ملايين وملايين وملايين طايرة فى هوا مصر المحروسة وكأنها أسراب الجراد التى غطت الأفق منذ عدة سنوات، ويا للعجب 350 مليون لوجيه سياج لاسترداد أرض طابا، ويا للهول 50 مليون من واحد صاحبنا بيهددنا بخمسة آلاف أسرة بيشتغلوا فى شركاته ولسان حاله يقول : يا تسيبونى أدلع نفسى بخمسين مليون يا أطرد لكم اللى شغالين عندى ويضيف أنه راجل شريف ، ويا للسخف 50 مليون مهر لمطربة شمطاء حسناء ، ويا بختها من يكون نصيبها رجل أعمال فالمهر ثبت على الخمسين مليون كاش أو شقق خرافية أو فلل أو مجوهرات، وملايين راحت على شهيدة دبى ، و50 مليون خسائر حريق اليخوت السياحية.. وملايين ضايعة فى اتحاد الكورة ، وملايين ضايعة من ميزانية البحث العلمى ، و ملايين للوازم التشجيع الكروى على الأعلام وعلب البيروسول والصواريخ والألعاب النارية، وملايين ضاعت وستضيع فى الإنتخابات والأحزاب ومجلسى الشعب والشورى ، و ملايين فى الدعم الذى لا يصل لمستحقيه ، وملايين وملايين تدفعها الشركات على الدعايات والإعلانات فى الملصقات واللوحات وفى الصحف والمجلات وكافة القنوات ومعظمها دعايات غبية وفيها إستغباء للمصريين والذين يترحمون على إعلانات زمان : أنا أنا الملامين أنا جامد ومتين و أنا اسمى المسحوق رابسو وأتحدى واحد يفهمنى إعلانين للنجم التركى عن سيراميكا رويال لأنى فهمت - وفهمى تقيل شوية - أن الإعلان الأول الجنسى عن الفياجرا وكذلك - سمعى تقيل شوية - فلم أستوعب ( سيراميكا رويال (كينج مارتيرو) ونويت والنية لله أنه لو ربنا كرمنى وبنيت عمارة أو برج أو فيللا أو قصر – وده من رابع أو خامس أو سادس المستحيلات – فلن أسرمك بسرياميكا رويال البتة ، وعموماً كل الإعلانات محتاجة شرح وتوضيح وهذا ما من كثرة أسئلة إبنى الصغير ونحن نشاهد الفقرات الإعلانية مثل : يا بابا أيه ده يا بابا – دا أكل الشيكولاته وبرضه ضربه - هاتلى يا بابا شيكولاتة الضرب – ألحق يا بابا الست وقعت ورفعت رجليها لما النقاش بوظ لها الحيطة وهوا اللى يقع يرفع رجليه !!! – ومال الأسانسير والشاى أبو فتلة ولازم يا بابا نشربوه فى الأسانسير – ومئات من الاستفسارات والسؤالات لدرجة أنى كرهت فقرة الإعلانات وكرهت السلع اللى فى الإعلانات ودا غير الإعلانات التى تفترض أن الشعب المصرى من الهبل والأغبياء والمغفلين والمتخلفين : مثل الجوالات اللى بتفتح بضغطة واحدة وملونة والغريب أن فيها رسايل فى الإرسال والاستقبال وعدة نغمات وكاميرات والعديد من اللعبات ولما تضغط على الميكروفون يعلى الصوت والغريب أنه متوفر بعدة ألوان وكذلك التليفزيونات الملونة وبالريموت كنترول و250 قناة وخاصية النوم والصحيان والزووم وألوان الخلفية واللغة اللى تعجبك ونسوا هؤلاء المعلنين أن ملايين المصريين فى الخارج من أكثر شعوب الأرض شراءاً للسلع والأجهزة الكهربائية وإن لم تكن البيجو التى تحمل مشترواته وهداياه ( دبشه) وهو عائد من الخليج أو جنوب أوروبا تلات أدوار فكأنه لم يسافر ولذلك يسمعون الإعلانات التى لا تكف عن الدوران فى جميع القنوات ليل نهار بشىء من الريبة فى جودتها مما يؤثر سلباً على المبيعات ويفقد السلعة والمعلن والإعلان مصداقيته ولكنها ملايين يجب أن تضيع فى الهواء كغيرها من الملايين . طابور البطالة مبلط من عام 1985 والخريجين ذى النمل والتعيينات لناس ناس واللى له ضهر ما ينضربش على بطنه ويا بخت اللى النقيب خاله والنقيب للمعلومية لا يقصد به الرتبة العسكرية المعروفة ذات الثلاث نجوم ( الدبابير) ولكنها رتبة كانت عندنا فى الفلاحين إلى عهد قريب وهو ذلك الذى يوزع (نوايب اللحم) على المدعوين فى الأفراح والأعراس وهم جلوس على الطبالى أو الطرابيزات ويأكلون ويأتى النقيب بقطع اللحم ويغمز بها الماضغون غمزاً وكثيراً ما تشرأب أعناقهم عندما يهل عليهم من بعيد ، فإذا ما كان النقيب خال أحدهم ، فإنه يتحفه بقطعة لحم كبيرة وخالية من العظم و الشغت ( جلد ابيض يكون بين أنسجة اللحم ) و الشحم . يدرك المحللون والمفسرون والدكاترة المحاضرون وخبراء الدراسات الإستراتيجية وعلماء الاجتماع والخبراء الأمنيون والسادة الوزراء وأعضاء مجلسى الشعب والشورى والمراقبون المحليون والدوليون ومنظمات المجتمع المدنى ومنظمات حقوق الإنسان والحيوان وطوب الأرض ومن فى رأسه بقية من عقل أن العاطلون وأطفال الشوارع قنابل موقوتة وخلايا نائمة وتوسونامى متنامى وبراكين خامدة ولكنها بدأت تنشط و بدأ دخانها يتصاعد مثل أدخنة السجائر والشيشة التى بين أصابعهم والمختلطة بأنفاسهم الحارة من صدورهم التى تغلى من الحقد والحنق والظلم والغضب ، والله يستر من العواقب والمخاطر والبراكين والزلازل . والله والله والله سأنتخب من يصدر القرارات الجمهورية التالية : باسم الأمة أصدر رئيس الجمهورية القرارات التالية : 1- تغيير مسمى العاطل عن العمل إلى مواطن تحت التعيين . 2- على وزير المالية إتخاذ الإجراءات والتدابير بإنشاء صندوق بطالة ويطلق عليه : المشروع القومى لصندوق بدلات الوظائف على ألا يقل ما يقدمه هذا الصندوق عن 50% من راتب زميله الذى أمكن تدبير وظيفة له فى قطاع إنتاجى لا خدماتى من قطاعات الدولة أو القطاع الخاص . 3- يحدد من يستحق هذا البدل على أن تشمل كل أطفال وشباب وكبار السن ممن لا يشملهم نظام المعاشات والتأمينات وخاصة الذين يتمحورون حول خط الفقر ويمنح كل مستحق بطاقة صرف بنكية الكترونية لسرعة الصرف من أى جهاز صرف لجميع البنوك العاملة على أرض مصر . 4- يوقف الصرف فى حال توفير وظيفة مناسبة يتجاوز راتبها ضعف مبلغ بدل الوظيفة .