صدرتا عن دار الشروق روايتان للكاتب والناقد المغربى محمد برادة فى كتاب واحد يحمل عنوان "من أجل النسيان"، فيما عنون الرواية الأولى "لعبة النسيان" وعنون الرواية الثانية "امرأة النسيان". عاش محمد برادة فترة عصيبة من حياته مطلع الثمانينات اتسمت بالمرارة والإحباط، سبب ذلك مناخ أزمنة الرصاص التى عرفها المغرب منذ 1962، وشعر برادة بالحاجة إلى كتابة نص يسعفه على فهم ما عاشه متسارعاً ومتداخلاً، ويقول فى كلمته التى حملت عنوان "من أجل النسيان" فى نهاية الكتاب أنه كان ينشد تفريغ الذاكرة والتأمل فى محصول الحياة وأسئلتها. ويؤكد برادة، أن همه الأول كان تقديم تجربة جديدة فى كتابة الذاكرة وعندما انتهى من كتابة "لعبة النسيان" لاحظ أن لغة الكلام المغربية حاضرة بقوة فى الحوار وأحياناً فى السرد. ويشير برادة إلى أن القاسم المشترك بين النصين "لعبة النسيان" و"امرأة النسيان" هى خلفية النسيان المشتركة بينهما والتى غدت بمثابة صمام أمان يلجأ له كلما تراكمت الخيبة والمرارة، وتعذر فهم الأمر الواقع. ولد الكاتب والناقد المغربى محمد برادة عام 1938، ونال درجاته الجامعية من جامعات القاهرة ومحمد الخامس والسربون، صدر له 5 أعمال روائية، ومجموعة قصصية، إضافة إلى عدد من الكتب النقدية التى أسهمت فى تشكيل الوعى النقدى العربى، كما قدم مجموعة من الترجمات التى مثلت إضافة هامة فى المكتبة العربية، وشغل برادة موقع رئيس اتحاد الكتاب المغربى لثلاث دورات متتالية بين عامى 1976، و1983.
