الثقافة فعل تراكمى من العلوم والمعارف وكل ما من شأنه توسيع مدارك الإنسان، وللثقافة أدوات منها التعليم والإعلام وكذلك الدين فمنه نستمد القيم وبه يتحقق السلام والتوازن الاجتماعى، والفن بمجالاته المختلفة، والأدب بفنونه المتعددة من أدوات الثقافة أيضا. ومهمة الكتاب والمبدعين وأصحاب الفكر تشكيل وجدان الأمة، وتوجيه الرأى العام نحو المصلحة القومية، بالثقافة تتغير سلوكيات الفرد وبالتالى سلوكيات المجتمع وثقافة المجتمع لا تنفصل أبدا عن ثقافة الطفل، منه يستمد ثقافته، وما نبثه فى وجدان أطفالنا نحصده نحن أملا أو ألما، نحن المقدمة وهم النتيجة وإذا كانت المقدمة موجبة كانت النتيجة كذلك. الطفل هو ابن البيئة وما يؤثر فيها من تعليم وأدب وما يشاهده من فنون فى السينما وأجهزة الإعلام المختلفة، حتى الخطاب الدينى يشكل جزءا من ثقافته. من عقود طويلة اهتمت الدولة بثقافة الطفل وقد تمثل ذلك فى إصدار عدد من المجلات ما زال بعضها قائم حتى الآن، لكنها لم تتطور بالقدر الذى يتناسب مع ثقافة الطفل فى العالم من حولنا، فى الغالب تهدف إلى التسلية وتقدم موضوعات عقيمة ولقد نجحت الإذاعة والتلفزيون فيما أخفقت فيه الصحافة بتقديم عدد من البرامج المخصصة للطفل منها برنامج غنوة وحدوتة وبرنامج عمو حسن وفى التليفزيون تم تقديم برنامج سينما الأطفال ومكتبة الأصدقاء، لقد تغير الحال كثيرا، ليس أطفال الأمس كأطفال اليوم، وعلينا أن نحدد ونعيد النظر فى منظومة ثقافة الطفل ومن هو الطفل المقصود؟ طفل المدينة أم أطفال النجوع أو من يعيشون فى المقابر؟ من سيشكل وجدان من؟ نحن أم هم؟ إن الوضع مؤلم للغاية، وعلينا أن نعمل على ثقافة الطفل بتفعيل برامج محو الأمية من قبل وزارة التعليم فمحو الامية مقدمة وجزء أساسى من ثقافة الطفل، وإعادة النظر فيما تقدمه أجهزة الإعلام والقائمين على السينما بصفة خاصة، التنسيق بين المركز القومى لثقافة الطفل وهيئة قصور الثقافة بتخصيص أيام معينة للطفل وتوفير المكتبات وقاعة للسينما وكل ما يلزم تقديمه من أدوات ليس فى العاصمة وحدها، والتنسيق أيضا بين المركز الثقافى للطفل ومراكز الشباب المنتشرة بكافة الأحياء والمحافظات وتدعيم تلك المراكز بالمكتبات والأفلام السينمائية والأفلام التسجيلية، تحدثهم عن بطولات الآباء والأجداد وتعمق لديهم الشعور بالانتماء.. ونبث فيهم قيم العدل والحق والمساواة فما نبثه فى أطفالنا اليوم نحصده غدا عملا وأملا