أصبحت البطالة كابوسًا يؤرق الشباب وشغلهم الشاغل حتى أثناء سنوات الدراسة، لذلك فضلن "إيمان، وأسماء وأمل شديد" أن يتخذن مسارًا مختلفًا، ليبدأن بدون مقر، ولا رأس مال تقريبًا ولا أى خلفية تجارية رحلتهن لخلق فرصة العمل المناسبة لهن من غرفتهن الصغيرة. "إيمان، وأسماء وأمل شديد" بدأن قبل 5 سنوات مشروعهن الخاص من خلال الإنترنت، الذى بدأ كفكرة حل خطر ببال الصغرى "إيمان" لشغل وقت أختها الكبرى التى تهوى الأشغال اليدوية، وفى الوقت نفسه رفض زوجها خروجها للعمل، لتنشئ لها سوقًا افتراضيًا على "فيس بوك" لبيع المشغولات اليدوية البسيطة التى تنتجها. وتقول إيمان ل"اليوم السابع": "أختى كانت زهقانة جدًا من قعدة البيت ففكرت أعملها جروب تبيع من خلاله المشغولات اليدوية اللى بتعملها، وكل ما تعمل حاجة نصورها وننزلها على فيس بوك، لكن لأن مش كل الناس بتفهم قيمة المشغولات اليدوية، وتقدر سعرها ما كانش فى إقبال كبير، ففكرت إنى أشغله بحاجات تانية وبدأت فعلاً اشتغل فى الذهب الصينى". "الذهب الصينى" لم يكن التطور الوحيد الذى طرأ على المشروع الذى تبنته الفتيات الثلاث، حيث جاء دور "أسماء" الشقيقة الثالثة المتخصصة فى التربية الخاصة وتقول "القسم الثالث من الجروب عن الألعاب التعليمية وبالأخص للحالات الخاصة، وهو مسئوليتى لأنى عاملة دبلومة تربية خاصة وشغالة فى قسم دمج، وبكدة كل واحدة فينا بتشتغل فى المجال اللى بتحبه وتهتم بيه". 5 سنوات من العمل على المشروع لم يدر عليهن مكاسب مادية تكفى "إيمان" للاستقلال بنفسها ماديًا وتغطية مصروفات تعليمها، كما تقول، ولكنه أيضًا شكّل فارقًا فى شخصية كل منهن، فتقول "إيمان": "بقيت بفكر أكتر وبشغل دماغى، وبعتمد على نفسى جدًا فى كل حاجة، قبل كدة كنت حتى المحاضرات استنى أصحابى يكتبوها وأنا أصورها، وكمان الشغل دا خلانى عندى علاقات أكثر بين أصحابى والبنات اللى بتشترى منى، وكمان بقيت أعرف فى التسويق، وبدأت آخد كورسات أكتر فيه". وتضيف "أختى كمان بقت مبسوطة جدًا والموضوع بالنسبة لها أمل وحلم وغير حالتها النفسية، وكانت بتفكر تشترى ماكينة تطريز، واشترتها فعلاً من أمريكا وفى طريقها للوصول، وبنفكر نعمل محل بعد ما أخلص كلية". أما "أمل" صاحبة الموهبة التى كانت نواة هذا المشروع تقول "كل ما نبيع حاجة من الشغل ويعجب الناس بتزيد ثقتى فى نفسى وشغلى، ودا بيشجعنى أطور نفسى، وبالفعل اتطورت فى البداية كنت بعمل حاجات بسيطة جدًا زى علب المناديل، لكن دلوقتى الناس بتطلب منى حاجات أصعب وبنفذها". وتضيف "غير المكسب المادى بفرح جدًا لما الناس يوصلها الشغل وتشكرنى وتكون مبسوطة بيه، التقدير المعنوى بالنسبة لى بيفرق جدًا عن المادى"، أما عن أحلامها فتقول "بحلم يكون عندى ورشة للمشغولات اليدوية، ومحل للشغل بتاعى لأن فى ناس كتير بتحب تشوف الشغل على الطبيعة ونفسى ما نبقاش مضطرين نستورد حاجات من الصين، واحنا قادرين نعملها".