شيع الآلاف من أهالى قرية ميت الأكراد بمركز المنصورة ثلاثة أشخاص بينهم طفل لقوا مصرعهم فى دولة ليبيا بعد إطلاق النار على سيارتهم التى كانوا يستقلونها واصطدامها بسيارة أخرى وامتزجت دموع السيدات والرجال من أهالى القرية والقرى المجاورة لها مع التكبير والصراخ. وفى البداية، يقول محمد السعيد، من أهالى القرية، إن الحزن خيم على كامل أهل القرية، حيث ألغى عدد كبير من مظاهر الأفراح وحفلات الزفاف حداداً على وفاة الضحايا منذ أن عرفنا بخبر مصرعهم منذ عدة أيام وهم: "عاطف عبدالسميع العوضى 36 سنة، والذى كان يعمل حلاقا وطفله محمود 6 سنوات وعبدالجليل الطوخى على السعيد 26 سنة حلاق". وأكد السعيد، أن الضحايا كانوا محبوبين بين أهالى القرية، وأن المرحوم عبالجليل متزوج منذ 3 شهور فقط وزوجته آية محمود معاطى ربة منزل حامل فى توأم فى حالة صحية سيئة منذ علمها بخبر وفاة زوجها، بينما نجا باقى أسرة عاطف بعد وفاته هو ونجله محمود (6 سنوات) حيث كانت معة ابنته رودينا 3 سنوات والمصابة بكسر فى القدم وزوجته وفاء محمود محمد إبراهيم، والتى ترقد الآن بالعناية المركزة بمستشفى طلخا المركزى لحالتها السيئة الخطرة، مؤكداً أنها فى آخر أيام الحمل وكذلك والدتها أميمة محمد السنوسى 51 سنة ربة منزل والتى كانت قد سافرت إلى ابنتها لمساعدتها بعد وضعها، موضحاً أنها أصيبت بكسر فى القدم واشتباه بوجود كسر فى الحوض". وأضاف السيد الحفناوى، من أهالى القرية، أن هناك عددا كبيرا من أهالى القرية والقرى المجاورة لنا فى ليبيا منذ فترات طويلة رغم الحرب المشتعلة هناك وأنه من المقرر عودة عدد كبير منهم بينما يصر عدد آخر على عدم النزول إلى مصر بحجة أن الوضع أمان بالمنطقة التى يعملون بها. وطالب أيمن محمد، مدرس، الحكومة المصرية بتكثيف الجهود من أجل حماية أبنائها من الحرب بين الميلشيات المسلحة فى ليبيا خاصة من مسلحى جبهة النصرة "الكفرة"، كما طالب بتوفير الحماية للمصريين داخل العمق الليبيى للحد من تعرض المصريين للقتل وأعمال النهب التى يتعرضون لها أثناء محاولتهم العودة لمصر. وفى قرية تلبانة التابعة هى الأخرى لمركز المنصورة، والتى لا تبعد 3 كيلو عن قرية ميت الأكراد حالة من الحزن والترقب بعد إشاعة وفاة عدد كبير من شباب القرية دون تحديد أسماء بينما تأكد وفاة السيد مصطفى سلامة العدل الخلاوى (25 سنة) والذى كان يعمل حلاقا والذى لقى مصرعه منذ 10 أيام وفشلت جميع محاولات الأسرة وأهالى القرية وعدد كبير من المتواجدين بليبيا فى نقل جثمانه إلى مصر وتحول منزله وجميع منازل الأسرة إلى مأتم كبير يتردد عليهم أهالى القرية لتقديم واجب العزاء والاطمئنان على آخر المستجدات فى عودة الجثمان من عدمه. وفى منزل الضحية لم تفارق الدموع عين والدته إحسان المتولى عبدالرحمن النجدى 60 سنة ربة منزل ووالده المسن وباقى أفراد الأسرة أشقائه حامد – مصطفى – نادية - محضية - محمد. وتقول والدته: "ابنى السيد لم ير إبنته رميسا عمر عشرة شهور بعد أن تعثر فى الإنجاب، حيث إنة متزوج منذ عامين وأنجبت زوجته منذ 10 شهور وكان ابنى السيد يقول لى فى التيلفون، إن نفسه يرى ابنته وكان يحاول العودة إلى مصر من منتصف شهر رمضان وحاول كثيرا ولكن