عيار 21 الآن يسجل تراجعًا جديدًا.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 30 أبريل بالمصنعية (التفاصيل)    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    «المقاطعة تنجح».. محمد غريب: سعر السمك انخفض 10% ببورسعيد (فيديو)    متحدث الحكومة يرد على غضب المواطنين تجاه المقيمين غير المصريين: لدينا التزامات دولية    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    مستشارة أوباما السابقة: بلينكن لن يعود لأمريكا قبل الحصول على صفقة واضحة لوقف الحرب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي في الدوري المصري    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي في الدوري    حقيقة رحيل محمد صلاح عن ليفربول في الصيف    الإسماعيلي: نخشى من تعيين محمد عادل حكمًا لمباراة الأهلي    الأهلي يفعل تجديد عقد كولر بعد النهائي الإفريقي بزيادة 30٪    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    مصدر أمني يوضح حقيقة القبض على عاطل دون وجه حق في الإسكندرية    حشيش وشابو.. السجن 10 سنوات لعامل بتهمة الاتجار بالمواد المخدرة في سوهاج    محافظة المنوفية تستعد لاستقبال أعياد الربيع.. حملات مكثفة للطب البيطرى على الأسواق    الغربية تعلن جاهزية المتنزهات والحدائق العامة لاستقبال المواطنين خلال احتفالات شم النسيم    حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 30-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    شم النسيم 2024: موعد الاحتفال وحكمه الشرعي ومعانيه الثقافية للمصريين    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    مجدي بدران يفجر مفاجأة عن فيروس «X»: أخطر من كورونا 20 مرة    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    محافظ دمياط: حريصون على التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية    أخبار 24 ساعة.. وزير التموين: توريد 900 ألف طن قمح محلى حتى الآن    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    تراجع مبيعات هواتف أيفون فى الولايات المتحدة ل33% من جميع الهواتف الذكية    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    محافظ كفر الشيخ يشهد الاحتفالات بعيد القيامة المجيد بكنيسة مارمينا والبابا كيرلس    7 معلومات عن تطوير مصانع شركة غزل شبين الكوم ضمن المشروع القومى للصناعة    محطة مترو جامعة القاهرة الجديدة تدخل الخدمة وتستقبل الجمهور خلال أيام    محامو أنجلينا جولي يصفون طلب براد بيت ب"المسيء".. اعرف القصة    برج الجدى.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: مفاجأة    فصول فى علم لغة النص.. كتاب جديد ل أيمن صابر سعيد عن بيت الحكمة    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    أخبار الفن| علا غانم تكشف تفاصيل تحريرها محضرا بسبب الفيلا.. تشييع جنازة خديجة العبد    حلمي النمنم: صلابة الموقف المصري منعت تصفية القضية الفلسطينية    "بيت الزكاة والصدقات" يطلق 115 شاحنة ضمن القافلة 7 بالتعاون مع صندوق تحيا مصر    يويفا: سان سيرو مرشح بقوة لاستضافة نهائي أبطال أوروبا 2026 أو 2027    شباب مصر يتصدون لمسيرة إسرائيلية فى إيطاليا دفاعا عن مظاهرة دعم القضية    هزة أرضية بقوة 4.2 درجات تضرب بحر إيجه    الكبد يحتاج للتخلص من السموم .. 10 علامات تحذيرية لا يجب أن تتجاهلها    أول تعليق من "أسترازينيكا" على جدل تسبب لقاح كورونا في وفيات    بالفيديو| أمينة الفتوى تنصح المتزوجين حديثاً: يجوز تأجيل الإنجاب في هذه الحالات    عيد العمال وشم النسيم 2024.. موعد وعدد أيام الإجازة للقطاع الخاص    خاص | بعد توصيات الرئيس السيسي بشأن تخصصات المستقبل.. صدى البلد ينشر إستراتيجية التعليم العالي للتطبيق    وزير العمل ل «البوابة نيوز»: الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص 6000 جنيه اعتبارًا من مايو    آليات وضوابط تحويل الإجازات المرضية إلى سنوية في قانون العمل (تفاصيل)    خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله -(فيديو)    المحرصاوي يوجه الشكر لمؤسسة أبو العينين الخيرية لرعايتها مسابقة القرآن الكريم    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    وزيرة التضامن تستعرض تقريرًا عن أنشطة «ال30 وحدة» بالجامعات الحكومية والخاصة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أبوزعبل للأسمدة".. الطريق نحو الموت البطىء.. اختناق 90 من سكان القرى المحيطة بالمصنع بعد تسرب غازات سامة.. ومواطن: أولادنا مرضى وزرعنا مات.. وإدارة المنشاة: لدينا 13 مدخنة


نقلا عن العدد اليومى
أمام منزله الصغير بمنطقة أبوزعبل، المجاورة لمصنع الأسمدة يقف منصور عياد على درجات سلم منزله محاولا إزالة الغبار المتطاير على نوافذه بقطعة قماش تحول لونها إلى الأسود.. ينطلق من السلم مهرولا على نوبة سعال شديدة لطفله الصغير، إلى داخل غرفة نومه ليجده وقد انضم إلى عداد الموتى من شدة السعال.
