ناشدت وزارة الأوقاف الأحزاب والجماعات والجمعيات التى تسمى نفسها بمسميات توحى بخصوصية إسلامية كالجمعية الشرعية، وأنصار السنة، ودعوة الحق، وما شاكل ذلك أو شابهه، بإعادة النظر فى التسمية بما يعبر عن نشاطها الاجتماعى أو التنموى أو الحقوقى، أو السياسى بالنسبة للأحزاب السياسية، بعيدا عن الدلالات التى تحمل تمييزا شرعيا قد يسهم فى الفرقة لا فى الوحدة، وحتى لا تُحمل بعض أخطائنا سواء أكانت فردية أم جماعية على إسلامنا السمح العظيم، الذى لم يعد يحتمل أى أخطاء أخرى – بحسب بيان للوزارة اليوم. وقالت الوزارة تحت عنوان "بيان للناس"، إن ذلك يأتى لتدارس الظروف التى تمر بها منطقتنا العربية وما أصابها جراء الاستغلال السياسى للدين والمتاجرة به، ابتلينا به من مسميات: أنصار الشريعة، وجند الله، وأنصار بيت المقدس، والدولة الإسلامية فى الشام والعراق، مؤكدة أن جميع هؤلاء هم أعداء للشريعة، ولبيت المقدس، وجند للشيطان، أما تنظيم داعش الإرهابى، فلا هو دولة ولا هى إسلامية، وإنما ينبغى أن يقال تنظيم القاعدة الإرهابى بالشام والعراق، ونحو ذلك مما يطابق الواقع، لافتة إلى أنها مع دار الإفتاء أكدا مسبقا على عدم الوقوع فى شرك هذه المسميات، لأن بعض الشباب قد ينجذب إلى هذه الجماعات تحت خداع المسمى، ومن ثمة طالبت جميع وسائل الإعلام بمراعاة ذلك فى حديثها عن تلك التنظيمات الإرهابية. وقال بيان الأوقاف "لقد عانت مجتمعاتنا العربية والمسلمة من إقحام اسم الإسلام عنوة فى مجالات وتجارب هى قابلة للخطأ والصواب والفشل والنجاح، مما يجعل خطأها وفشلها محمولين على الإسلام حملا يبوء بإثمه من فعل ذلك عن غفلة أو متاجرة بالدين، والغفلة هنا كالمتاجرة فى المآلات والنتائج، حتى وجدنا كثيرًا من أصحاب الصناعات والتجارات يطلقون عليها صفات إسلامية تشعر بدين وأمانة صاحب السلعة، وقد يكون الواقع غير ذلك أو على النقيض منه، كمن يُطلق على محله مثلا اسم الأمانة ثم يغش الناس تحت خداع المسمى، وكما تجد من يستخدم النص القرآنى استخداما خاطئا يتنافى مع قدسية النص القرآنى وتنزيهه عن المتاجرة به أو استخدامه فى غير ما أُنزلَ له، كأن تجد حلاقا يكتب على واجهة صالون حلاقته "وجوه يومئذ ناعمة"، وبائعًا لشراب الشعير أو العرقسوس يكتب على وعاء مشروبه "وسقاهم ربهم شرابا طهورا"، أو محلا للعصير يعلق بعض الفواكه ويكتب فوقها "قطوفها دانية"، ناهيك عن عناوين: الصدق، والأمانة، والإسلام، والإيمان". ونوه البيان عن أنه من الأدهى والأمرّ ما تتخذه الجماعات الإرهابية والتكفيرية من مسميات خادعة للإيقاع بالغُفّل السُذّج أو أصحاب الحماس العاطفى من الجهلة بأحكام الشريعة وصحيح الدين فى براثنها الشريرة، موضحا أنه يكفينا شرفا أن نكون جميعًا مسلمين فحسب، بعيدًا عن أى مصطلحات توحى بالتمييز الدينى لبعض أفراد المجتمع على بعض، وكأن هذا شرعى وما سواه غير شرعى، أو هؤلاء أهل دعوة الحق وغيرهم أهل دعوة الباطل. وطالب بيان الأوقاف بتجنب إطلاق المصطلحات التى تعظم أشخاصًا وتضفى عليهم هالة من التمجيد الدينى بلا حق أو بلا مبرر، حيث كثُرت ألقاب: خليفة المسلمين، وأمير المؤمنين، والعالم الربانى، وإمام أهل السنة والجماعة، وحامى حمى الإسلام، وأخيرا ما يسمى باتحاد علماء الأزهر الأحرار، على رؤساء جماعات وجمعيات، افتئاتا على الله وعلى الناس – بحسب تأكيده. واستكمل "أضر ذلك بالخطاب الدينى، وشوه كثيرًا من صورة الإسلام فى الداخل والخارج، مما يتطلب مراجعة عاجلة وتصحيحا لما اختل من الأوضاع إن كنّا مازلنا نحرص على مرضاة ربنا، ومصلحة ديننا وأوطاننا، متمنيا ألا يكون هوى النفس أو المكابرة عائقا لهذا التصحيح". وزارة الأوقاف ترصد مخالفات غزوة رفع المصاحف.. مواطن يعتدى على إمام بالمطرية.. والعثور على قنبلة أمام مسجد بالغربية.. ومحاولات بالعمرانية للاستيلاء على المصاحف.. والوزارة تعاقب المخالفين بخصم 15 يومًا