بسبب الوضع الأمنى لم يتمكن من مغادرة ليبيا".. وناشدت الحكومة بإعادة ابنها لتقبيله قبل دفنه فى تراب الوطن. ويقول والده الحاج مصطفى أنهم تلقوا اتصالا من بعض الشباب من القرية المتواجدين بليبيا، وتأكدوا من الخبر من ابن خالته محمد صبرى السعيد إسماعيل، والذى انتقل إلى مستشفى طرابلس وتأكد من خبر وفاته، مضيفاً أن الجثمان حاليا فى بيت الرحمة (ثلاجة المستشفى) وأن المستشفى لا يوجد بها أى تجهيزات وأنهم طالبوا شراء حقنتين لحفظ الجثة بثمن 3 آلاف دينار ليبيى بما يوزاى 30 ألف جنيه مصرى وألفين دينار لسيارة الإسعاف وألفين دينار للنعش لوضع الجثمان. وأضاف: "مازالنا حتى الآن لم نتمكن فى إعادة جثمان ابننا، وقمنا بالاتصال على وزارة الخارجية أكثر من مرة دون فائدة". وأكد أن مصر أم الدنيا تقف بجوار الدول العربية وتقف حتى الآن مع غزة رغم ما قامت به حماس وتمدهم بالغاز والكهرباء ولكن عدد من الدول العربية لا تحب مصر ولكن مصر ستكون أم الدنيا رغم أنفهم. وتقول شقيقته نادية، إن أملهم الآن هو عودة شقيقها إلى مصر ودفنه بمقابر الأسرة كما طالبت بالقصاص للمصريين اللذين لقوا مصرعهم رغم أنهم خرجوا من بلدهم للسعى وراء الرزق ولسداد مصاريف زواجهم ومساعدة أسرهم الفقيرة. بينما عاد بسلامة الله عدد من شباب ذات قرية تلبانة تمكنوا من الخروج من ليبيا بل الهروب بعد رحلة عذاب بليبيا وتونس وتعرضهم للخطر المحدق من بينهم محمد جمال أحمد سلامة (24 سنة) مبيض محارة وحاصل على دبلوم صنايع، والذى قال إنه كان قد سافر إلى ليبيا منذ 5 شهور بعد أن كان بالسعودية. وتابع: "أنا وزملائى من أهل القرية بدأنا بمحاولة العودة منذ تحذير الخارجية المصرية بضرورة العودة بعد اقتحام ميلشيات النصرة الملتحين الدخول علينا وعلى المصريين خاصة بقتلهم وسلب أغراضهم ويعتدون بالضرب على المصريين". واستطرد قائلاً: "توجهنا بعد ذلك إلى حدود تونس ووجدنا معاملة سيئة من ليبيا قبل إعطائنا خاتم الخروج من ليبيا وإطلاقهم النار علينا بعد وضعنا فى الصحراء.. وبعد أن تجمهرنا أخذنا خاتم الخروج وأصبحنا فى مكان بين ليبيا وتونس التى رفضت دخول المصريين". وتابع: "قام الجانبان الليبى والتونسة بإطلاق النار الحى ووفاة عدد كبير من المصريين وقامت سيارة جيب كانت قادمة من اتجاه ليبيا وصدمت وقتلت أكثر من 12 مصريا فقمنا بتسلق السوار الذى يقع على حدود ليبيا مع تونس بعد رفض تونس دخولنا ورفض ليبيا الدخول مرة أخرى وتسلقنا السوار إلى ليبيا وقام السمسار بالاتفاق معنا وأحضر لنا سائق وكانوا يسلمونا لبعضهم وينهبون أموالنا وأعراضنا حتى أجهزة المحمول والملابس فأنا عدت بالملابس التى على جسدى فقط". وأضاف زميله الجندى السعيد محمد (27 سنة) مبيض محارة أنه عاش كل هذة الأهوال مع محمد وأنه كان قد سافر منذ 5 شهور لتحسين دخلة وكانوا يقومون فى منطقة السبعة بطرابلس وأنهم قد تمكنوا من العودة إلى مصر عبر معبر السلوم. صورة السيد تلبانة المتوفى صورة والد السيد صورة والدة السيد صورة عاطف المتوفى من ميت الأكراد صورة الطفل المتوفى محمود وشقيقته رودينا المصابة محمد جمال أحد الناجين موضوعات متعلقة.. شقيقة المتوفى بليبيا تطالب بدفنه فى مسقط رأسه بالمنصورة