فادى منصور عايد، البالغ من العمر نحو ثلاث سنوات، أصبح ضيفا دائما على المستشفيات والعيادات الخاصة، يعانى من ضيق فى الشعب الهوائية وحساسية الصدر بسبب استنشاق الأتربة والأبخرة الملوثة للهواء، حسبما قال الأطباء، وأضافوا أن الطفل لا يستجيب للعلاج سريعا، خاصة فى الفترة الماضية ما ينذر بكارثة صحية.
كان تسرب غازات كبريتية من وحدة إنتاج حامض الكبريتيك رقم 7 بمصنع شركة أبوزعبل للأسمدة والمواد الكيماوية حدث وتسبب فى اختناق حوالى 90 شخصًا قبل نحو أسبوعين، ما دفع بالأهالى إلى التجمع أمام باب المصنع فى وقفة احتجاجية ومنعوا دخول السيارات وخروجها منه وشكل جهاز شؤون البيئة لجنة فنية لمناقشة أسباب تسرب الغازات بمنطقة الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية.
فادى ليس إلا واحدا من بين نحو خمسة آلاف نسمة يقطنون بقرى أبوزعبل وعزبة مراد وعزبة شكرى المحيطة بالمصنع، فالقرى التى كانت تشتهر بقربها من المنطقة المركزية للسجون تشتهر بوجود واحد من أكبر مصانع إنتاج الأسمدة فى مصر والمتخصص فى إنتاج الفوسفات، وأسمدة أحادى سوبر فوسفات وثلاثى سوبر فوسفات وفوسفات ثنائى الكالسيوم كيماويات معالجة مياه الغلايات ومياه التبريد وحمض الفوسفوريك وحمض الكبريتيك والأوليوم 25% والجبس الزراعى.
المصنع واجه مجموعة من المشكلات البيئية منذ الثمانينات وبعد تحوله إلى قطاع خاص فى يوليو 2004 حيث اشتراه رجل الأعمال شريف الجبلى، وأظهر عدد من التقارير البيئية قياسات أن الانبعاثات الترابية والغازية أكثر من المسموح بها فى القانون فى العديد من المواقع الإنتاجية، وتقدمت الشركة باستمارة المشاركة لمشروع التحكم فى التلوث الصناعى المرحلة الثانية فى يناير 2007 من خلال وزارة الدولة لشؤون البيئة لتمويل مشروعات الحد من انبعاثات الأتربة والانبعاثات الغازية بالبيئة المحيطة بالمصنع وبيئة العمل.
قبل وصولك لمصنع أبوزعبل بنحو بضعة كيلو مترات تستنشق رائحة كيماويات تزكم الأنوف لا سبيل للهروب منها إلا بإغلاق نوافذ السيارة، وتشاهد مبانى اكتست باللون الرمادى الداكن كلما اقتربت من المصنع زادت حدته ففى مدخل عزبة مراد التى يتجاوز تعداد سكانها نحو 1500 نسمة تبقى المنازل شاهدا صامتا على مأساه أهلها، فيما تحولت أراضى العزبة الخضراء إلى بور ماتت أشجارها، وتغطى أتربة المصنع كل شىء حتى وجه البشر، حتى إنك إذا جلست مدة قصيرة هناك ستلحظ الأتربة تغطى ملابسك ووجهك.
يحيط المصنع الشهير شكلا يشبه الشكل الهندسى، مربع ناقص ضلع بعزبة مراد، حيث يحدها من ثلاث جهات ويتبقى طريق القاهرة - بلبيس الزراعى المنفذ الوحيد لأهالى القرية فيما تقابله عزبة شكرى حيث يفصل بينهما مجرى ترعة الإسماعيلية.
«7» هو رقم الوحدة الخاصة بإنتاج الأحماض الكبريتية التى تطل على أهالى عزبة مراد، حيث يتلقى السكان حصة يومية من أدخنة الأسمدة، حتى إن أغلبهم بات مصاباً بأمراض حساسية مزمنة فى الصدر، فهم مع عزبة سكان شكرى المقابلة للمصنع المتضررين بشكل رئيسى من المصنع بجميع وحداته، وكما يؤكدون فأغلبهم مصاب بحساسية على الصدر، والتهابات مزمنة.
على مدخل العزبة وقف منصور عياد يتذكر اليوم الذى حدث فيه تسرب من إحدى وحدات غاز حمض الكبريتيك وتسببت فى حالات اختناق لأكثر من 90 فردا.. يقول «كنا نصلى بمسجد العزبة وإذا بالرائحة تزكم أنفونا لدرجة تشعرنا بالاختناق لقلة وجود الأكسجين ووقع على إثرها عدد كبير من الرجال كبار السن مغشيا عليهم، فأبلغنا سيارات الإسعاف التى نقلت أكثر من 90 مصابا فى الحال».
وأضاف «منصور»: الشجر الموجود بالقرية أغلبه ميت بسبب السماد، فما بالك بالبشر الذين يعيشون هنا، ويشير إلى صغيره المصاب بحساسية على الصدر وعمره لم يتعد السنوات الثلاث، إضافة إلى أنه مصاب شخصيا بحساسية مزمنة على الصدر.
أحمد سيد مراد، يسكن بالقرية منذ ما يزيد على ثلاثين عاما ويقول: الأرض التى نسكن بها أملاك دولة، ما خلفها هو نطاق الشركة والحيز الخاص بها وتلقى الشركة بعدد من مخلفاتها حولنا، إضافة إلى الانبعاثات التى تخرج منها، وتراها بسهولة بجوار المصنع مثل الملقى حول المصنع والذى يصدر عن حرقه روائح كريهة، وقام أهالى العزبة وفقا ل«مراد» بردم الأراضى المليئة بالكبريت بالرمال.
الطريق إلى المستشفى والمدرسة والمخبز ملاصق للمصنع مباشرة وعليك أثناء سيرك أن تستنشق روائحه بمجرد وقوفك لما يقوله خالد محمد أحد سكان عزبة مراد وهو شاب عشرينى «المصنع ينتج فوسفات وسوبر ووحدة حامض الكبريتيك التى تخرج انبعاثات على سكان القرية مباشرة»، حيث يوجد مخزن به حمض كبريتيك ملاصق لقريتهم وينفث سمومه عليهم.
وبعد خروج الطلاب من المدرسة ردد مجموعة منهم «العزبة تريد المصنع يمشى بعيد» فى رفض لوجوده، حيث يصيبهم باختناقات يومية، وأغلبهم مصاب بالحساسية ويعانى من التهاب مزمن بسبب استنشاقه الهواء الملوث المحيط بالمصنع.
«أمل» الطالبة بالصف الرابع الابتدائى تقول «المصنع يصيبنا باختناقات يومية وأشعر بسعال شديد طوال الوقت، وأحيانا رغبة فى القىء مع صعوبة فى التنفس ويقوم والدى بعرضى على طبيب متخصص من فترة لأخرى لإجراء الكشوف الطبية»، وأيد بقية الأطفال كلام أمل وأجمعوا على رفضهم لوجود المصنع الذى يسبب لهم اختناقات يومية ويعانون بسببه من الأمراض التى ربما كان أقلها حساسية مزمنة.
