تمر مصر بفترة من أهم وأخطر الفترات فى تاريخها ولا سيما أنها تواجه حربا شرسة سواء كانت إعلامية تحريضية نفسية الهدف منها تحطيم الروح المعنوية وزعزعة الإيمان بالهدف المنشود والتشكيك فى القيادات المسئولة وبث الفرقة بين صفوف المجتمع وزرع اليأس وروح الاستسلام فى النفوس، وإضعاف الجبهة الداخلية وإحداث الثغرات فيها ليتمكن القائمين عليها من تدمير المجتمع المصرى وهدم الدولة، أو حروب مسلحة مع جماعات إرهابية إماعلى الحدود فى سيناء عبر مواجهات مع قوات الجيش والشرطة هناك أو داخل الدولة من خلال تفجير عبوات بدائية الصنع أو قنابل يدوية أو مناوشات مع الامن من خلال مجموعة مأجورة ترعاها أجهزة مخابراتية دولية. ولكن علينا جميعا أن نقف بجوار القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة المصرية لمواجهة هذا الإرهاب الذى يريد تدمير مصر بعدما استعادت عافيتها وبدأت تنهض من جديد بعد الزلزال المدمر (الربيع العربى) الذى عصف بالمنطقة العربية ودمر دولا بأكملها يعيش مواطنيها اليوم داخل خيام على حدود الدول المختلفة بعد أن كانوا يتملكون أوطانهم. نعم أعلم سيادتك أن الحرب على الإرهاب شرسة وطويلة وأنها ليست مباراة كرة قدم ستنتهى خلال دقائق معدودة سيخرج منتصر ومهزوم ولكنها حرب طويلة الأمد ستأكل أرواح المخلصين من أبنائها ويستهلك فيها الزاد والعتاد. ولكن سيدى الرئيس هناك حرب أخرى تواجهها مصر ربما تعادل الحرب على الإرهاب إن لم تكن تكلفتها أعلى من محاربة الإرهاب ألا وهى (الفساد) ليست فقط من الناحية المادية وإنما أيضا من الناحية الثقافية والاجتماعية والسياسية فهى تؤثر على الحاضر الذى نعيشه والمستقبل الذى تؤسس له فى ظل سياسة الفساد السابقة، وربما تزداد خطورته إذا أصاب مؤسسات الدولة المختلفة وأنتقل من فساد الأفراد إلى فساد المؤسسات من خلال الاستغلال السىء للسلطة وتوظفيها فى خدمة المصالح الشخصية بدلا من المصلحة العامة للدولة لموظفى الدولة المختلفين بما يتعارض مع الدستور والقانون والذى يؤدى إلى التأثير بدوره المباشر على المجتمع وهذا أخطر أنواع الفساد هذا من حيث الفساد الإدارى، ومن ناحية الفساد المالى من خلال نهب الاموال العامة للدولة والتهرب الضريبى مما يترتب عليه حرمان خزينة الدولة الكثير من الأموال وبالتالى زيادة الفقر والبطالة وضياع لإستثمارات سواء كانت أجنبيه أو محلية بسبب هذا الفساد المقصود الناتج عن ضعف القوانين وكثرة الثغرات بها والتى تمكن الفاسدين من تهريب أموال الدولة إلى الخارج بدلا من الإستفادة منها فى بناء المشاريع التنموية الكبيرة التى تهدف إلى تقدم وخدمة المجتمع وبالتالى هدم المجتمع. وأعتقد أن من يقرأ كلماتى الآن سيهاجمنى بأن الحرب على الإرهاب أهم من الحرب على الفساد فى هذه الفترة ولكن سأقول له عفوا العلاقة وطيدة بين الإرهاب والفساد فكلاهما يهدف إلى التعدى على القوانين والحريات التى يمنحها الدستور للأفراد ومن ثم زعزة إستقرار وسلامة المواطن ومن ثم الدولة والمجتمع ككل وليعلم الجميع أنه لولا الفساد ماكان الإرهاب حيث أن الإرهاب يتغذى على الفساد بشكل مباشر ولا سيما أن الإرهاب يمول من خلال الاموال المنهوبة من الدول بطرق غير مشروعة وهنا تتفق مصالح الإرهابى مع الفاسد من خلال ضخ هذه الاموال فى تمويل الإرهاب وكل منهم يسعى إلى تحقيق المنفعة الشخصية على حساب المنفعة العامة وذلك من خلال العامل المشترك الذى تكلمت عنه فى أول المقالة (خرق القوانين والعادات والتقاليد والدينية وزعزعة إستقرار الوطن ) وليس ببعيد على من يسرق أن يقتل طالما وقعت المنفعة، ولذلك فإن التسامح مع الفاسد هو بمثابة التسامح مع الإرهابى ، لذلك سيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى أتمنى من سيادتكم كما وقعتم قوانين استثنائية لمحاربة الإرهاب فى مصر أرجو منكم اتخاذ خطوات جريئة ووضع قوانين استثنائية لمحاربة الفساد، فالعالم يساندنا فى محاربة الإرهابة الذى صنعه خوفا من عودته اليه مرة أخرى لكن لن يساندنا فى محاربة الفساد الذى ينهش فى جسد الدولة المصرية لأنه سينال منا وهذا مايريده العدو ، لذلك يجب أن تفعل القوانين ول حتى الإستثنائية فى محاربة الفساد بنفس درجة الحماس الذى نجده فى محاربة الإرهاب حتى نعبر بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان.