علقت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أشهر الصحف الروسية فى موسكو وأوسعها انتشارا، على الزيارة التى قام بها أمس الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أوروبا، حيث سيلتقى مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى، مشيرة إلى أن هذه الزيارة لن تؤثر على العلاقات بين موسكووالقاهرة. وأوضحت الصحيفة الروسية، أن هذه هى الزيارة الرسمية الأولى للزعيم المصرى فى أوروبا بعد ثورة 30 يونيو التى قامت بتعقيد العلاقات بين مصر والغرب، موضحة أنه الآن بعد النفوذ المتزايد للجماعات الإرهابية فى شمال أفريقيا أجبرت الأوروبيين على إغلاق عيونهم وعدم النظر لطبيعة النظام المصرى الجديد، وبعد فترة وجيزة من عزلة القاهرة عادت مرة أخرى باعتبارها الضامن للأمن فى المنطقة، ومعها - الاعتراف والاستثمار الدولى. وأضافت الصحيفة الروسية أن مكافحة التهديد المتنامى للإرهاب ونفوذ داعش فى شمال إفريقيا سيكون الموضوع الرئيسى للمحادثات بين الرئيس المصرى، نظيره الفرنسى فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى. وأوضحت الصحيفة الروسية أن الرئيس السيسى ذهب فى جولته الأوروبية على خلفية القتال العنيف فى شبه جزيرة سيناء بين الجيش وجماعة "أنصار بيت المقدس"، التى حلفت يمين الولاء لداعش، التى تتحكم بالفعل فى مناطق عديدة من العراق وسوريا وليبيا. وفى نفس السياق، يقول الخبراء إن فترة البرود بين مصر والدول الغربية قد انتهت لأن الغرب يفهم جيدا قيمة القاهرة للأمن الإقليمى وعدم الاستقرار فى شمال إفريقيا يهدد جنوب أوروبا وهذه البلدان على استعداد لمساعدة مصر بنشاط. وقالت جين كينينمونت، الخبيرة فى مركز أبحاث تشاتام هاوس، إن أوروبا لا يمكن أن تخسر مصر خصوصا أن القاهرة قد أعلنت بوضوح أن لديها حلفاء آخرين - مثل دول الخليج وروسيا. وأكدت الصحيفة الروسية، أنه وفقا للخبراء، فإن تعزيز العلاقات بين القاهرة والغرب لن يؤثر على العلاقات بين القاهرةوموسكو، لأن موسكو تلعب دورا رئيسيا فى بيع الأسلحة ليس فقط القاهرة، ولكن أيضا إلى الجزائر وفى إيطاليا وفرنسا.