دعا الدكتور أبولبابة الطاهر، رئيس جامعة الزيتونة سابقًا، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى تحديد مفهوم الإرهاب وخطورته على السلم والأمن، كونه أخطر الظواهر وأسوأها فى الوقت الراهن. وقال الطاهر، فى كلمته بمؤتمر الأزهر، اليوم: «إن الإرهاب هو العُدوانُ الذى يُمارسُهُ أفرادٌ أو جَمَاعَاتٌ أو دُوَلٌ، بَغْيًا على الإنسانِ فى دِينِهِ ودَمِهِ وعِرْضِهِ وعَقْلِهِ ومَالِهِ ونَسْلِهِ، ويَشْمَلُ صُنُوفَ التخويفِ والأَذَى، والتّهديدِ والرُّعْبِ والتَّرْوِيعِ والقتلِ بِغَيْرِ حَقٍّ. وقال إن أولُ ظهورٍ للإرهابِ فى العالَمِ العربى كانَ على يَدِ العِصاباتِ الصِّهيونيَّةِ فى فِلَسطينَ المحتلَّةِ، معتبرا ًأنَّ لبروزِ الإرهابِ فى مجتمعٍ ما أسْبَابًا ودوافِعَ عديدةً، منها ما هو دينيٌّ، ومنها ما هو سياسى واقتصادى واجتماعى وغيرُها، مِثلُ الفقرِ والبَطالةِ والكَبْتِ والإقصاءِ، حيثُ يُمْنَعُ النّاسُ من التعبيرِ عن آرائِهِم، وحيثُ تَغِيبُ الدّيمقراطيّةُ ومبدأُ التدّاوُلِ السِّلْمِى على السُّلطةِ. كما رأى أنَّ مِنَ الأسبابِ ما هوَ خارجى كالتدخُّلِ الأجنبى فى شئونِ الوطنِ واستنزافِ خيراتِهِ وثَرَواتِهِ، وسعيِهِ لطَمسِ هُوِيَّتِهِ. وأرجع السببَ الرئيسَ لظهورِ الإرهابِ فى البلادِ العربيّةِ والإسلاميّةِ إلى ما يحدث فى فلسطين من طَردِ وقتل وتشريد للأهالى، مقدما وصفة علاجية تقضى على الإرهاب منها ما ينبغى أن يكونَ عِلاجًا مُركّبًا يقومُ على عناصرَ عديدةٍ تَوْعَوِيّةٍ، وحواراتٍ فكريّةٍ وتنمويّةٍ اقتصاديّةٍ، ومشاركةٍ فى الحياةِ السياسيّةِ متبنيا خلال ورقته فكره مفادها أنَّ مَن يعملُ فى نطاقِ القانونِ والدّستورِ، ويُؤْمِنُ بالدّيمقراطيّة، ويلتزمُ بنتائجِ ما تُفْرِزُهُ صناديقُ الاِقْتِرَاعِ، ويُؤمنُ بالتداوُلِ السِّلْمِى على الحُكمِ، فهذا لا يجوز بحال وَصْمُهُ بالإرهابىّ، واعتبر أيضًا أنَّ مَن يَقْبَلُ بالتعدُّدِيَّةِ الحزبيّةِ وبحُرِّيَّةِ العملِ السياسى والاجتماعى وبمُنَاوَأَةِ الاستبدادِ، والإقصاءِ، لا يكون إرهابيًّا. وأكد أيضًا أن مِن أهمِّ علاجاتِ الإرهابِ نشرُ الحرّيةِ والدّيمقراطيّةِ، وتحسينِ الوضعِ الاقتصاديِّ، ومقاومةِ الحرمانِ والبَطالةِ، والقضاءِ على أسبابِ القهرِ الاجتماعىِّ، وتوفيرِ تكافؤِ الفرصِ، ومكافحةِ الفسادِ الإدارى، ومنعِ الرّشوةِ والمحسوبيّةِ والسَّرقةِ، ومعاقبةِ المُفسدين، ومحاسبةِ ناهبى المالِ العامِّ.