تحول موقع تويتر إلى شبكة قوية التأثير فى العالم العربى اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى فنيا، وتعكس حسابات مشاهير المغردين بصدق اتجاهات شريحة، يمكن القول بأنها نخبوية عن الشأن العام.. وطبيعى فى العام 2014، والذى شهد تغييرات عميقة أحدثت بشكل طبيعى انقسامات حادة وربما أيضًا استقطابات أن يكون "تويتر" قد تأثر بدوره. ففى حين فقد الدكتور محمد مصطفى البرادعى، نائب رئيس الجمهورية المستقيل الصدارة، صعد نجم باسم يوسف رغم وقف برنامجه الشهير البرنامج، وخرج الكاتب الساخر بلال فضل من قائمة العشرة، فيما تراجعت أسهم حمدين صباحى، لا يزال عناصر جماعة الإخوان يدونون بأن "مرسى راجع.. ولسه راجع.. والله راجع". فى عام 2011 تربع المشاهير من الرموز والنشطاء السياسيين على عرش الموقع الشهير، من حيث عدد المتابعة، فعلى سبيل المثال كان الدكتور محمد البرادعى أكثر المصريين متابعة على تويتر عام 2011 بعدد متابعين 558.035، تلاه الدكتور عمر خالد بعدد متابعين478.187، وحل الناشط السياسى وائل غنيم ثالثًا بعدد 380.659 متابع، وجاء الدكتور عمرو حمزاوى رابعًا بعدد 374.356 متابع، فيما حل الإعلامى يسرى فودة فى المركز الخامس بعدد 327.058 متابع. فى عام 2012 ذلك العام الذى شهد منتصفه تربع جماعة الإخوان المسلمين على سدة الحكم فى مصر، تغير الوضع قليلًا حيث كان البرادعى هو الملك المتوج على عرش تويتر فى مصر بعدد 1.200.000 متابع، وبالطبع فإن وجود حساب لرئيس الجمهورية على ذات الموقع دعا المصريين إلى الحرص على متابعته، ففى غضون شهور قلائل بعد استخدامه للموقع حل الرئيس المعزول محمد مرسى فى المركز الثانى بعدد 1.150.000 متابع. كان الصراع السياسى فى هذا العام على أشده وبحلول عام 2013 كان الإعلامى الشهير باسم يوسف، الذى اعتبره البعض أداة رئيسية فى كشف فساد النظام الإخوانى، على موعد مع صراع شرس مع البرادعى ومرسى، فى محاولة فرض السيادة والتربع على قائمة المصريين الأكثر متابعة على الموقع الشهير، وكان عدد متابعى الإعلام الساخر وقتها حوالى 1.50.000 متابع. فى هذين العامين كانت قائمة ال10 أشخاص الأكثر متابعة على الموقع فى مصر خالية من الفنانين نهائيًا، وكانت تضم أشخاص مثل عمرو حمزاوى وبلال فضل وحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى. الآن وبعد أكثر من عام تقريبًا من ثورة الثلاثين من يونيو بعد الكثير من هذه الشخصيات من قائمة ال 10 الأكثر متابعة، لتشهد القائمة وجود فنانين وإعلاميين، بل إن الإعلامى الساخر باسم يوسف استطاع أن يحتل مرتبة الصدارة، على الرغم من توقف عرض برنامجه "البرنامج"، وقلة عدم تغريداته فى الآونة الأخيرة بالمقارنة على ما كانت عليه فى الماضى، ويبلغ عدد متابعيه حاليًا 3,398,351 متابعا. كما أشرنا فى السابق إلى أن الداعية الإسلامى الدكتور عمرو خالد كان يحتل المركز الثانى عام 2011 إلا أن دخوله إلى المعترك السياسى، وترأسه لحزب مصر، أفقده بعضًا من بريقه، الأمر الذى أثر بدوره على عدد متابعيه، فابتعد فى العامين التاليين عن المركز الثانى، إلا أن المفاجأة جاءت فى استعادة عمرو خالد لمركزه مرة أخرى هذا العام، حيث احتل المركز الثانى بعدد ثلاثة ملايين و234 ألف متابع، وتراجع البرادعى إلى المركز الثالث، حيث بلغ عدد متابعيه نحو مليونين و700 ألف. فى العامين السابقين لم يكن هناك أى تواجد للفنانين فى قائمة ال 10 الأكثر متابعة، إلا أن الهضبة عمرو دياب استطاع أن يخترق المألوف كعادته ليحتل المركز الرابع بفارق حوالى 100 ألف مع البرادعى. واستمرارًا لصحوة أهل الفن بصفة عامة والمطربين بصفة خاصة فى محاولة السيطرة على مراكز متقدمة داخل القائمة، استطاع المطرب حمزة نمرة أن يحصد المركز الخامس بنحو مليونى و400 ألف متابع، متفوقًا على شخصيات كانت تحتل مراتب متقدمة فى السابق أمثال مرسى وحمزاوى وصباحى. ويبدو أن هزيمة حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أثرت على شعبيته عبر موقع التدوين القصير، ليبتعد تمامًا عن المراكز الخمسة الأولى، مكتفيًا بأن يحتل المركز السادس برصيد حوالى مليونين ومائتى ألف. الرئيس المعزول محمد مرسى، والذى كان يقبع طوال فترة حكمه فى المركز الثانى، إنه كان يزاحم البرادعى على عرش تويتر فى مصر، تراجع هذا العام ليحتل المركز السابع برصيد يقل عن حمدين بحوالى 70 ألفا. السياسى الشهير، الدكتور عمرو حمزاوى، كان من مؤيدى ثورة ال 30 من يونيو، لكن مواقفه من الأحداث بعد ذلك تغيرت، بل إنه اعتبر أن ما حدث فى يوم 3 يوليو انقلاب عسكرى، ودعا فى كثير من مقابلاته وتصريحاته الإعلامية إلى ما اسماه بعودة المسار الديمقراطى، يبدو أيضًا أن تصريحاته أدت إلى التأثير على شعبيته عبر تويتر، فالرجل الذى كان يحتل المركز الرابع فى العام 2011، يقبع الآن فى المركز الثامن بأقل من مرسى بحوالى 30 ألفًا. الفنان عمرو واكد، أكد جدارة أهل الفن فى أن يحتلوا مراتب متقدمة ضمن هذه القائمة، وهو أيضًا أمر يعكس تغيير المزاج العام للمصريين، وأنهم ملوا من متابعة السياسة، واتجهوا لمتابعة الفنانين، ويبلغ عدد متابعيه نحو مليون وثمانمائة ألف. لم يختلف حال الإعلامى يسرى فودة كثيرًا عن وضع الدكتور عمرو حمزاوى، فالرجل الذى كان يحتل المركز الخامس فى عام 2011، أصبح الآن فى المركز العاشر بعدد يقل بضعة آلاف عن حمزاوى.