من الأطفال إلى عم سيد حشيش، أحد أقدم سكان القرية الذى يعانى من حساسية على الصدر مع أبنائه، يقول «الدخانة بتيجى تخنقنا»ويشير إلى أحد أبنائه يهز شجرة من المحيطين بمسجد القرية، ويكمل «نروح فين من تلوث المصنع المحيط بنا فى كل مكان».
ويستطرد عم سيد وهو يجمع أنفاسه «أعانى من حساسية بالصدر منذ ثلاث السنوات، وأوصانى الطبيب بالتواجد فى جو صحى ونقى، ولا أستطيع القيام بذلك فى وجود المصنع».. والتقرير الطبى ل«حشيش» يبين إصابته بحساسية وربو مزمن وضعف متزايد فى قوة الإبصار ووجود مياه بيضاء على العين اليسرى ويحتاج إلى مكان نقى وجو صحى وزرع عدسة.
وأضاف حشيش: ابنى كان يعمل بالمصنع رغم أخطاره وبعد ثلاث سنوات فصلته الإدارة كعقاب جماعى لأهل القرية بعد طلبهم للنجدة.. شكاوى حشيش للمسؤولين لم تنته كما يؤكد «قدمنا شكاوى لرئيس الوزراء والمحافظ ووزارة البيئة، ولم نتلق أى رد منهم حتى الآن، إضافة إلى أن الفترة التى يقوم فيها المصنع بإجراء تجديدات من الصعب أن تمشى فى المكان بسبب الرائحة الموجودة فيه».
وينفى حشيش حصولهم على أوراق طبيبة تثبت تعرضهم لاختناقات من المستشفيات القريبة فيقول «المستشفيات المجاورة ترفض كتابة تقارير عن الحالة الطبية للمواطنين إذا تعرضوا لاختناق «ويتذكر اليوم الذى تعرض فيه أغلبهم لاختناقات بفعل تسرب غاز من المصنع.. أصيب حوالى 90 شخصا بعدها بالاختناق وفقا لرواية الأهالى، قائلا: يوم الاختناقات جريت على الجامع ألحق الناس، ووقف المصنع وقتها وعاد لعمله مرة أخرى».
من على منزل سعيد أحد سكان القرية الذى يلاصق المصنع يشير إلى كوم الجبس الزراعى الواقع على بعد نحو نصف كيلو متر على ارتفاع نحو 30 مترا بمساحة أربعين فدانا، مضيفا: كان يوجد كومة مثله من المنتج النهائى من السوبر بجوار العزبة، ويبقى دائما المخزن مكشوفا دون أى أغطية، إضافة إلى وجود موقعه بحرى العزبة، وهو ما يعنى أن الهواء القادم إلى العزبة يأتى محملا بالسماد السوبر.
مخازن المصنع المكشوفة لا تتوقف عند حد السوبر والجبس إلا أن مخزن الفوسفات يبقى خلف السوبر مميزا عنه بلونه الأصفر، وارتفاعه، حيث يكون منتجا خاما ويتواجد على مساحة تصل لنحو 20 فدانا.ويضيف: «عانى العديد من أبناء العزبة العاملين بالمصنع من حساسية الصدر، وما ينتج عنها من التهابات أفقدتهم وظائفهم بسبب إرهاقهم البدنى وضعف إنتاجيتهم بسبب مرضهم الدائم».
بداخل منزل «سعيد» أعلى الرف كومة من بخاخات الصدر والحساسية و«نقط» معالجة للجيوب الأنفية التى التهبت من فترة طويلة، وكومة من الأدوية هى لأطفال سعيد وليست لصاحب صيدلية، سعيد الذى يريد إثبات تغلغل التراب والأبخرة والانبعاثات إلى منزله ينحنى للأسفل متلمسا أرضية غرفته لتخرج يده باللون الرمادى.
