كشفت جماعة الإخوان المسلمين أن عدد مرشحيها الفعليين حالياً لانتخابات المحليات وصل إلى 498 مرشحاً من بين عشرة آلاف مرشح كانت تنوى الجماعة ترشيحهم، لكن الإجراءات الحكومية والانتهاكات والتشديد فى الإجراءات منعهم من الحصول على أوراق الترشيح أو حتى الوصول إلى منافذ تسليم الأوراق. وأكد المرشد العام لجماعة الإخوان محمد مهدى عاكف خلال مؤتمر صحفى عقده ظهر السبت بمكتب الإرشاد بالمنيل القاهرة أن الجماعة تصر على استكمال دورها والحصول على حقها القانونى والدستورى فى ممارسة حقها السياسى والمشاركة فى الانتخابات، داعياً كل القوى السياسية والأحزاب للتكاتف والتوحد فى مواجهة ما أسماه استبداد واستكبار النظام الحاكم وحزبه، قائلاً "لعنة الله على الظالمين"، متسائلاً كيف يدار الحكم فى مصر؟ مستنكراً استخدام القوة والاستبداد ضد الشعب، حتى يضطر المواطنون لليأس والإحباط من الإصلاح والتغيير ويسيطر الحزب الحاكم على كل مقدرات البلاد. ورفض عاكف خلال رده على أسئلة وسائل الإعلام التعقيب على ما أصدرته الإدارة الأمريكية من انتقادات بحق مصر بسبب الاعتقالات الأخيرة، مؤكداً أنه والجماعة لا يهتمون بالإدارة أو ما يصدر عن جورج بوش، خاصة ما صدر اليوم من تحذير للقادة العرب من المشاركة فى القمة العربية، نافياً أن تكون الجماعة قد تنازلت عن شعارها الأساسى "الإسلام هو الحل" لكنه قال إن هذا الشعار الجامع المعبر عن توجه ورؤية الجماعة ومبادئها ولكن لايمنع من شعارات "الإصلاح هو الحل"، و"معاً للإصلاح" و"معاً ضد الفساد"، معتبراً مشاركة الإخوان فى الانتخابات خلافاً للحق السياسى، فهو نوع من الفضح والكشف لتزييف الاختراقات والانتهاكات التى يقوم بها الحزب الحاكم. واستعرض الدكتور محمد السيد حبيب نائب المرشد العام للجماعة فى بيان الإخوان بشأن الانتخابات وانتهاء مرحلة الترشيح، وقال إن الإخوان قبلوا بالديمقراطية والتعددية والتداول السلمى والتغيير من خلال صندوق الانتخابات، وأن يكون السعى نحو الإصلاح عبر الطريق السلمى وحده، ومن هنا يخوض الإخوان الانتخابات لممارسة حقهم الدستورى والقانونى رغم المخالفات والمطاردات والاعتقالات ومحاربة الأرزاق التى يقوم بها الحزب الحاكم . وأعلن حبيب أن عدد معتقلى الجماعة بسبب انتتخابات المحليات وصل 831 معتقلاً وأن عدداً من المرشحين الذين استطاعوا إنهاء أوراقهم المطلوبة 5754 مرشحاً من أصل عشرة آلاف كانوا مستهدفين للترشيح ولكن لم يتقدم بالفعل إلا 498 مرشحاً نصفهم لم يحصل على إيصالات الاستلام وعدد الدعاوى القضائية التى تم رفعها 3912 دعوى تم الفصل لصالح الجماعة فى 2664 قضية ولم تنفذ غالبيتها، موجهاً رسالة للحزب الحاكم بأن حالة الانسداد السياسى وعدم الرغبة الجادة فى الإصلاح ومنع أبناء الشعب من ممارسة حقه يؤدى إلى التوتر والاحتقان وفتح الباب على مصراعيه أمام موجات اليأس وجميع الاحتمالات (دون أن يسميها أو يوضحها)، وقال حبيب إن الحزب الحاكم يهدف فقط لتحجيم الإخوان ومنعهم من التواصل مع الشعب لأنه غير قادر على المنافسة الحقيقية ولا المواجهة ليس من الإخوان فقط بل ومن جميع القوى السياسية الحية. فيما عرضت المرشحات من السيدات خلال المؤتمر الصحفى بعض من صور الانتهاكات التى حدثت بالمحافظات ضد المرشحين بوجه عام وضد السيدات على وجه خاص ومنهن عزة محمد السبع التى كانت تحاول الترشيح لعضوية مجلس مركز قطور بالغربية والتى قالت " إن يوم 8 مارس من أسود أيام مصر؛ حيث أهدرت الدولة تنفيذ 614 حكمًا فى محافظة الغربية فقط "، أما الدكتورة سامية بحبح التى كانت تعد نفسها للترشيح لعضوية مركز المنصورة ولم تنجح كشفت أيضاً عن أساليب التهديد والإجراءات التى وصفتها بالقمعية والخطيرة ضد السيدات وعضوات الجماعة وجميع المرشحين، وكذلك عرض نواب البرلمان من الجماعة ما حدث خلال العشرة أيام من الترشيح للانتخابات فى مختلف المحافظات بما وصفوها "أيام عذاب المحليات". واعتبر الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد خلال المؤتمر أن الجماعة لا ترغب ولاتضع فى أجندتها ولا حساباتها حالياً أو على مدى وقت طويل انتخابات أو منافسة الحزب الوطنى على الرئاسة ولكنه ألمح إلى أن هذا ليس خوفاً ولا تراجعاً بسبب الحاكم ولا الإجراءات بل خوفاً على مصالح المواطنين والوطن، وأكد أبو الفتوح أن النظام المصرى مدعوماً أمريكياً فيما يقوم به من تجاوزات وأن استمرار النظام بهذا الوضع بهدف إغلاق جميع قنوات العمل السياسى دعوة حتمية وحقيقية من النظام للمجتمع كله بأن ينفجر، واصفاً النظام المصرى بأنه أخطر بما يقوم به ضد الشعب على المصالح الوطنية عما تقوم به أمريكا فى المنطقة. كشف عدد من مرشحى جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات المحليات بمختلف المحافظات أهم الخروقات والانتهاكات التى مارسها النظام المصرى ضدهم طيلة الأيام العشرة الماضية أثناء فتح باب الترشيح. ثم تحدَّث د. أكرم الشاعر عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونائب بورسعيد، والذى أوضح أنه لم ينجح أحدٌ فى أن يتقدَّم بأوراق ترشيحه فى بورسعيد ، وأضاف الشاعر أنه تمَّ اقتحام مكتب محامى وكيل أحد المرشحين، كما تمَّ الاعتداء بالضرب على د. إبراهيم الجعفرى عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونائب الإسماعيلية، وحبس د. صبرى خلف الله .