كرّمت ميشيل أوباما قرينة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلارى رودام كلينتون مجموعة من نساء العالم الناشطات فى الدفاع عن الحقوق الإنسانية والمناصرات لها بمنحهن جوائز النساء الشجاعات لهذا العام فى احتفال خاص أقيم فى مقر وزارة الخارجية فى واشنطن. والنساء العشر اللائى منحن جوائز هذا العام هن شكرية أصيل من أفغانستان، والكولونيل (العقيدة) شفيقة قرشى من أفغانستان أيضا، وأندرولا هنريكيس من قبرص، وسونيا بيير من جمهورية الدومنيكان، وشادى صدر من إيران، وآن نْجوغو من كينيا، والدكتورة لى آئى ران من كوريا الجنوبية، وجانسيلا مجيد من سريلانكا، والأخت مارى كلود ندّاف من سورية، وجستينا موكوكو من زمبابوى. وأشادت ميشيل أوباما بالفائزات بالجائزة لما قمن به من مجازفات وما واجهن من صعاب لا يود تحملها إلا قلة من الناس، وأشارت إلى أن بين الضيوف المدعوين الحاضرين فى القاعة مجموعة من الفتيات من إحدى المدارس المحلية ومن الفتيات المنتسبات إلى برنامج الرعاية والإرشاد فى البيت الأبيض، وهو برنامج يجلب الشبان من المدارس الثانوية المحلية، حيث يتولى موظفو البيت الأبيض رعايتهم وإرشادهم وتدريبهم لمدة سنة. وقالت ميشيل موجهة كلامها للشابات "استمعن لى جيدا، فبما أن هؤلاء النساء كن قادرات على تحمل المخاطر والتهديدات التى لا تلين، فمن المؤكد إذن أنكن جميعا قادرات على المضى والاستمرار.. فما من واحدة منكن أصغر من أن تبدأ وتحدث فرقا". وحثت أوباما الشابات الأمريكيات على استلهام الوحى من الفائزات بجوائز النساء الشجاعات. ووصفت الوزيرة كلينتون مسيرة النساء المكرّمات هذا العام بأنها تذكرة بالعمل الذى لا بد من أدائه إلى أن تصبح الحقوق الإنسانية محترمة ومصانة من قبل كل الحكومات، وقالت موجهة كلامها للنساء الفائزات بالجائزة "نحن نقف معكن.. فنحن هنا فى وزارة الخارجية وفى حكومة (أوباما) نحاول أن نكون شركاء جيدين.. ونتطلع قدما إلى إنشاء العلاقات معكن". وأكدت كلينتون أن الولاياتالمتحدة ستكون متنبهة وحريصة على سلامة الفائزات بالجوائز مضيفة قولها "ها نحن نبعث برسالة إلى حكوماتكن غير المتحمسة لوجودكن هنا، بأننا سنكون متنبهين فى مراقبتها أيضا." وقالت ميلانى فرفير، أول سفيرة متجولة لوزارة الخارجية الأمريكية لقضايا المرأة العالمية على الإطلاق، فى كلمتها بالاحتفالية "إن هؤلاء النساء العشر تغلبن على محنهن الخاصة من مخاطر واعتقالات واعتداءات كى يكرسن أنفسهن للنشاط فى سبيل الحقوق الإنسانية ، فمن النضال من أجل منح المرأة المحرومة سياسيا صوتا أعلى فى أفغانستان، إلى توثيق انتهاكات الحقوق الإنسانية فى زمبابوى، جعلت هؤلاء البطلات من زيادة الحرية والمساواة هدفهن فى الحياة." وألقت جستنيا موكوكو، من زمبابوبى، كلمة باسم النساء المكرمات ووصفت جائزة النساء الشجاعات بأنها "رسالة تضامن توحّد كل النساء فى جميع أنحاء العالم، وإننا بقبولنا هذه الجائزة إنما نؤكد أن للنساء مكانا فى الكفاح من أجل المساواة والعدالة." وتحدثت فى احتفال تقديم الجوائز أيضا أندريا جونغ، رئيسة مؤسسة إيفون ومديرتها التنفيذية، وهى الشركة التى تأسست قبل 125 عاما وبدأت بإتاحة الفرص أمام النساء للاستقلال الاقتصادى عن طريق العمل فى بيع مستحضرات التجميل، وأعلنت جونغ أن مؤسسة إيفون للنساء تقدم منحة بمبلغ 500.000 دولار لصندوق وزير الخارجية الأمريكية للقيادة النسائية العالمية، وذلك لدعم البرامج المصممة للمساعدة فى إنهاء العنف ضد المرأة. وقالت جونغ، إن مؤسسة إيفون ستتبرع أيضا بمبلغ 1.2 مليون دولار لمنظمة فايتال فويسس (الأصوات الحيوية)، وهى منظمة غير حكومية تعمل على تدريب النساء فى شئون القيادة والزعامة فى مختلف أنحاء العالم، وستخصص المنحة لاستقدام والتقاء زعامات وقيادات نسوية من 15 بلدا من بلدان العالم للمشاركة وتبادل آرائهن المتبصرة فى دفع عجلة تقدم المرأة فى مجالات، كالأعمال التجارية والحكم وتطبيق القانون. يذكر أن جائزة النساء الشجاعات أنشئت فى العام 2007، عندما كانت كوندوليزا رايس وزيرة للخارجية وتم التفكير فى تقدير النساء اللائى يظهرن شجاعة استثنائية فائقة وقيادة فى سبيل تعزيز حقوق المرأة وتقدمها فى العالم وتكريمهن.