ترى ما المقصود بالتغيير الذى ننشده جميعا، هل هو تغيير الرئيس مبارك، أم تعديل الدستور؟ أم تغيير الحاشية التى تحيط بالرئيس؟ أم تغيير كل المسئولين فى هذا البلد؟ أم تغيير الشعب كله؟ فى البداية أرحب بالدكتور محمد البرادعى الذى عاد مؤخرا إلى وطنه ومعه رياح التغيير وأحدث حالة حراك سياسى خمدت منذ فترة بعد حبس أيمن نور وخمول حركة كفاية وهدوء مناضلى الفيس بوك بسبب تنظيمات الحزب الحاكم الالكترنية المناهضة لاى دعوة تغيير، التغيير يا سادة لن يكون بالامر اليسير لان القضية ليست فى الرئيس ولا ابنه وانما فى النظام بأكمله ولا تختصروا النظام فى الرئيس لان النظام يضم أجهزة ومسئولين وإمكانات دولة ومواليين ومريدين، فقد تمكن عبر سنوات حكمه التى قاربت الثلاثين عاما من تخليق جيل جديد من المواليين استنشقوا الفساد عبر الحبل السرى فى بطون أمهاتهم ورضعوه وهم فى المهد وتربوا من حرام حتى كبروا وصاروا جزءا من النظام، آمنوا به وتبعوا دعوته حتى اعتقدوا وصدقوا ان مبادئ الحزب الوطنى كرسالة سماوية لاتقبل الجدل ولا التغيير، عادوا بأنفسهم طواعية إلى عصر الأصنام معتقدين أن حزبهم هو الأقرب إلى الله وأنهم حتما سيدخلون الجنة، لأنهم حزب الله وحتما هم الغالبون،عاثوا فى الأرض مفسدين ونشروا الدعوة فى كل شبر من أرض مصر حتى صار الفساد شعارا لهذه الحقبة من الزمان، ارتبطوا بالنظام وارتبط هو بهم وصاروا تنظيما حاكما يسيطر على كل الأمور، صاروا كسلسلة متصلة الحلقات أو كعقد إذا انفرطت منه حبة انفرط العقد كله، لذلك فليس من السهل على البرادعى ومريديه ان يحققوا النجاح بسهولة لأن التغيير لن ينحصر فى شخص بل فى نظام واركان ونسبة كبيرة من شعب اصابه الهزال وملأه الخوف، اذا فالنظام بجميع اركانه والمواليين سيقاتلون من اجل العرش حتى آخر نفس فى حياتهم، فى مواجهة البرادعى والذين معه فى الصورة والذين اعلنوا تأييده علانية و المؤمنون به فى السر، وبالطبع لن تكون معركة يسيرة لأن النظام وحاشيته تفننوا عبر سنوات طويلة فى ابتكار حيل وطرق للتعامل مع اى شخص وتحت اى ظرف ويعرفون دية الجميع حتى ولو لم تكن لهم خطايا، ترى كيف سيتعامل النظام مع البرادعى واعوانه ؟ هل بالطريقة الاستعمارية الشهيرة فرق تسد ؟ ام بغيرها؟ على العموم هم كالحواه فى جعبتهم الكثير من الألعاب، وغدا لناظره قريب.