هآرتس: مبارك يخشى التأثير الإيرانى فى المنطقة

قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، الأربعاء، إن الرئيس حسنى مبارك أخبر أحد الدبلوماسيين الأوروبيين قبل ثلاثة أسابيع بأن الموقف المتصاعد فى قطاع غزة خلال الشهور الماضية أدى إلى وجود حدود فعلية بين مصر وإيران، ونقلت هاآرتس عن مصدر رفض ذكر اسمه أن مبارك أعرب للدبلوماسى عن قلقه بشأن تنامى التأثير الإيرانى فى المنطقة، ومقارنته بين الموقف فى لبنان وقطاع غزة، قائلاً :إن المشكلات والأزمات فى كل منهما مصدرها تأثير إيران المتزايد.
وقال مبارك وفق المصدر إنه متشائم بشأن فرص التوصل إلى حل يمكن لبنان من انتخاب رئيس جديد، وأشارت هاآرتس إلى أن انطباع الدبلوماسى الأوروبى بأن مبارك وقادة عرباً آخرين يعتقدون أن أزمة الرئاسة الحالية فى لبنان تقوى من محور "سوريا إيران حزب الله" وتضعف المعتدلين.
وقد علق المحلل السياسى بالصحيفة زئيفى بارئيل على هذا الأمر بالقول بأن :مخاوف الرئيس مبارك من الدور الإيرانى فى غزة لا تنبع فقط من قدرات حماس العسكرية المتنامية، ولكن مخاوفه الأساسية تتحدد فى سيطرة إيران على السياسة العربية، التى ظلت قيادتها موجودة بشكل تقليدى فى مصر والسعودية.
وينصب غضب مبارك أساسا بحسب المحلل السياسى فى أن سوريا التى تتمتع براوبط قوية مع إيران، لا تزال تقوض جهود الجامعة العربية والجهود الشخصية التى يبذلها ومعه العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز لحل الأزمة فى لبنان، لكن الأزمة اللبنانية ليست وحدها التى تكشف عن الدور الإيرانى، فالعراق أيضا خاضعة للتأثير الإيرانى، فى الوقت الذى لا تمتلك القاهرة أو الرياض تأثيراً فعلياً هناك، كما أن السودان لديها علاقات جيدة مع إيران، وتخشى مصر من أن تكون إيران تبنى شبكة تأثير دبلوماسى بين جيرانها، ومن ثم تؤسس لنفسها كى تكون منافساً، للنادى العربى خاصة الأعضاء المعرفين بالمحور المعتدل.
لكن النادى العربى نفسه كما يقول بارئيل لا يتبنى سياسة ثابتة مضادة لطهران، ففى يناير الماضى استضاف مبارك رئيس البرلمان الإيرانى غلام على حداد، وكانت هناك تصريحات مصرية بشأن خطط لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، والسعودية من جانبها لا تزال تحتفظ بعلاقات تجارية وسياسية مع إيران، على العكس من الأردن التى تنتهج خطاً متشدداً معها.