قالت الجبهة الوسطية إن بعض الأصوات النشاز تتعالى فى الآونة الأخيرة بالهجوم على الأزهر الشريف، وتسعى بشكل حثيث إلى استئصال جذوره واقتلاعها، والألسنة الحداد تنبرى كل يوم لتطول رموزه، وشيوخه وطلابه، ومناهجه، وخطابه الدينى، وكل شىء فيه، وهذا الأمر إن دل على شىء فإنما يدل على أن هناك خطةً محكمةً مدبرةً من قبل أعداء مصر فى الداخل والخارج- فى إطار هدم كل الثوابت والقيم للقضاء على الأزهر الشريف راعى الوسطية، والاعتدال اللذان هما جوهر ديننا الحنيف. وتساءلت الجبهة فى بيان لها "لماذا التطاول على الأزهر، وعلى علمائه، وعلى رموزه، فى هذا التوقيت والعالم الإسلامى يعانى من فتنتى التواجد الطائفى الشيعى فى المنطقة، وإرهاب أهل الغلو والتطرف من جهة أخرى؟". وتابعت الجبهة "وصل الأمر إلى حد التطاول على جريدة اللواء الإسلامى وعلى رئيس تحريرها عبد المعطى عمران واتهام كل من يواجه المذهبية والخروج على ثوابت الدين بالانتماء إلى جماعة الإخوان حتى وصل الأمر إلى اتهام مكتب شيخ الأزهر بوجود عناصر من داعش فيه". وأوضحت الجبهة أن التطاول على الرموز الدنية والذى وصل فى بعض الأحيان إلى حد التهكم على الشيوخ، والنيل منهم، يصب فى صالح أعداء الوطن من أهل الغلو والتطرف ودعاة المذهبية المقيتة والذين ينتشرون فى الآونة الأخيرة ويطالون أصول أهل السنة والجماعة بالطعن والتشكيك فى مقدساتها . وأشارت إلى أن هؤلاء سواء الأزهر أخذ موقفا متسامحا، مثل ترك الحكم على التعامل مع مجلس الحكم فى العراق لعلماء العراق وعدم تكفير داعش، أو متشددا كما فعل عندما رفض إجازة قتل الرحمة، أى ترك المريض الميئوس منه يموت، لا يثنى عزيمة بعض الإعلاميين من انتقاده علانية وتعمد الإساءة اليه. وتابعت "لم يكن عدم تكفير الأزهر لداعش إلا عن فهم عميق لأصول منهج علماء المسلمين بعدم تكفير المسلمين مهما بلغت المعاصى والذنوب عنان السماء، ولمبدأ آخر وهو خبرة الجامع والجامعة فى عدم مبادلة أهل الغلو والتطرف نفس المعايير فى الحكم والنظر على الأشياء؟". ودعت الجبهة الوسطية كل الكتاب وكل الشرفاء فى هذا الوطن، وكل المخلصين من أبنائه، إلى أن يضعوا الأمور فى نصابها الصحيح، وألا يسيروا خلف كل ناعق، وأن يتعاملوا مع الأمور بموضوعية، فليست هناك عصا سحرية، تتحول بها الأمور من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ولكن الإصلاح الحقيقى يحتاج إلى جهد، ووقت، وصبر، وجلد، وأن يعتبروا أن الأزهر منارة جامعا وجامعة والنيل منه يعد تشويها لقيم مصر الحضارية وهزا لثوابت الوطن فى نفوس النشء من الجيل الجديد.