سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الملاهى مقابر والعشوائيات سرايات".. فى مصر المحروسة مفيش حاجة بتفضل على حالها.. مقابر الغفير والمجاورين كانت ساحات لترفيه الأمراء.. وجاردن سيتى والزمالك برك.. والموسكى والحلمية مقر الباشوات
سبحان من له الدوام " مقولة تنطبق على كل شىء فى حياتنا فسنة الحياة هى التغيير وأن تتبدل الأشياء وهو ما ينطبق أيضا على الأماكن. فهناك العديد من الأماكن والمناطق فى مصر تغير حالها من الشىء إلى نقيضه، فنجد مناطق كانت راقية قديما وأصبحت الآن فقيرة أو العكس،أعشاش وبرك ومقابر كانت مناطق للصفوة وأصبحت كعزيز قوم ذل أو العكس. وبمرور الزمن والحروب والأحداث على مصر تأثرت طبيعة هذه الأماكن كما أثرت على الشعب المصرى كله فى ثقافته وحضارته وذلك ما يجسد مقولة دوام الحال من المحال.. وفيما يلى نعرض أهم المناطق التى طرأ عليها تغيرات حسبما جاء بكتاب "القاهرة شوارع وحكايات "لحمدى أبو خليل": مقابر الغفير والمجاورين: يمر الكثير منا على طريق صلاح سالم ليرى على جانبى الطريق عالما غامضا يثير فى نفسك الخوف والرهبة من هذا المكان، ولا يعرف الكثير منا أن هذا المكان قديما كان مكانا عامرا بالسكان، وليس ذلك قط فكانت تقام به حفلات وليال طرب للملوك والرؤساء وكبار رجال الدولة كما كان يقام أيضا به سباق للخيول بدأ استخدامه كمقابر فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكان خاصا بمقابر الأمراء والملوك فقط. الأزبكية: أحد أهم الأماكن التى توجد بها الموسوعات والكتب وكثيرا ما يتردد عليها كبار المثقفين وطالبى العلم والمعرفة لشراء الكتب من "سور الأزبكية "الشهير الذى يحمل أقدم وأعرق الكتب التى قد لا تجدها غير هناك، ولكن ما يستغربه الكثير هو أن هذا الحى قديما كان من أهم الأحياء التى يمارس فيها الدعارة ومن أهمها منطقة وش البركة ودرب طياب، فقد كان ممارسة البغاء أمرا مباحا قديما فى مصر بل ومرخصا وكان البغاء أحد وسائل الترفية لعساكر الإنجليز وطالبى المتعة الحرام، فمن الدعارة للثقافة والكتب غير الزمان حال الأماكن. جاردن ستى: من أرقى أحياء مصر التى يسكنها كثير من المشاهير والفنانين الآن ولكن قد تغير رأيك إذا عرفت أن هذه المنطقة قديما كانت بركًا ومستنقعات للمياه وأماكن ضحلة حتى جاء السلطان الناصر محمد بن تاسع أحد سلاطين دولة المماليك وردم هذه المستنقعات وحولها إلى ميدان سمى باسم "الميدان الناصرى" وزرع به العديد من الأشجار والورود وحولها لمنتزه، حتى تطور لشكله الراقى الحالى ليسكن فيه أصحاب الطبقات الراقية. حى الزمالك: أحد الأحياء الراقية الموجودة فى القاهرة و يسكنه طبقات راقية من المجتمع، وبالنظر إلى تاريخ المكان وجد أن هذا الحى كان عششا وأكواخا خشبية ضعيفة، وفقيرة كان يقيم بها الصياديون ويتخذوه مأوى لهم كما كانوا يحتفظون بأدوات الصيد داخل هذه العشش، وأما فى عصر الخديوى إسماعيل اختلفت طبيعة هذا المكان حيث أصبح هذا الحى مكانا تقام به الاحتفالات والسهرات ومكانا للهو وكان يطلق على هذا الحى "حى حليمة" . حى الكيت كات: أحد أحياء القاهرة الشعبية التى يسكنها طبقات بسيطة وفقيرة الآن، وما يجهله الكثير هو أن هذا الحى قديما منذ أيام الحملة الفرنسية كان منطقة ترفيهية للفرنسيين وكبار رجال الدولة والأمراء وذلك لموقعها المتميز على ضفاف النيل ومنظرة البديع وكثرة الملاهى الليلية والمقاهى التى كان يروق للفرنسيين الجلوس بها ،ولعل اشهر تلك الملاهى الليلية ملهى يسمى "كيتى" ولعل اسم هذا الكازينو سبب تسمية هذه الحى ب"كيت كات". شارع عز العرب: وهو أحد شوارع قاهرة المعز ويقع بالقرب من حى السيدة زينب والمنيرة أحدى الأحياء الشعبية المزدحمة طوال الوقت والتى يسكنها طبقات بسيطة، فسبحان من له الدوام فقديما كان هذا الشارع يسير فيه الرؤساء والملوك الزائرين لمصر فقد كان فى هذا الشارع قصر البرديسى الذى كان يستقبل ضيوف مصر على المستوى الرسمى من ملوك ورؤساء وكان يطلق عليه "مسافر خانة"، كما شهد هذا الشارع أحداثا سياسية لم يشاهدها غيره من الشوارع، ففيه تم إعدام سليمان الحلبى الذى قتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية. حى الحلمية: أحد أحياء القاهرة الشعبية الآن التى يسكنها العديد من الحرفيون وأصحاب الأعمال البسيطة، وقديما كان يعتبر هذا الحى أحد الأحياء العريقة التى كان مقاما فيه سرايا وقصر عباس حلمى باشا، والتى ورثته عنه حفيدته أمنية هانم حيث كان يمر به بموكبه العظيم الحافل كما شهد هذا الحى العديد من الأحداث التاريخية. حى الموسكى : من أهم أحياء القاهرة الشعبية التى يسكن فيها طبقات الشعب البسيطة،أنشأ هذا الحى فى عهد الخديوى إسماعيل تأثرا بالمعمار الأوربية والفرنسية وسمى هذا الشارع بهذا الاسم نسبة إلى الأمير عز الدين مؤسك أحد أقارب صلاح الدين الأيوبى وكان يوجد فى هذا الشارع العديد من المنشآت الأثرية الهامة. حى البساتين : أحد الأحياء التى تحمل زيادة سكانية عالية وأحد الأحياء الشعبية التى كانت قديما مكانا مختلفا تماما فى طبيعته وطبيعة سكانه وزواره فنراه الآن على وضعة المعروف الذى يحوى أهم المقابر التى دفن بها الكثير ،أما قديما فكان هذا المكان حقولا وبساتين أقامها أحد السلاطين العثمانيين فكان منطقة ريفية وزراعية يسكنها الفلاحون ثم أصبحت هذه الحقول تتقلص مساحتها وتزحف المبانى عليها، ولذلك سمى بالبساتين.