تربي العديد من الأجيال علي كلامه وحواديته.. وشكل وجدان وتفكير وسلوكيات أطفال كثيرة ويمتلك فن إلقاء الحدوتة وله أسلوب ساحر ومميز جذب به العديد من الأطفال لينتظروه متشوقين في ميعاد برنامجه ليرسم الابتسامة البريئة علي شفاه أطفال الأمس الذين أصبحوا آباء وأمهات اليوم والذين تأثروا به وبأسلوبه ليحكوا لأطفالهم حكايات استمتعوا بها معه. نريد أن نعرف أكثر عن بابا ماجد، فمن أنت؟ - أنا ماجد جميل عبدالرازق تخرجت من كلية الفنون الجميلة وعملت مدرس رسم في مدرسة ليسيه الحرية في مصر الجديدة: درست لجميع الأعمار ابتدائي وإعدادي وثانوي تقدمت للدراسة في معهد التليفزيون وتقدم معي 4000 شخص اختير فقط 40 ليدرسوا في المعهد ودرست التقديم والمونتاج والإخراج وبعد الدراسة اختاروا للعمل 11 شخصا وأنا منهم واختارني دكتور عبدالقادر حاتم وزير الإعلام في ذلك الوقت لأعمل مذيع أطفال.. وعندها سعدت كثيرا لأني رأيت أن لدي الكثير الذي أستطيع تقديمه وخاصة في مجال الأطفال دخلت التلفزيون سنة 1963 وخرجت منه عام1996 وتزوجت ورزقت بولد وبنت ولدي أربعة أحفاد هم كل شيء في حياتي وفعلا صدق من قال «أعز الولد ولد الولد» كنت أول مذيع لبرامج أطفال؟ - طبعاً.. شعوري وقتها لم أكن أستطيع وصفه لذلك عاهدت نفسي وقطعت وعدا بأن أبذل قصاري جهدي لتقديم كل ماهو مفيد لتربية جيل من الأطفال مثقف وواع وقادر علي بناء المستقبل.. ولابد علي كل من يصبح مسئولا عن الأطفال أن يفكر بنظرة مستقبلية علي أن أطفال اليوم هم بناة الغد لذلك لابد من تنشئتهم تنشئة سليمة عقليا وبدنيا فعلي الرغم من فرحتي اتجاه هذا اللقب إلا أنني شعرت بمسئولية كبيرة جدا، وهي كيفية تعليم الأطفال بشكل ممتع وجذاب وعدم تكرار الأشكال الذي أقدمها حتي لايمل الأطفال من البرنامج وخاصة أن الأطفال يملون بسرعة أكثر من الكبار. هل كانت برامجك قادرة علي التواصل مع الأطفال؟ قمت بتقديم برامج كثيرة من أهمها برنامج «الكاس لمين» وفكرة البرنامج كانت عبارة عن إحضار مجموعتين من الأطفال التابعين لمحافظتين مختلفتين مثلا أطفال من مدرسة بالإسكندرية والمجموعة الأخري من مدرسة في الفيوم وإقامة مسابقة بينهم والمجموعة الفائزة تأخذ كأس التليفزيون وهذا البرنامج كان له طابع تعليمي، وقمت بعمل هذا البرنامج في جميع أنحاء المحافظة وبالطبع قديما كان التليفزيون قناة واحدة ومحدودة الإرسال فكان من يظهر فيه كأنه قام بإنجاز وبرنامج آخر قدمته جذب العديد من الأطفال اسمه «القط مشمش» وهو قط شقي جدا وكان أجنبيا وكنت من أقوم بالتعليق وهذا القط كان يقوم بالعديد من المغامرات وفي نهاية البرنامج ينصح نصيحة ما وكان هذا البرنامج يأخذ مع الأطفال الطابع الإرشادي أو التوجيهي بإقناعهم بفعل الأشياء السليمة وترغيبهم في فعل العادات الصحيحة وترك ونبذ العادات والسلوكيات السيئة، وبالطبع كان الأطفال يستجيبون لنصيحة هذا القط أكثر من نصيحة الأهل واستمر هذا البرنامج فترة كبيرة جدا لأنه لاقي استحسان الأطفال كما أنني قدمت برنامجاً آخر اسمه «السندباد الصغير» وهو برنامج تثقيفي يعمل علي تثقيف الأطفال من خلال سفري إلي جميع المحافظات وشرح تاريخ المحافظة وما يميزها وأهم ما تشتهر به من أكلات أو ملابس أو صناعات والأماكن السياحية بها. من وجهة نظرك لماذا غاب مذيع الأطفال؟ - لا أعلم ولكن ما أعرفه أن هناك سياسات مختلفة لاختيار البرامج المقدمة في التلفزيون ولاختيار المذيعين ولاختيار المدة الزمنية وقد تكون سياسة الغد لا تتماشي مع سياسة اليوم واليوم لا تتماشي مع سياسة الأمس والله أعلم عن سبب اختفاء هذا النوع من البرامج. هل الكرتون الآن وبرامج الأطفال والمسابقات قادرة علي توصيل المفاهيم والرموز التي كان يقدمها مذيع الأطفال؟؟ - بالطبع لا بسبب عدم تواصل المذيع مع أطفال حوله وثانيا حتي إن تواجد المذيع او المذيعة مع مجموعة من الأطفال لن يأتوا بنفس التأثير للتناقض الكبير الذي يحدثونه في الأطفال فقد تتكلم المذيعة عن القيم والأخلاق الحميدة وملابسها غير لائقة أو قد يتحدث المذيع عن آداب الحديث وهو يقول مصطلحات شبابية ركيكة فأصبح كل ما يشاهده أبناؤنا كرتونا مبنيا علي الخيال وأصبح بعض الكرتون عدوانيا وعنيفا وكرتون آخر يتحدث عن الحب والعلاقات فهذا الكرتون «كبر الأطفال قبل الأوان» انظري الآن علي قدوة ورموز الأطفال ستجدينه هانا مونتانا أو باربي للفتيات وللأولاد هاري بوتر أو سبيدر مان وهذا أو ذاك لن يضيف إلي الأطفال شيئاً سوي توسيع دائرة الخيال لديهم ولكن أين البرامج التشجيعية؟ وأين البرامج التنويرية التي تعمل علي تثقيفهم وزيادة معلوماتهم لاتساع مداركهم أصبح الكرتون الآن كله أجنبياً ونقوم نحن فقط بالترجمة حتي فن القصة والحكاية عدما أصبحنا ندخل مسابقات لم نأخذ مراتب أولي وتفوقت العديد من البلاد علينا.. لابد أن نعيد النظر في أن الأطفال لهم حق علينا في ملء وقت فراغهم بكل ما هو هادف ومفيد ومسل وعلي الرغم من أن التليفزيون قديماً لم يكن به إمكانيات وتكنولجيا مثل اليوم إلا أنه كان قادراً علي توصيل جميع المعلومات وكان يفي بالغرض الذي صنع من أجله واستفاد الأطفال أكثر من الآن.