يا ساتر !!! حتى فى أحلى لحظات الفرح والسرور والتمتع بفريق كرة قدم مخلص ومبدع يخرج علينا "كذابين الزفة"، ليفسدوا فرحتنا ويحولون الفوز فى كرة القدم إلى نصر سياسى مزور! أعوذ بالله من تلك الوجوه ومن هذه النفوس ... التى فشلت فى إثبات ذاتها فراحت تنسب لنفسها أمجاد غيرها. من قال إن القيادة السياسية هى السبب فى فوز الفريق القومى بالكأس، ومن هذا الذى يدعى أن زيارة فلان أو علان أو حضور ( س ) أو ( ص ) للمباراة النهائية هو الذى أعطى ناجى جدو الدفعة المعنوية، ليسدد الكرة فى مرمى حارس غانا ! وماذا لو خسرنا، هل كنا سنقول إن السبب فى الهزيمة هو دعم القيادة السياسية الزائد عن الحد، أم كنا سنطالب برأس حسن شحاتة وشوقى غريب وحمادة صدقى وكل من والاهم. القيادة السياسية أكبر من أن تورط نفسها فى مثل هذا التملق الرخيص.. كرة القدم ليست مجرد لعبة فقط ولكنها أصبحت علما يدرس، إضافة إلى كونها فناً لا يجيده سوى أصحاب المواهب! يحتاج النجاح فى أى عمل إلى موهبة يتم صقلها، وخطط يتم تطبيقها، وأفكار يتم تصنيعها فى معامل الخبرة والعلم والمعرفة، وإلى العمل بروح الفريق وإلى إخلاص للجهة التى تعمل لصالحها، وإلى جُهد وعرقٍ ومتابعةٍ لاتكلّ ولا تملّ، وإلى تصويب وتقويم مستمرين، وأن يذوب الفرد فى المجموع ليفوز الجميع . أما "الزفة الكدابة" فلا تحتاج إلى شىء سوى حنجرة قوية وعبارات إنشائية وقلب أجوف وعقل فارغ وأنانية مفرطة، وبحث دءوب عن بطولات مزعومة وأدوار مفقودة وشاشة قناة فضائية مغمورة، تبث من أى مكان ولو كانت "تحت بير السلم". صانعو الفرحة أناسٌ يعرفون مهمتهم على نحو دقيق، ويدركون ما يتعين عليهم فِعلَهُ جملة وتفصيلا، ويؤمنون بأنه بلا تضحية فلن يكون الانتصار، ويعتقدون بأن إدخال البهجة على قلوب الصغار والكبار هى مهمة عظيمة حتى ولوكانت فى مجال كرة القدم. أما .كدابين الزفة" فهم يعرفون ماذا يريدون وكيف يصلون إليه دون أن يبذلوا الجهد والعرق، بل عبر التسلق على جثث الكادحين، والذين يعرقون فى الملاعب والمصانع والمزارع . صانعو الفرحة بسطاء من قلب الريف المصرى جاءوا ... ليسعدوا الشعب كله دون تمميز . بينما "كدابين الزفة" من السماء هبطوا علينا فلا نعرف لهم أصلا ولا فصلا ولا نسبا.. لأنهم ببساطة زوروا كل شىء وزيفوا كل شىء ..حتى يمتكلوا كل شىء ويسطوا على كل شىء بلا تمييز أيضا. المنتصرون الحقيقيون هم اللاعبون ومدربوهم وعلى رأسهم المعلم حسن شحاتة، ولهؤلاء وللشعب المصرى بعمومه نوجه التحية والاحترام والتقدير، أما غيرهم فلهم من الدعاء بأن يهديهم الله وأن يجدوا عملا شريفا "يسترزقوا منه" غير "الزفة الكدابة". آخر السطر الفرحة عمت كل البلاد والدنيا مش سايعانا حتى أهل غزة المحاصرة خرجوا يحتفلوا ويانا .. عجبى