سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دكتور خالد عزب يكتب: حقائق غائبة عن مسلسل "سراى عابدين".. استنساخ ل"حريم السلطان".. والخديوى إسماعيل كان قدوة فى إعتاق حريمه بعد حركة تحرير العبيد. .والوالدة باشا لم تكن ذات شأن ولم تسكن سراى عابدين
العديد من الحقائق التاريخية كانت غائبة عن المسلسل التليفزيونى "سراى عابدين" الذى كان أقرب إلى استنساخ مسلسل "حريم السلطان" العثمانى منه إلى الواقع الحقيقى، الخديو إسماعيل ورث كما ورث العديد من حكام عصره فكرة أن يكون لديه حريم، لكن هذا الحريم رأى فيه الخديو إسماعيل بعد فترة من الزمن أن لا معنى له فى ظل حركة تحرير الرقيق فى العالم، فجعل من نفسه قدوة بأن أعتق كل من فى السراى من النساء والرجال، وحرصا على الجوارى وحفظا لهن حرص على أن يزوجهن بكبار رجال الدولة، وهو تصرف نبيل من حاكم كان ينتقل بمصر من العصور الوسطى بمفاهيمها إلى العصر الحديث بمعطياته، فلذا قصر حياة الخديو ومصر وسراى عابدين على فكرة الحوارى والحريم والزوجات هو فى حقيقة أمر اختزال لمشهد لا يجب أن يتكرر مرة أخرى فى الدراما، إذ إن مصر فى تلك الحقبة كانت دولة ناهضة حرص الأوربيون على إغراقها، سواء فى الديون أو فى مغامراتهم. حفل مسلسل "سراى عابدين" بأخطاء عديدة لا حصر لها، لكن أول ما نلمسه فى البناء الدرامى هو سكن الوالدة باشا فى سراى عابدين، وفى واقع الأمر أنها كانت تسكن السراى العالى الذى شيده إبراهيم باشا فى جنوب حى جاردن سيتى حاليا، ونشرنا صورة نادرة له فى كتاب ذاكرة القاهرة الفوتوغرافية، وهى سيدة لم تكن تتدخل بهذا القدر فى شأن الدولة أو فى شأن الخديوى الخاص، إذ لزمت معظم الوقت قصرها، وشيدت مسجد الرفاعى فى ميدان القلعة ليكون مدفنا للأسرة المالكة، وهو سبب تردد اسمها فوشيار هانم فى العديد من المصادر. النقطة المذهلة أن معظم أفراد أسرة الخديوى كانوا يقيمون فى سراى الإسماعيلية التى هدمت ويشغل مكانها الآن مجمع التحرير، وهو ما ورد فى العديد من المناسبات، سواء فى الصحف أو فى يوميات الأجانب الذين سجلوا مشاهدتهم فى بعض المراسلات، لكن الخديوى أدار الدولة من قصر عابدين وسكنت أسرته بعضا من الوقت فى قصر عابدين. إن القول بأن تاريخ مصر قد كتب، فيه مغالطات، لأن تاريخ مصر لم يكتب بعد، حيث شهد حكم إسماعيل أول مجلس نيابى مصرى له صلاحيات، وعززت صلاحيات مجلس الوزراء، وكانت هناك صحافة انتقدت الخديوى إسماعيل نفسه على غرار صحيفة "أبو نظارة"، وعدت مصر حينئذ من بلدان العالم الناهضة، وشكل نهوضها خاصة مع وعى النخبة المصرية آنذاك قلقا للأوربيين، حتى عدوا مصر من الدول التى تهدد مصالح الغرب ومستقبله خاصة فى مستعمراته الأفريقية. موضوعات متعلقة: سراى عابدين والدراما المسمومة الأمير أحمد فؤاد الثانى يهاجم مسلسل "سراى عابدين" ويؤكد: تضمن أكاذيب مختلقة.. آخر ملوك الأسرة العلوية يصف العمل بالمهزلة التى تضر بسمعة مصر.. ويطالب من بيده الأمر التدخل لمنعه «سراى عابدين».. وحريم «الخديو إسماعيل»