كشفت صحيفة الجارديان عن أن الولاياتالمتحدة ستستمر فى جهودها لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر من الإدارة الأمريكية، قوله إن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ينويان الضغط على إسرائيل للاستمرار فى محادثات السلام مع الفلسطينيين وأن واشنطن لن تبتعد فى هذا الوقت مثلما حدث عندما انتهت الجهود الأخيرة إلى فشل محرج فى سبتمبر الماضى. ويشير هذا المصدر إلى أن أحداً لن يحصل على أى نتيجة بتبادل الاتهامات، "نحن نأمل وضع الأسس للمفاوضات"، ومن أجل البدء فى المفاوضات، فإن الولاياتالمتحدة تطلب أن يلغى نتانياهو أو يجمد خطط لبناء 1600 منزل للمستوطنين اليهود فى القدسالشرقية الفلسطينية، غير أن نتانياهو لم يبدِ خلال حديثه أمام حزبه الليكود أى علامة على التراجع، حيث قال إن البناء فى القدس وفى كل الأماكن الأخرى سيستمر بنفس الطريقة كما جرت العادة خلال السنوات ال42 الماضية. فى تقرير آخر يتعلق بالقضية نفسها، كتب إيان بلاك محرر الشرق الأوسط بالصحيفة، يقول إن الخلاف الحالى بين البلدين هو الأسوأ منذ الانسحاب الإسرائيلى من سيناء قبل 35 عاماً، ويقتبس بلاك هذه المقولة التى جاءت على لسان السفير الإسرائيلى لدى الولاياتالمتحدة، مضيفاً أن السؤال الآن يتركز حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستتجاوز الانتقادات وتقوم بإجراء تأديبى أو عقابى ما لم يتم تنفيذ مطالبها. ويذكر بلاك بأن إسرائيل هى أكبر متلق للمعونة الأمريكية السنوية، 2.4 مليار دولار ستصل إلى 3 مليارات دولار فى العام المقبل أغلبها عسكرية، ولم يسبق أن حاول أى رئيس أمريكى منذ جورج بوش الأب أن يجعل المساعدات الإسرائيلية متوقفة على مدى التزامها بالقانون الدولى. السفير الإسرائيلى أورين، الذى عمل مؤرخاً قبل أن يتولى أرفع منصب دبلوماسى إسرائيلى، وصف الأزمة الحالية بأنها الأسوأ منذ عام 1975، حيث كانت المواجهة بين وزير الخارجية الأمريكى حينئذ هنرى كسينجر ورئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق رابين حول مطلب الولاياتالمتحدة بالانسحاب الجزئى من سيناء. واستعرض بلاك تاريخ الأزمات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل منذ هذه الفترة مثل أزمة عام 1981 التى حاول فيها اللوبى اليهودى وإسرائيل منع صفقة مبيعات أسلحة أمريكية للسعودية، وفى عام 1982 اتهمت الولاياتالمتحدة بأنها منحت إسرائيل الضوء الأخضر لغزو إسرائيل. من ناحية أخرى، نشرت صحيفة الإندبندنت تقريراً حول ما سمته عن نفاذ صبر إدارة أوباما تجاه إسرائيل، قالت فيه إن نتانياهو يصر على موقفه المدافع على الرغم من مطالب واشنطن الآن بتجميد خطط بناء 1600 منزل للمستوطنيين اليهود، وهو الأمر الذى رأى نتانياهو أنه لن يضر بالسكان العرب فى القدسالشرقية غير أن وزير الخارجية الفلسطينى السابق نبيل شعث رد على هذا الرأى من العاصمة القطرية الدوحة، حيث تنقل الصحيفة عنه قوله إن خطوات تهويد القدس بلغت مرحلة غير مسبوقة، وهذا يجعل من غير المقبول للسلطة الفلسطينية أن تمنح هذه الخطوات غطاءً شرعياً باستئنافها المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى. وتنقل الصحيفة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، قولها إن الإدارة الأمريكية تطالب الجانب الإسرائيلى بمجموعة خطوات للتخفيف من التأثير السىء الذى تسبب فيها الإعلان عن الخطة الاستيطانية أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، ومن هذه المطالب الإفراج عن عدد من السجناء الفلسطينيين والتعهد بأن تشمل المحادثات مع الجانب الفلسطينى حين يتم استئنافها بحث قضايا الحل النهائى ومنها الحدود واللاجئين ومستقبل القدس، وإن كانت إسرائيل لم تؤكد ذلك رسمياً. وترجح الإندبندنت، أن أسباب حزم الموقف الأمريكى هذه المرة فى الضغوط التى تمارسها المؤسسة العسكرية الأمريكية من أجل حل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى لتخفيف حدة عداء العالم الإسلامى للولايات المتحدة. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.