ويكمل سيد: نعلم أن المصنع لن يغلق ولن ينتقل إلى الصحراء كما نحلم لكننا نطالب جميع الجهات المعنية بتشكيل لجنة طبية محايدة لحصر أضرار الأهالى وتقدير تعويضات لذويهم لتكون عونا لنا على استكمال علاجنا بعد أن فقدنا أعمالنا وأرضنا، متهما إدارة المصنع بإزهاق أرواح البسطاء، لإجبارهم على بيع أرضهم بأبخس الأثمان، ما يجعلهم مهددين بالموت، أو التهجير.
ويكمل سعيد: المفارقة تكمن فى رفض مسؤولى وأطباء مستشفى الخانكة المركزى إعداد أى تقارير طبية تدين المصنع، ما يعنى لجوؤنا إلى المستشفيات والعيادات الخاصة وفى ذلك تكلفة إضافية، مشيراً إلى أن مسؤولى مصنع الأسمدة اجتمعوا بالأهالى والمزارعين فى أعقاب كل كارثة ووعدونا بإزالة أسباب الشكاوى وتعويض المزارعين عما لحق بهم من أضرار، إلا أن هذا لم يحدث، فإدارة المصنع تتبع معنا أسلوب «ورينا هتقدر توصل لحد إيه».
«على الرغم من أن النبى وصى على سابع جار وإحنا ف عزبة مراد أول جار، مفيش مسؤول من المصنع جالنا بعد الحادثة الأخيرة ولا فى شعرة منهم اتهزت»، هكذا قال سليم سلامة من أهالى العزبة المنكوبة «مراد» كما يحب أن يسميها.
وأضاف «سليم»: مشوار الدكتور بيتكلف 60 جنيه كشف و45 جنيه تكاليف جلسة التنفس الواحدة، موضحا: لدى 7 أطفال تتفاوت إصاباتهم بين الحساسية والربو والالتهابات فى الجهاز التنفسى، ما أجبرنى على شراء جهاز تنفس صناعى، مضيفا: فى الأزمة الأخيرة حينما اتصلنا بسيارات الإسعاف أصيب المسعفون أنفسهم بحالة اختناق بسبب كثرة الغازات التى تسربت جراء ما أصاب الوحدة السابعة بالمصنع.
وتابع: المصنع منذ خصخصته فى 2007 تزايدت أبخرته السامة وأتربته، على الرغم من أنه عندما أقدمت الحكومة على خطوة بيعه اشترطت وزارة البيئة فى عقد البيع أن يوضع جدول زمنى لتوفيق أوضاعها البيئية ينتهى فى 2010، إلا أن الشركة تتجاهل ذلك، ولم تنته من توفيق أوضاعها البيئية حتى الآن، كما منعت إدارته رشاشات المياه التى تقلل من تطاير الأتربة، وأوقفوها تماما
وأضاف أنه على الرغم من إرسال الأهالى عدداً من الشكاوى للمسؤولين فى وزارات الصناعة والزراعة والبيئة ومجلس الوزراء، فإن إدارة الشركة تتفنن فى التلاعب بلجان المتابعة، مكملا: كانت تلك الأراضى الزراعية فى السابق تنتج قمحا وذرة لكنها الآن صارت إلى ما تراها عليه مات فيها كل الزرع، النبات الوحيد الذى يستطيع تحمل تلوث مصنع السماد هو التين الشوكى بحسب ما يقوله سلامة.
من أمام زراعات التين الشوكى المقابلة للمصنع ترى خط صرف مصنع شركة أبوزعبل للأسمدة هو يصب مخلفات مراحله الإنتاجية داخل ترعة الإسماعيلية.
مسؤولو مصنع أبوزعبل: أهالى العزبة يبتزوننا
من جانبه قال نبيل خليل، مدير العلاقات العامة بشركة أبوزعبل للأسمدة، إن ما يردده أهالى العزب المجاورة بخصوص نشر المصنع التلوث هو نوع من الابتزاز لتعيين أبنائهم فى المصنع.
