نظمت السفارة المصرية فى برلين، أمس، ورشة عمل عالية المستوى، باسم مجموعة السفراء الأفارقة فى برلين، تحت عنوان "معا ضد الإيبولا"، وشارك فيها ما يزيد عن 120 من قيادات وخبراء الحكومة الألمانية، يتقدمهم السفير فالتر ليندنر منسق الحكومة الألمانية الخاص لمكافحة الإيبولا، وممثلو وزارات الخارجية والصحة والتعاون الاقتصادى والدفاع الألمانية، وأعضاء ما يعرف ب"دائرة عمل الإيبولا" فى ألمانيا، فضلا عن ممثلى مؤسسات بحثية وطبية ومجتمع مدنى من بينهم مركز أبحاث روبرت كوخ، ومستشفى شاريتيه أكبر المستشفيات الألمانية، والشراكة الألمانية الصحية، ومؤسسة أفريكا فيراين أكبر المؤسسات غير الحكومية المعنية بالتعاون الاقتصادى بين ألمانيا والقارة الأفريقية، وعدد من المنظمات غير الحكومية العاملة فى غرب أفريقيا، وكذا عدد من ممثلى وسائل الإعلام الألمانية. على الجانب الأفريقى وجه مفوض الاتحاد الأفريقى للشئون الصحية والاجتماعية برسالة فيديو إلى المجتمعين، كما شارك سفراء وممثلو السفارات الأفريقية فى برلين، يتقدمهم عميد السلك الأفريقى فى ألمانيا سفير الجابون، ومكتب الجامعة العربية فى برلين، وممثلو بعض المنظمات غير الحكومية والإغاثة الأفريقية والخبراء الأفارقة. وقال السفير د.محمد حجازى "إن استضافة السفارة المصرية لهذا الحدث، وتنظيمها لها، يأتى فى إطار حرص مصر وتوجيه رئيس الجمهورية ووزير الخارجية على دعم الأشقاء الأفارقة فى مواجهة هذا الخطر على دول وشعوب القارة، وتسخير إمكانيات مصر لمساندتها ماديا وبشريا بحكم ما لها من خبرات وقاعدة علمية وطبية عريقة، مؤكداً على أن ما يترجم هذا التوجيه الواضح والالتزام الصريح بقضايا القارة ودعم أبنائها فى مواجهة الإيبولا، هو الدور الذى تقوم به الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والتى قدمت دعما ماديا وطبيا ملموسا، للدول الموبوءة الثلاث، ليبيريا وسيراليون وغينيا، تقدر قيمته بما يزيد عن 600 ألف جنيه مصرى، واستعداد مصر لإيفاد الكوادر الطبية المدربة لدعم القطاع الصحى فى هذه البلدان الشقيقة . وأوضح السفير د.محمد حجازى أن الورشة استهدفت بالأساس استعراض الوضع القائم بشأن انتشار الفيروس، والمهددات التى يشملها، مع استعراض الجهود الألمانية والأفريقية المختلفة لمكافحة الوباء، وبحث سبل التعاون المشترك مع الجانب الألمانى، لاسيما على صعيد التعاون الثلاثى وبناء القدرات الطبية الأفريقية، لافتاً إلى أن أحد أهم أهداف الورشة كذلك تمثل فى نشر الوعى لدى الجانب الألمانى والغربى عموما، بشأن حقيقة تهديد الفيروس، وتغيير الصور السلبية عن ارتباطه بالقارة، من خلال التأكيد على ضرورة مكافحة الفيروس كمهدد عالمى لا يقتصر على القارة الأفريقية، وعدم العمل على عزلها بدعوى الخوف من انتشار الوباء، لتأثير ذلك على حركة السياحة، والاستثمارات الوافدة، وغيرها من مجالات النشاط الاقتصادى فى أفريقيا. وتضمنت ورشة العمل ثلاث جلسات، ناقشت أهدافها السابق الإشارة إليها، وانتهت بإعلان ختامى ألقته سفيرة رواندا نيابة عن السفراء الأفارقة، ثمنوا فيه الجهود الألمانية والأفريقية المبذولة لمكافحة الفيروس، ودعوا للبناء عليها والاستثمار فى القدرات الصحية والبنية التحتية الأفريقية، بالاستعانة بالخبرات الأفريقية وتعزيز برامج التعاون الثلاثى، بما يمكن الدول الأفريقية من استيعاب أية أزمات أو كوارث مستقبلية، وتفادى آثار تأخر رد الفعل تجاه أزمة الإيبولا، كما تضمن الإعلان الختامى إشارة إلى أهمية العمل على عزل الفيروس لا دول القارة، وتغيير الصورة السلبية التى ساهم الإعلام وردود الفعل المبالغ فيها فى تكريسها، لتحاشى التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المتشابكة المصاحبة للفيروس. وحمل الإعلان ختاما دعوة لإنشاء صندوق خيرى تحت رعاية مجلس السفراء الأفارقة، تخصص موارده لمساعدة ضحايا الفيروس، وبأن تكون ورشة العمل هذه حلقة أولى فى سلسلة من الفعاليات التى تعقدها مجموعة السفراء الأفارقة، وكذا الجهات الألمانية المعنية، لرفع الوعى بشأن الوباء، وسبل التعاون للقضاء عليه وعلى آثاره المختلفة. وحظى المؤتمر بحضور رفيع المستوى، ومشاركة سياسية وبرلمانية وإعلامية كبيرة، وسط تقدير من مختلف الأوساط لدور السفارة فى رعاية وتنظيم وتمويل هذا الحدث الأفريقى الهام، فى وسط العاصمة الألمانية برلين. السفير محمد حجازى يلقى كلمة الافتتاح عدد من حضور ورشة العمل سفير مصر ببرلين جانب من الورشة خبراء يبحثون مكافحة الإيبولا حضور مكثف