نقلا عن العدد اليومى : البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ذلك الرجل الذى اختار لنفسه أن يكون عوناً للأقباط والمسلمين فى حربهم ضد الإرهاب فى مصر من خلال نشر دعوة التسامح بينهم. وصل البابا للكرسى الباباوى وهو يحمل معاناة الملايين من الأقباط فى ظل ظروف سياسية صعبة بوصول جماعة الإخوان للحكم عن طريق الرئيس المعزول محمد مرسى وغياب المستقبل بالنسبة للأقباط. وعندما وصلت العلاقة بين الأقباط والرئيس المعزول لطريق مسدود، اعتكف 10 أسابيع، هجر خلالها البابا الكاتدرائية، تنقل بين الأديرة، يتابع أبناءه، ويوجه أساقفة الكنيسة لمد يد المساعدة والعون لهم، يرحب بالوفود المقبلة من الخارج ليظهر حقيقة ما جرى فى الموجة الأخيرة للثورة، ويفضح الإرهاب الذى استهدف الكنائس ودور العبادة، ويعلن مساندته ومباركته للدولة الجديدة، ويرفض أن يفصل المقبلون من الخارج ما يحدث للكنيسة والأقباط عما يتعرض له كل أبناء الشعب تحت نيران الإرهاب، يكلمونه عن تهديده بالاغتيال، فيحدثهم عن شهداء الكنيسة منذ دقلديانوس حتى الآن، يبشرهم أن مصر بخير، لأنها وطن فريد بين أوطان العالم له جذور وأصول وحضارته تشهد بذلك، وأن لها حاضراً حياً فى تفاعلاته ونشاطاته، ولها مستقبل مشرق متجدد ومنطلق، وأن كل تاريخها محفوظ فى يد علوية تباركها من كل شر. المحطة الأهم فى حياة هذا الرجل تتمثل فى تأكيده للسفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون آنذاك على تحفظه على سياسات الولاياتالمتحدة بالمنطقة العربية وقال: إن الأقباط يمتلكون حرية عمل تظاهرات أو غيرها وإنما هى حرية شخصية للأقباط، ولم يكتف بذلك بل أعلنها صراحة فى ثورة 30 يونيو أن مصر ستظل راعية للأقباط والمسلمين ولا يريد تدخلا أجنبيا فى شؤونها الداخلية. وعندما أثيرت قضية حرق الكنائس والاعتداء عليها قال مقولته الشهيرة: «إن وطناً بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن» فأغلق الباب وأكد حقيقة مواقف الكنيسة المصرية على مدى تاريخها والحرص على وحدة المصريين ووطنهم وكان استمرارا لسلسال من البطاركة العظام بعد البابا كيرلس السادس وشنودة الثالث.