتاجرة بالدقيق فى السوق السوداء. وقال إبراهيم عثمان وهو بقال فى مدينة أسوان بجنوب البلاد:"أضطر للاستيقاظ عند الفجر للحصول على الخبز لتجنب الزحام، وفى الفيوم إلى الجنوب الغربى من القاهرة وقالت سميرة مصطفى وهى ربة منزل إنها تعتبر أصحاب المخابز "غشاشين". وحتى الآن ما زال المسئولون بالحكومة الموكلون بتنفيذ الخطة يشعرون بالقلق بشأن ما إذا كان النظام الجديد محكمًا بما يكفى للقضاء على الوسطاء الذين يديرون السوق السوداء.