الإخوان تلمح بالهجوم ضد قطر وتركيا للمرة الأولى بسبب المصالحة مع مصر.. وتعترف: الحلف الإقليمى أحرز تقدمات.. عمار على حسن: الجماعة تشعر بالصدمة والخذلان.. وأحمد بان: التنظيم يعيش حالة من خيبة الأمل

أصدرت جماعة الإخوان بيانا تضمن تلميحات بالهجوم ضد سياسات قطر وتركيا نحو المصالحة مع مصر للمرة الأولى منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى، حيث شنت هجوما عنيفا ضد ماسمته بمحاولات الرعاة الإقليمين والدوليين لإنقاذ السلطة المصرية فى إشارة واضحة للمصالحة المصرية القطرية من خلال وساطة المملكة العربية السعودية وتصريحات نائب رئيس الوزراء التركى بالإقرار بالأمر الواقع فى مصر.
واستخدمت الجماعة ألفاظاً حادة للهجوم على السياسات الإقليمية الجديدة فى المنطقة العربية والتى انضمت إليها قطر، وقالت إنها ترصد تحركات ماسمته ب"الحلف الاستعمارى المغرور لقمع الحرية فى المنطقة" وأسمته فى فقرة أخرى ب"الحلف الاستبدادى الاستعمارى"، لكنها اعترفت فى الوقت ذاته بالإخفاق، حيث أشارت فى البيان إلى ماسمته ب"التقدمات المؤقتة للهجمات المرتدة على الثورات".
وحذرت الجماعة بشكل استباقى من تدبير تفجيرات مماثلة لتفجيرات كنيسة القديسين فى احتفالات رأس السنة عام 2011 والصاقها بعناصرها.
من ناحيته، أكد عمار على حسن الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن البيان الأخير للجماعة يرتبط بإحساس الجماعة أن قطر تخلت عنهم.
وأضاف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" :" نبرة انتقاد السياسة القطرية بدأت تتصاعد فى الخطاب الإخوانى خلال الأيام الأخيرة سواء المستوى البيانات الرسمية أو على مستوى تصريحات الأفراد والقيادات وهناك بعض الإشارات الواضحة مثل الانتقادات التى وجهها الشيخ يوسف القرضاوى للاحتفال بالكريسماس فى قطر والسعودية".
وتابع: "أتصور أن هناك شعورا بالصدمة لدى قيادات الإخوان من الخطوة التى اتخذتها قطر فى المضى قدما باتجاه المصالحة مع مصر، وأظن أن هناك ترتيبات غير معلنة أعمق بكثير وتتعدى فكرة غلق قناة الجزيرة مباشر مصر إلى أشياء أخرى ترتبط تنسيق أجهزة مخابرات فى إطار التصدى للتنظيمات الدينية الإقليمية".
وأشار عمار إلى أن هناك إرهاصات لفتح باب مصالحة مع تركيا وهذه خطوة فى الطريق بحسب تعبيره وقال: "رجال الأعمال والمعارضة فى تركيا يعملون لعودة العلاقات مع مصر والوضع الداخلى ليس فى صالح سياسات أردوغان الذى يتخذ هو ومن حوله موقفاً حاداً ضد السلطة فى مصر".. مشيرا إلى أن تراجع شعبية أردوغان تشير إلى أن الأغلبية الكاسحة من الأتراك لن تقف خلفه خلال الفترة القادمة.
وتابع: "الإخوان يشعرون الآن أن البساط الإقليمى ينسحب من تحت أقدامهم وأن المسألة بدأت بقطر وانتهت بتركيا، بالإضافة إلى أن الغرب يعيد حساباته وهذا ما تسبب فى حالة الهيجان لدى الإخوان".
وفى سياق متصل، قال أحمد بان الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية أن البيان الأخير لا يمكن حمله سوى على تراجع رهان الإخوان على تدخل أمريكى لإعادة الجماعة لصدارة المشهد.
وأضاف: "هذا الأمر يعكس خيبة أمل الإخوان من الطرف الإمريكى بعد أن شعروا الآن بخديعته وخذلانه لهم ، لأننا لا نستطيع أن نتحدث على موقف قطرى إلا بعد الحديث عن موقف أمريكا".