استعدادا لتوسيع العمليات العسكرية فى قطاع غزة، جندت إسرائيل لوائي احتياط، ليرتفع بذلك عدد الألوية المجندة إلى 5، تزامنا مع تكثيف جيش الاحتلال من غاراته الوحشية مستهدفا خيام النازحين مما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة آخرين، إضافة إلى استشهاد نحو 14 مسنة جراء الجوع وسوء التغذية. وأعلنت وزارة الصحة استشهاد 19 فلسطينيا وإصابة 81 آخرين خلال ال 24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 52 ألفا و829 شهيدا و119 ألفا و554 مصابا منذ أكتوبر 2023. اقرأ أيضًا | جيش الاحتلال: نقل لواء المظليين من الجبهة السورية إلى غزة لتوسيع الهجوم وأعلنت الوزارة أن 1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الحرب و4000 آخرين مهددون بفقدانه فى ظل نقص الأدوية، والتجهيزات الطبية. وحذرت الوزارة من كارثة إنسانية متفاقمة تهدد مستقبل آلاف المرضى، فى ظل استمرار الحصار وتدهور الأوضاع الصحية فى القطاع. جاء ذلك بالتزامن مع دراسة حديثة نشرت فى مجلة «لانسيت» الطبية تشير إلى أن عدد الشهداء الحقيقى فى غزة قد يتراوح بين 77 ألفا و109 آلاف شهيد، أى ما يعادل حوالى 5% من سكان غزة قبل الحرب. من جهته، أطلق مدير الإغاثة الطبية فى القطاع نداء استغاثة للعالم، مطالبا برفع الحصار ودخول المساعدات الانسانية. وبدوره، حذر المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان من تصاعد وتيرة «الموت الصامت» الذى يحصد أرواح كبار السن والأطفال فى قطاع غزة نتيجة الظروف المعيشية القاتلة التى تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها سياسة التجويع المتعمد، وحرمان السكان من الرعاية الصحية، والحصار الشامل المفروض على القطاع، فى ظل الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا. ورصد الأورومتوسطى استشهاد 14 مسنًا فلسطينيًّا فى القطاع خلال الأسبوع الماضي، نتيجة مضاعفات الجوع وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية. وأوضح المرصد الأورومتوسطى أنّ فريقه الميدانى رصد وصول عشرات المرضى من كبار السن إلى المستشفيات، وقد شُخّصت الغالبية العظمى منهم بسوء تغذية حاد وفقر دم. ودعا المرصد الأورومتوسطى المجتمع الدولى إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجى والخطير للقانون الدولي. وفى إطار توسيع العمليات العسكرية فى غزة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى أنه تم تجنيد لواءى احتياط إضافيين، مشاة ومدرعات، وقد طُلب من اللواءين الالتحاق بقواعد التدريب. وأضافت الإذاعة أن الجيش جنّد حتى الآن 5 ألوية احتياط. ورفض الجيش الإسرائيلى تقديم معطيات بشأن نسبة الاستجابة فى ألوية الاحتياط التى تم تجنيدها. من جانبهم، حذر ضباط كبار فى الجيش الاسرائيلى من أن استدعاء ألوية الاحتياط يترتب عليه «ثمن باهظ جداً»، سواء على المستوى الميدانى أو من حيث التكلفة البشرية والاقتصادية. وأظهر استطلاع للرأي، معارضة 46% من الإسرائيليين توسيع الحرب فى قطاع غزة، وذلك بعدما أعلنت حكومة الاحتلال اعتزامها الاستحواذ على القطاع وبقاء قواتها داخله وتوسيع العمليات. جاء ذلك بعد يوم من تظاهر آلاف الإسرائيليين وسط تل أبيب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب وإنجاز صفقة تبادل شاملة، بينما وصفت عائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه «العدو الحقيقى لإسرائيل وليس حركة حماس». من جهتها، أكدت صحيفة «معاريف» على أن إسرائيل لم تضع خطة تكتيكية لتحقيق أهداف الحرب، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تملك أهدافا واضحة ولا جدولا زمنيا ولا ميزانية لتمويل الحرب وما بعدها وتبحر بلا خريطة أو بوصلة. وأوضحت الصحيفة العبرية أن ترامب أدرك أن إسرائيل لا تريد فعليا مواجهة المشاكل الحقيقية وتفضل الغرق فى وحل غزة. كما كشف الإعلام الإسرائيلى نقلا عن محللين إسرائيليين أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استنفد الفرص التى منحها لنتنياهو للاستمرار فى الحرب بغزة، وقرر تولى زمام المبادرة بالدفع إلى صفقة تبدأ بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك مع اقتراب جولته الشرق أوسطية التى ستبدأ اليوم واستثنى إسرائيل منها. فى غضون ذلك، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلا عن مقربين من ترامب أن الرئيس مهتم للحصول على جائرة نوبل للسلام لجهوده فى إنهاء الحرب بغزة. وقالت الصحيفة إن عائلات رهائن فى غزة تحث ترامب على استغلال زيارته للمنطقة للضغط على نتنياهو. وفى ظل الابادة الجماعية التى يرتكبها الجيش الإسرائيلي، أكد وزير الخارجية الألمانى الجديد، يوهان فاديبول، على أنَّ الوضع الإنسانى فى قطاع غزة أصبح لا يُطاق، مشددا على ضرورة بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار بهدف الإفراج عن جميع الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى غزة.