قال د مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، أن هناك ارتباطا بين الملفين القطرى والتركى، وأن الأزمة مع قطر تضارب سياسات ومصالح وليست شخصية، معتبرا أن جماعة الإخوان تؤرق دول الخليج، وأن قطر لعبت ببراعة على تراجع أدوار مصر والسعودية فى العشر سنوات الأخيرة. وأضاف مصطفى اللباد، أثناء مشاركته فى برنامج "صالون التحرير"، المذاع مع الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، على فضائية "التحرير". أن تركيا تمثل أكبر اقتصاد فى الشرق الأوسط رغم كونها بلد غير نفطى، وأن المصالحة مع قطر هدفها عزل تركيا، وأنه لم يبق أمام أردوغان بعد ظهور وجهه الديكتاتورى سوى ورقة الاقتصاد، ورأى اللباد أنه من الممكن عزل تركيا لكن لا يمكن تدميرها، بحسب تعبيره. وأضاف أن الحديث عن الانتصار على تركيا فيه مبالغة، مشيرا إلى أن المصالحة مع قطر تعزل تركيا عن المنطقة، وأنه من مصلحة إيران وجود علاقة طيبة مع تركيا رغم التنافس الإقليمى. وتابع اللباد: "الوزن السياسى لإيران فى المنطقة أكبر من تركيا، وإن كان الوزن الاقتصادى للأخيرة أكبر"، واصفا الوضع فى الإقليم بأننا أمام أمام لعبة شطرنج. وعن الشأن السورى قال أن مصر تملك ما لا تملكه تركياوإيران والسعودية فى سوريا لكنها لا تملك الحضور على الأرض، وأشار إلى أن نظام بشار الأسد يملك قلب الجغرافيا السورية، وأن ترك الباب مفتوحا أمام تركيا فى سوريا سيعطل أى حل. وقال "اللباد" أن إتمام التفاهم الإيرانى الأمريكى سيغير خارطة المنطقة لكننى أستبعده حاليا، وأنه لا أحد فى المنطقة له مصلحة فى إتمام التقارب الأمريكى الإيرانى، وأن الإقليم سيظل معلق فى رقبة المفاوضات الإيرانيةالأمريكية، واصفا إيران بأنها لاعب كبير فى المنطقة، وأشار إلى أنها تتعرض لهجمة دولية شرسة. ورجح اللباد أن يكون تراجع أسعار النفط، خطة سعودية أمريكية لضرب الاقتصاد الروسى والإيرانى، وقال إنه لا يمكن تجاهل نفوذ إيران فى المنطقة ولابد من حساب علاقتنا معها، وأنه يجب توسيع هامش المناورة فى دور مصر الإقليمى، معتبرا أن الوضع الاقتصادى لمصر حاليا يعطل أدوارها الإقليمية، وأن القاهرة بحاجة لإعادة ترتيب أوضاعها فى الإقليم. من جهته قال الإعلامى الكبير حسين عبد الغنى أن قطر مازالت تلعب "شطرنج" فى المنطقة، وأن حل تنظيم الإخوان فى الدوحة كان إشارة لتغيير موقفها من الجماعة، وأن "الجزيرة مباشر مصر" كانت ضد كل القيم المهنية التى عملت بها "الجزيرة"، وقال إنها دمرت "مصداقية الجزيرة" العامة. وأضاف "عبد الغني" أنه لا يمكن لبلد صغير مثل قطر تحمل تنظيم مغلق مثل الإخوان، وأشار إلى حدوث تحول كبير للجزيرة بعد اندلاع الثورة فى مصر، وأنها صورت الثورة المصرية وكأنها من صنع تيار واحد، معتبرا أن تحميل قطر مسؤولية كل ما يحدث فى سيناء أمر فيه مبالغة. وقال عبد الغنى أن الإخوان لديهم أموال لفتح منابر إعلامية بقطر أو بدونها، وأن مصر بحاجة لإعادة تعريف دورها فى المنطقة والإقليم، وأن إسرائيل هى العدو الحقيقى لأمن مصر القومى، مشددا على ضرورة بناء توافق وطنى عام وإعادة الاعتبار للسياسة فى الحياة العامة فى البلاد.