العربى يحذر من خطورة الإرهاب على السياحة العربية.. ويدعو إلى التعاون فى مجال السلامة والأمن السياحى.. وزعزوع: السياحة المصرية بدأت تتعافى منذ الصيف الماضى.. والعراق تطالب بالتعاون لمكافحة تهريب الآثار

دعا الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى ضرورة التعاون المشترك بين الدول العربية فى مجال السلامة والأمن السياحى، ونبه إلى أن صناعة السياحة العربية تمر الآن بمنعطف خطير فى ظل ما تموج به المنطقة من أحداث سياسية وإرهاب تنامى وتكاثر وأصبح عابرا للحدود ويؤدى إلى زعزعة الاستقرار والأمن والأمان ويصيب السياحة العربية بمرض عضال قد لا تبرأ منه، ما لم نجابه جميعا هذا الإرهاب الغادر بسياسة موحدة تحيد عن الإضرار بسمعة السياحة أو المساس بالسائح .
وقال العربى فى كلمته اليوم الخميس، أمام الجلسة الافتتاحية للدورة ال17 لمجلس وزراء السياحة العرب بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة العراق، "يجب أن تكون لدينا رؤى وتعاون مشترك فى مجال السلامة والأمن السياحى"، مرحبا بالتعاون القائم والجاد بين الوزارات والهيئات المعنية بقطاع السياحة العربية والمنظمات والاتحادات العربية ذات العلاقة، منوها فى هذا الصدد بجهود مجلس وزراء الداخلية العرب على جهده الدؤوب بالتعاون مع المنظمة العربية للسياحة والأمانة العامة للجامعة لتفعيل منظومة السلامة والأمن السياحى فى المنطقة العربية".
وأضاف "العربى" "لقد عقدنا العزم فى جامعة الدول العربية على مواصلة التقدم والإصلاح والتحديث فى وطننا العربى، رغم ما يحيق بنا من أخطار ورغم ما يحاك لنا من مؤامرات ومكائد تعجز الشيطان نفسه عن تدبيرها، ولن نألوا جهدا حتى نصل إلى هدفنا المنشود بتحقيق التنمية المستدامة ووضع الأسس والمعايير للتطور الاقتصادى والاجتماعى المستمر وبلورة برامج وآليات عملية لتعزيز وتفعيل استراتيجية تنموية شاملة للعالم العربى".
ومن جانبه، دعا وزير السياحة والآثار العراقى عادل الشرشاب "رئيس الدورة الجديدة للمجلس" إلى وضع استراتيجية للأمن السياحى العربى خاصة بعد الأحداث التى تمر بها معظم الدول العربية وما تتعرض له العراق من إرهاب أسود استهدف حضارة وثقافة بلد يعد كنز السياحة التاريخية والدينية، وحذر الشرشاب من تنامى مخاطر الإرهاب الذى لا دين له ولا وطن داعيا إلى تعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين الدول العربية لتحقيق أكبر قدر ممكن من التعاون الأمنى العربى المشترك، كما اقترح فى هذا الإطار إقامة مؤتمر دورى للأمن السياحى على أن يكون ذلك بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وشدد على ضرورة تعزيز التعاون العربى المشترك فى مجال السياحة من خلال إنشاء موقع الترونى موحد لتسويق المنتج السياحى العربى ومعالمه التاريخية والحضارية والدينية، وطالب بضرورة دعم القطاع الخاص من خلال تشجيع قطاع السياحة والسفر على تنظيم برامج سياحية مشتركة لجذب السياح للبلدان العربية.
وأكد الشرشاب أهمية التعاون لمكافحة تهريب الآثار والعمل على استرجاع الآثار المسروقة وزيادة معدلات السياحة البينية العربية، والعمل على تسهيل السفر ومنح التأشيرات لتحفيز النمو الاقتصادى وزيادة فرص التعاون العربى المشترك فى مجال السياحة، واستعرض الشرشاب جهود بلاده للنهوض بقطاع السياحة حيث اعتمدت مشروع "النافذة الواحدة" لمنح سمات الدخول للمجاميع السياحية الوافدة للعراق، كما أشار إلى أن وزارة السياحة العراقية بصدد وضع استراتيجية وإدخال معايير للتنمية المستدامة لإنعاش وتطوير الأهوار فى جنوب العراق، ويتم الترتيب لإقامة المهرجان الدولى الأول تحت عنوان "السياحة المستدامة والاستثمار لأهوار العراق" فى محافظة "ذى قار" خلال الربع الأول من عام 2015.
ومن جانبه، أكد الوكيل المساعد للسياحة فى وزارة الثقافة والسياحة البحرينية خالد آل محمود آل خليفة، والتى ترأست بلاده الدورة السابقة للمجلس، أن البحرين قامت أثناء رئاستها للدورة العادية السادسة عشرة للمجلس الوزارى العربى للسياحة، بمتابعة وتنفيذ قرارات الدورة وبنودها المقررة من قبل المجلس، مع الجهات المكلفة، موضحاً أنه فيما يخص الحفاظ على التراث العمرانى والذى أوكلت متابعته لمملكة البحرين أثناء الدورة السابقة للمجلس التى أقيمت فى المنامة، فكانت استراتيجيته إيجاد آلية لإدارة العمران داخل المدن القديمة، والتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجى فى إيجاد ميثاق للحفاظ العمرانى، وإنشاء المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى للحفاظ على هذا التراث.
ومن ناحيته، أكد وزير السياحة هشام زعزوع رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء السياحة العرب، أهمية تضافر الجهود للنهوض بالسياحة العربية البينية ومواجهة التحديات فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة العربية، موضحا أنه رغم هذه الظروف فإن السياحة المصرية بدأت تستعيد عافيتها منذ الصيف الماضى وتخطو نحو التعافى الكامل الذى نتطلع إليه قبل نهاية 2015.
وأشار إلى أن مصر تعمل من خلال رئاستها للمكتب التنفيذى للمجلس على متابعة تفعيل الاستراتيجية العربية للسياحة وذلك فى ظل تكليفها من قبل المجلس الوزارى والمنظمة العربية للسياحة، موضحا أنه تم التوصل إلى وثيقة تتضمن مرئيات وتوصيات قابلة للتنفيذ للنهوض بالسياحة العربية البينية .