قبيل البدء بكتابة هذه السطور العجاف.. رحت أبحث وأقلب مسودات حبنا وكلماتنا... تلك هى حصيلة أحلامى وليالى خرساء إلا من زفير نافذة الآلم المفتوحة على ماضى عميق...يتردد فى سحيقه الصوت بمئات المواقف...ليصل صداه أذنى قاتلا كالنفخ بالصور.. وصوت تكات الزمن التى تتباطأ كل ثانية عن أختها...تكاد تتوقف لتعلن انتهاء حصتى من زمن الغرام والهوى... وبأنى قد استنفدت رصيدى كاملا من إجازة الأحلام والأمل والنقاهة فى بستان الحب.. وعاد موسم الأحزان الرتيب.. بروتينه المؤلم وأنصاف الأشياء التى تقتات على فتاتها تصبرا فقط لكى تحيا.. لتقضى النصف الآخر فى أحلامك المهترئة.. باستجداء حياة تشبه الكابوس.. الليلة سأبوح لك بشىء...وسط كل ذلك الغثيان الذى يجتاح أوصال قصتنا... يوما ما ستدرك أنك مخطئة، وأن كل تلك التبريرات المفرطة الساذجة لن تجلب لك حبا صادقا يوما ...وسيبقى ضميرك مستيقظا مهما ادعيت النوم... ومهما سردت من تلك الحكايات المزرية قصصا...وحبكت أحداثا لها حدثت أم لم تحدث.... وأنها ترهات وأفكار تأبى أن تنضج وترى النور.... حتى تستيقظى صباحا وتضعى نفسك أمام مرآة الحقيقة... وتزيحى كل تلك الأقنعة عن محياك ...عندها فقط ستنعمى بالنوم... مرتاحة دون أن تلاحقك الكوابيس اعتراف صغير على رأس بوحى الليلة.. لن أتوقف عن الكتابة يا سيدتى...ولم أتردد عن حرق أفكارى على صفحات الزمن المقبل ...ما زلت فى ريعان الحكاية....ولم ألتئم بعد... ما تزال القصة تحتل محياى... كجريمة... كصمت...لكنك اعتدت عليها كأى ندب آخر فى وجهك...فما عدت ترى ولا تسمعى...وإلا من أين تستمر الصور فى التلاحق فى رأسى كل ليلة...كيف يسطع ذلك الوجه عند كل مفترق حلم...كيف لى أن أنال أملا خارج دائرة الموت التى ارتسمت دون توقيع القاتل بأدناه .