أدان مجلس الجامعة العربية اليوم وبشدة العملية الإرهابية التى وقعت فى الرابع والعشرين من أكتوبر الماضى فى شمال سيناء بجمهورية مصر العربية، معربًا عن استيائه البالغ لهذا العدوان الجبان الذى أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة الذين سالت دماؤهم الزكية بينما كانوا يؤدون أقدس الواجبات فى حفظ وصون أمن بلدهم، كما يتقدم المجلس بخالص تعازيه لمصر حكومة وشعبا كما يعبر عن تعاطفه مع أسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وجدد المجلس – فى بيان له فى ختام اجتماع دورته غير عادية التى عقدت اليوم بالجامعة العربية-التأكيد على ما تضمنته كافة البيانات والقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على كافة المستويات بشأن مكافحة الإرهاب وضرورة التصدى لهذه الآفة المدمرة، ومن أهمها القرار رقم 7804 الصادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزارى فى دور انعقاده العادى 142 والخاص ب"صيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة"، مشددا على وقوف الجامعة بكل قوة إلى جانب مصر فى حربها ضد الإرهاب، وتأييدها الكامل لجميع الإجراءات والتدابير التى تتخذها لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة للقضاء عليها، والتى تعد ظاهرة عالمية تتطلب تضافر الجهود لمواجهتها إقليميا ودوليا. وأكد المجلس التزام كافة الدول العربية بالعمل على التعاون المشترك لقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية وتقديم كافة أشكال الدعم لمصر والتضامن معها فى هذه الحرب التى تخوضها ضد الإرهاب، مع الأخذ فى الاعتبار أن عدم تقديم الدعم يصب فى مصلحة دعم الإرهاب. كما أكد التزام الدول الأعضاء بالتعاون المشترك للقضاء على هذه الظاهرة ومسبباتها، وخاصة فى مجال تبادل المعلومات والخبرات وتعزيز وبناء القدرات واتخاذ ما يلزم من تدابير لصون الأمن القومى العربى على جميع المستويات السياسية والأمنية والدفاعية والقضائية والإعلامية، والعمل على تجفيف منابع الإرهاب الفكرية ومصادر تمويله، ومعالجة الأسباب والظروف التى أدت إلى تفشى هذه الظاهرة الإرهابية المتطرفة. وأكد مجلس جامعة الدول العربية أنه فى إطار ما سبق فإن هناك ضرورة للإسراع بتنفيذ قرارات مجلس الجامعة التى رحبت بالمبادرة التى أطلقتها مصر فى قمة الكويت 2014 بعقد اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب لبحث سبل تفعيل الاتفاقيات الأمنية والقضائية. وطالب المجلس، المجتمع الدولى بدعم الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب الذى استفحل فى أنحاء عدة من الوطن العربى ما يهدد الأمن العربى بكافة أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والذى أصبح يشكل خطرًا داهمًا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين. وحذر المجلس مجددا من الرابطة القوية التى تجمع بين التنظيمات الإرهابية المختلفة فى المنطقة والتى تتبنى نفس الأيديولوجية المتطرفة وتتعاون فيما بينها عملياتها، الأمر الذى يفرض على المجتمع الدولى التعامل مع هذه التنظيمات بذات الاهتمام وعدم الاقتصار على تنظيم بعينه وإغفال بقية التنظيمات الإرهابية.