وأضاف خليل فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن الأهالى هم من أتوا ليسكنوا بجوار المصنع الذى أنشأته الدولة منذ عام 1948، موضحا أن الانبعاثات الصادرة عن المصنع تأتى فى إطار الحدود المسموح بها، والتى أقرتها وزارة البيئة ووافقت عليها.
ونفى خليل ما يردده أهالى العزبة من أن الشركة فصلت عددا من العاملين مؤخرا، مؤكدا أنهم عمالة مؤقتة معينون بواسطة أحد المقاولين، كما أنهم أنهوا فترة عملهم بالمصنع.
وقال سيد بطنين، رئيس اللجنة النقابية للعمال بالشركة، إن العمال يقومون بدورهم فى إطار الحدود المسموح بها، ولم يتعرض أى منهم لأضرار صحية بسبب تواجدهم فى المصنع، كما أن الشركة لم تفصل أيا منهم.
وأوضح بطنين أنه بعد خصخصة الشركة زادت درجة الالتزام البيئى لدى المصنع لتوفيق أوضاعه مع البيئة المحيطة، حتى وصلت درجة الانبعاثات عامى 2013 و2014 إلى الزيرو، وهذا لأن رئيس الشركة هو رئيس لجنة الالتزام البيئى، كما أن الدوريات اليومية تؤكد عدم وجود مخالفة واحدة فى المصنع أو تؤثر سلبا على المكان.
المهندس يسرى سليم، رئيس قطاع البيئة والسلامة والصحة المهنية بمصنع أبوزعبل للأسمدة، قال: توجد لدينا نحو 13 مدخنة تم توصيل 7 منها على شبكة الرصد الذاتى التابعة لوزارة البيئة، ما يعنى أننا مراقبون على مدار ال 24 ساعة مضيفا: يتبقى لدينا 6 مداخن لم يتم ربطها إلى الآن، وبالتالى الأوضاع المزعجة التى تسبب فيها مصنع أبوزعبل انتهت.
وعن يوم التسريب قال سليم: لم يتجاوز تسرب غازات ثانى وثالث أكسيد الكبريت المستخدمة فى إنتاج حامض الكبريتيك إلا عدة دقائق تمكنا بعدها من إيقاف المصنع، ولم يصب أى عامل جراء التسريب، واصفا ما يحدث بالفوضى الإعلامية التى تريد النيل من المصنع رغم أنه من القلاع الصناعية العملاقة فى مصر.
الدكتور جمال الصعيدى رئيس الإدارة المركزية لقطاع الفروع بجهاز شؤون البيئة، قال إن مصنع أبوزعبل للأسمدة توقف عن العمل بعد حادثة انبعاث غاز ثانى أكسيد الكبريت، كما أن الوحدة «7» التى حدث بها الانبعاث مغلقة الآن، والمصنع فى حالة صيانة حتى توفيق أوضاعه بيئيا بما يتناسب مع وجوده بالمنطقة.
وأضاف الصعيدى فى تصريحات ل«اليوم السابع» أنه من الصعب نقل المصنع الآن لأن عمره يزيد على خمسين عاما، ومن المقرر توفيق أوضاعه بيئيا والتحكم فى الانبعاثات ودرجة المراقبة، لافتا إلى أن نقل المصنع تحكمه ظروف اجتماعية، وأكد أن التسرب حدث نتيجة ثقب فى أحد المحولات بالوحدة رقم «7» وبدأت معالجته مع صيانة كاملة للمصنع الآن.
ورغم إنكار الشركة حدوث أى حالات اختناق أكد الصعيدى أن الوحدة المحلية بالمنطقة أكدت الاختناق بسبب الانبعاثات، مشيرا إلى أن كون الدكتور شريف الجبالى، رئيس لجنة الالتزام البيئى، هو المسؤول عن إدارة المصنع أمر زاد من درجة الالتزام البيئى للمصنع لأنه واع بدرجة كافية بضرورة تطبيق المعايير البيئية السليمة، بما يتوافق مع الكتلة السكنية المحيطة بالمصنع، مضيفا: تم تحويل مسؤولى المصنع إلى التحقيق بعد الحادث، والقضية الآن فى النيابة، والمصنع سيعود للعمل منتصف يناير القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.