سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عيدية "مدارس الأورمان" لأيتام "دار الحنين" الطرد والإجبار على التحويل لمدارس الحكومة.. الأورمان قررت عدم استقبال الأطفال قبل الدراسة ب10 أيام.. ومدير المدرسة يطردهم من طابور الصباح وسط زملائهم
حسن وهدى وعاطف ومحمد ومريم، أطفال وتلاميذ بمدرسة الأورمان الخاصة لم يتوقعوا أن يتم طردهم من المدرسة فى أول يوم من الدراسة، ولم يتخيلوا يوما نظرا لسنهم الصغير أنهم سيدفعون ثمن جريمة لم يرتكبوها بل هم ضحاياها.. الأطفال الخمسة هم من أيتام دار الحنين، وفوجئوا فى أول يوم فى الدراسة برفض مدير المدرسة دخولهم إليها وطردهم منها أمام زملائهم أثناء طابور الصباح. كانت مدرسة الأورمان قد قررت قبل 10 أيام من بدء الدراسة عدم استقبال أطفال دار الحنين بين صفوفها، إلا أن مديرة الدار طلبت مهلة لحين البحث عن مدرسة تحتوى أطفالها الخمسة، نظرا لأن القرار جاء قبل الدراسة بأيام، فكان رد فعل مدير المدرسة صادما بكافة المقاييس. توجهنا إلى دار الحنين فى حى إمبابة وفى شارع 28 وقفنا أمام مبنى صغير مكون من 3 طوابق تعلوه لافتة الجمعية "دار الحنين" كان حسن صاحب ال11 سنة مرتديا زى المدرسة وبجواره إخوته فى الدار هدى وعاطف ومحمد وأصغرهم سنا "مريم" الطالبة فى الصف الثالث الابتدائى التى بادرتنى بسؤالها وبمنتهى العفوية والبراءة التى يتمتع بها الصغار "إحنا هنروح المدرسة إمتى وليه بيطردونا هو إحنا مش زى الأولاد التانيين؟". وقالت: "أنا فى سنة ثالثة ابتدائى فى مدرسة الأورمان ولما دخلنا المدرسة لقيت المدير بيقول ولاد دار الأيتام بره ومسكنى من إيدى وطلعنى بره وكمان بيسيب زمايلى اللى بيضربونى والميس بتضربنى أنا وإحنا بننجح كل سنة". واستكملت هدى أكبرهم سنا الطالبة فى الصف الثانى الإعدادى الحديث ووصفت ما حدث لها ولإخوتها داخل مدرسة الأورمان بالمفاجأة، وقالت: "أنا وإخوتى طلبة فى المدرسة من بداية التحاقنا بالتعليم وبقالنا سنين ولا نعرف لماذا قامت المدرسة بطردنا وإجبارنا على التحويل، وعند دخولنا من بوابة المدرسة فى أول يوم دراسى فوجئنا بمستر سعودى المدير بيزعق وبيقول أمام كل زمايلنا فى الطابور ولاد دار الحنين يطلعوا بره المدرسة مش عايزينهم ملهمش مكان عندنا". وطردنا أنا وإخوتى بره باب المدرسة وزقنا لحد الباب ولما حاولت مشرفة الدار تستفسر عن السبب زعق معاها وقال لها إحنا خلاص حولناهم من المدرسة ومش عايزين أيتام وانتم عملتوا شكوى فى الوزارة خليها تنفعكم، ورجعنا بعدها على الدار مرة تانية"، وأضافت هدى "إحنا ممكن نكون أشقيا بس شقاوة أطفال عادية وده مش معناه إن إحنا نسيب مدرستنا". وبنبرة أقرب إلى الحزن قاطع حسن الطالب بالصف السادس حديث الأخت الكبرى هدى وقال: "أنا بلعب مع أصحابى وبيقولوا إننا بنضرب زمايلنا وجوه الفصل المدرسة بتاعت الإنجلش بتضربنى على جسمى وعلى إيدى لو مش مركز معاها أو مش واخد بالى أو غلطت فى الحفظ وأنا موجود من "كى جى" فى المدرسة وفيه مدرسين بيشتكوا مننا عند المدير ويقولوله مش عايزين عيال أيتام وعايز أقول لبابا السيسى أنا بحبك أوى ينفع حد يرمى ولادك الأيتام فى الشارع إحنا عايزين حقنا علشان نبقى ناس كويسين فى المستقبل". وتابع زميله عاطف الطالب بالصف الخامس الابتدائى، الحديث بقوله: "المدير شدنا من أيدينا وطلعنا بره وقال إحنا قلنا للدكتورة من أول السنة ما ينفعش الأولاد الأيتام يبقوا عندنا". وبسؤال آمال حمدى، مديرة الدار، عما حدث مع الأطفال أكدت أنه لا يوجد مبرر حقيقى لطرد الأطفال وتحويلهم لمدارس أخرى. وقالت: عندما ذهبوا إلى المدرسة فى أول يوم فوجئت بطردهم من المدرسة وقبل الدراسة طلبوا