سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالإنفوجرافيك.. الأنشطة التجارية تلتهم دور السينما القديمة.. غلق 58 دار عرض سينمائى من 2008 حتى الآن.. وزارة الثقافة غائبة عن الرقابة.. والشناوى: الأقصر تنظم مهرجانى سينما وليس لديها دار عرض واحدة
هل سمعت جدتك وهى تحكى لك عن ذكرياتها عندما كانت تذهب للجامعة صباحا وتحضر فيلماً لفاتن حمامة وأنور وجدى فى سينما شبرا بالاس؟، أما إذا كانت جدتك قد توفيت ولم تسمع منها تلك الحكايات، فحتما سمعت أحد أبطال الأفلام القديمة وهو يضرب لحبيبته موعدا أمام سينما هوليوود، أو الكورسال، أما إذا كنت سكندريا فحتماً سمعت عن سينما ريالتو من أقدم دور العرض السينمائية فى مصر، لا تبحث عن تلك السينمات التى كانت جزءا من تاريخ السينما لأن ريالتو تم هدمها، وزحفت الأنشطة التجارية والسكنية على باقى السينمات ولم يبق منها سوى أقل القليل. سينمات القاهرة تختفى "سينما التاج"، فى منطقة العباسية، اختفت وحلّت محلها ورشة لخراطة الميكانيكا، و"سينما ريتس" كانت من أكبر صالات وسط البلد وأشهرها، وبعد إغلاقها استأجرتها الممثلة شريهان لتعيد ترميمها وافتتاحها، ولكن المشروع توقف تماماً، كذلك "سينما حديقة النصر"، بشارع الجمهورية، وهى من أقدم سينمات وسط البلد وهى التى كان يشاهد فيها الملك فاروق والسياسيون الكبار والباشوات والبهوات الافلام فى بدايات القرن الماضى، أغلقت بعد ثورة 1952. سينما محمد على فى بولاق أبو العلا لا يوجد أثر لها فقد زحفت عليها محلات وكالة البلح، فتحولت من مكان لعرض الأفلام إلى محلات لعرض الملابس المستعملة، لتتقلص أعداد سينمات وسط البلد بنسبة 30% بعد أن كانت تضم أربعة عشر دار عرض، منها 4 دور عرض مغلقة، فى حين ظلت أربع سينمات فقط تضم قاعات كبيرة "1000 كرسى فأكثر" هى ميامى، وديانا، وكايرو، وهيلتون رمسيس. وفى منطقة روض الفرج يوجد بها العديد من السينمات التى أغلقت ولم يعد لها أثر، منها سينما الصيفى وألف ليلة وليلة، والتى هدمت ويوجد مكانها برج سكنى الآن. محافظات بلا سينما أما مدينة الإسكندرية فإن معظم ملاك دور السينما القديمة بها كانوا من الأجانب اليونانيين والإيطاليين وبعض الشوام، إلا أن معظم هذه الدور أغلقت بعد ثورة 1952 وما تلاها من هجرة للأجانب. فيما قررت شركة نهضة مصر للإنتاج والتوزيع السينمائى، وهى مالكة مجموعة سينمات رينيسانس، هدم دار السينما الوحيدة بمدينة أسيوط وبيع موقعاها لإنشاء برج سكنى، الأمر الذى دفع بعض الفنانين فى المحافظة لتنظيم وقفة احتجاجية أمام السينما، وهو ما استنكره الجليل حسن، المتحدث الإعلامى باسم مجموعة سينمات رينيساس، مؤكدا أن سينما رينيسانس ملكية خاصة لشركة نهضة مصر الكيان الوحيد الذى يمتلك حق التصرف فيها أو اتخاذ أى قرار بشأنها، لأن السينما عانت فى الفترة الأخيرة ومازالت تعانى من حالة ركود، وارتأت الشركة بيع السينما من أجل التخلص من أعبائها المادية، فالشركة مُطالبة بدفع ضرائب وفواتير كهرباء ورواتب للعاملين بها شهريا، الأمر الذى لا يتناسب مع ما توفره السينما من أرباح. أرقام مرعبة ويكشف تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بعنوان "مصر فى أرقام 2014"، عن تناقص دور العرض فى ثلاث سنوات حيث كان 92 عدد هو دور السينما فى مصر فى 2012، مقارنة ب 100 دار عرض فى 2011 و150 فى 2008، مما يشير إلى أن مصر فقدت 58 دار عرض سينمائى فى الفترة بين 2008 و2014. وتشير مصادر أخرى غير رسمية، إلى أن الرقم كان 354 دارًا عام 1954 انخفض إلى 255 دارًا عام 1966 ثم 190 دارا فى 1977، مما يعنى أن مصر فقدت 262 دار عرض سينمائى فى ستين عام. وزارة الثقافة لا تكترث ويقول الناقد السينمائى طارق الشناوى، إن قلة أعداد دور العرض ينبأ بخطر على مستقبل صناعة السينما نفسها، لأن دار العرض السينمائى هى منفذ التوزيع الوحيد، مؤكدا فى الوقت نفسه أن إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تشير إلى غلق دور عرض سينمائى كانت تضم شاشة واحدة، وتم افتتاح دور عرض حديثة بدلاً منها تضم أكثر من شاشة بأعداد تتراوح بين 6 و7 شاشات فى دار العرض الواحدة. ويضرب الشناوى مثلا بمنطقة المنيل التى كانت تضم ثلاثة دور عرض سينمائى بينهم، سينما فاتن حمامة، تم إغلاق اثنين منهم وافتتاح سينما جالاكسى التى تضم 6 شاشة عرض بالإضافة إلى شاشة عرض واحدة بسينما فاتن حمامة، ليصل إجمالى شاشات العرض السينمائى فى تلك المنطقة إلى 7 شاشات فى اثنين من دور العرض، بدلاً من 3 شاشات فقط فى ثلاثة دور عرض. واتهم الشناوى، وزارة الثقافة بتجاهل ما يحدث لصالات السينما فى مصر، التى تغلق لصالح الأنشطة التجارية، مؤكدا أن الوزارة فى غيبوبة ولا تبدى أى انزعاج لما يحدث، مؤكدا أن هناك محافظات كاملة بلا دار عرض واحدة. وتابع: محافظة الأقصر تستضيف سنويا مهرجانى سينما هما مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ولا تمتلك دار عرض سينمائى واحد، مشيرا إلى أن قصور الثقافة مليئة بدور العرض فى جميع محافظات مصر إلا إنها تحتاج إلى تحديث آلات العرض، وعقد اتفاقات مع المنتجين لعرض أفلامهم مقابل تذاكر تدر ربحا على الوزارة وتعوض غياب دور العرض السينمائى عن المحافظات.