من الدكتورة مريم رئيس مجلس الإدارة، تحويل الأولاد، ولكنها رفضت، لأنه لا توجد مدارس يمكن أن تقبل الأولاد فى هذا الوقت من السنة والحديث مع إدارة المدرسة كان على نقل 3 أولاد فقط، وتحويل الرابع للقسم العربى، ولا يوجد أى شىء بخصوص الطفل الخامس. وفى اليوم الثانى قابلت سكرتيرة المدرسة وقالت لى "دار الحنين إحنا مش عايزينها" وطلبوا منى انتظار المدير الذى لم يستجب لمطلبنا بانتظام الأولاد حتى شهر 10. وقال المدير لى روحى خدى جوابات تحويل. وحول رد فعل مجلس ادارة جمعية دار الحنين تجاه ما حدث لأولادهم استنكرت الدكتورة مريم سيد محمد رئيس مجلس الادارة ما حدث وقالت: قبل بدء الدراسة ب10 أيام اتصلت بى إدارة المدرسة وطلبت منى تحويل الأولاد لمدارس تانية، ولكنى رفضت جوابات التحويل، وإحنا معاهم بنتعامل من سنين مع بداية أولادنا فى المدرسة، وأخذنا وعدا من إدارة المدرسة باستمرار الأولاد فى الدراسة حتى شهر 10 حتى نستطيع نقلهم وإننى لا أستطيع الاستجابة لقرار التحويل إلا بالرجوع لمجلس إدارة الجمعية والآباء المتكفلين برعاية الأولاد من الخارج، ورغم ذلك فوجئنا بطرد الأولاد من المدرسة فى أول يوم دراسى وبعدها توجهت لمحمد الصغير مدير الادارة التعليمية التابع لها المدرسة إدارة شمال الذى أرسل لمدير المدرسة طلب استفسار عما حدث وضرورة رجوع الأولاد مرة أخرى للانتظام فى الدراسة، وجاءه الرد من المدير بالرفض وطلب منى مدير الإدارة التقدم بشكوى رسمية لإثبات الحالة حتى لا يتعرض الأولاد للفصل بسبب الغياب. توجه "اليوم السابع" إلى المدرسة بصحبة الأطفال الخمسة، وبسؤال مدير المدرسة حول أسباب طرد الأطفال والاستماع لوجهة نظره، كانت المفاجأة انفعاله بشدة وقيامه بطرد الأطفال من المدرسة، قائلا "إيه اللى جابكم إحنا اتفقنا خلاص مع الدكتورة على تحويلكم وملكمش مكان هنا الموضوع منتهى"، وأضاف "الأطفال دول عاملين مشاكل وبيعملوا حاجات مش كويسة وأصحاب المدرسة مش عايزينهم وهم أحرار". وردت عليه مديرة الدار بقولها "الأطفال معاكم من سنين اشمعنى دلوقتى ظهرت المشاكل وانتم أجبرتونا على أخذ طلبات التحويل قبل الدراسة بمدة قليلة حتى ولو دى رغبتكم مينفعش تعاملوا أطفال بالشكل ده". رد فعل المدير لم ينته عند حد طرد الأطفال من المكتب، بل وصل إلى درجة قيامه بأخذ الأوراق الخاصة ب"اليوم السابع" والتى تتضمن رده ومزقها على الفور قائلا: انت بتسجل لى اتفضلوا بره قبل ما أجيب البوليس" وهنا تدخلت بعض المدرسات بالمدرسة وطالبن منا الانصراف، وقالوا لو عايزين أى رد عليكم روحوا إدارة المدارس وإحنا خلاص مش هنرجع العيال دى تانى روحوا وشوفوا إيه اللى بيحصل فى الدار الأول وإزاى بيربّوهم قبل ما تطالبوا برجوعهم واتفضلوا بره". الرفض التام من جانب إدارة المدرسة على عودة أطفال دار الحنين وعدم قيام الدار بتحويلهم إلى مدرسة أخرى، لن يدفع ثمنه سوى هؤلاء الأولاد الصغار الذين يعجزون حتى عن البكاء من كثرة ما عانوه فى حياتهم، الذنب ليس ذنب أطفال لم يجدوا حضن أمِّ يحتويهم ولا أب يعلمهم، وليس ذنبهم أن تدفعهم الأقدار إلى أن تصبح الشكوى من سلوكهم هى السبب فى طردهم خارج أسوار مدارس العلم.. رفقا بأيتامنا. ومن ناحيته أكد هانى كمال، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة ستبحث شكوى الطلاب الأيتام، موضحا أن قانون التعليم يحظر منع أو حرمان أى طفل من التعليم، خاصة إذا كان فى مرحلة التعليم الإلزامى. وأضاف هانى، فى تصريح خاص ل"اليوم السابع"، أنه بعد بحث الشكوى سيتم تشكيل لجنة لدراسة الوضع والتحقيق فيها حرصا على مستقبل الطلاب. تظاهر أولياء أمور تلاميذ مدرسة الأورمان بالسنطة لتأخر خروج أبنائهم